توّج الأديب والروائي التونسي شكري المبخوت صاحب رواية "الطلياني" بالوسام الوطني للاستحقاق في قطاع الثقافة. والوسام الوطني للاستحقاق في قطاع الثقافة يمنحه الرئيس التونسي للشخصيات الفاعلة على السّاحة السياسية في البلاد، وقد تولت وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث لطيفة الأخضر اليوم تقديمه للمبخوت خلال حفل حضره عدد من الشخصيات الثقافية التونسية. وقالت الأخضر، خلال حفل التكريم الذي انتظم في وزارة الثّقافة بتونس إنه "ما من أشك أن تتويج المبخوت اليوم هو نتاج موهبة وعمل شخصي كبير وهو أيضا نتيجة عطاء أجيال من كبارنا وروادنا الذين فتحوا الطريق وأنه ثمرة ساحة ثقافية ثرية بالوعود تسعى إلى توفير المزيد من شروط العمل في كنف الديمقراطية والكرامة". وأضافت أن "الرواية التونسية بدأت مع شكري المبخوت تنضج في الأفق الكوني وفيها اشارة انطلاق لتقاليد جديدة للتفكير في تطويرها مستقبلا وجعلها تخلق أساليب ابداعية لتحفيز المثقفين والمبدعين". من جانبه، قال الروائي شكري المبخوت خلال الحفل إن "الجوائز والتكريمات لا تأتي هكذا عفوا بل هو سياق كامل والجوائز جزء من مكينة أكبر اسمها المؤسسة أدبية". وأضاف المبخوت أن "هذه الرواية جعلتني أشعر أنني بطل وطني وجعلتني أعيد طرح مسألة الكاتب والكتابة في تونس وأنه لا بد من استغلال مثل هذه الفرص حتى ننتج في الفكر والأدب والثقافة".
ومضى قائلا: "لم أكتب للجائزة وحين جاءت الجائزة فهو ما يجعل كل فعل كتابة مسؤول فيه نوع من الالتزامفي أن أكون نزيها وصادقا في كتابتي وأن لا أنشر إلا ما يمكن أن يكون جيدا". وتحصلت رواية "الطلياني"، الصادرة عن "دار التنوير" (دار نشر لبنانية وتونسية ومصرية) في 344 صفحة و12 فصلاً، في وقت سابق على الجائزة العالمية للرواية العربية بوكر 2015، وعلى "الكومار الذهبي" للرواية التونسية وعلى جائزة الإبداع الأدبي في معرض الكتاب في تونس (من 27 مارس/أذار إلى 5 أبريل/نيسان). وتدور أحداث الرواية حول حياة طالب يساريّ (عبد الناصر الطلياني) كان فاعلاً وشاهداً في الجامعة التونسية وخارجها أواخر عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (يوليو / تموز 1957 - نوفمبر / تشرين الثاني 1987) وبداية عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي (نوفمبر / تشرين الثاني 1987 - يناير / كانون الثاني 2011). وتتناول الرواية أحلام جيل نازعته طموحات وانتكاسات وخيبات، في سياق صراع بين الإسلاميّين واليساريين ونظام سياسيّ ينهار.