أعلن تنظيم "داعش"، اليوم الاثنين، أن المعركة في عين العرب (كوباني) شمالي سوريا الذي يسعى للسيطرة عليها منذ أكثر من شهر شارفت على النهاية لصالحه، مشيراً إلى أن القتال مع المقاتلين الأكراد المدافعين عن المدينة انتقل إلى مرحلة التمشيط "من شارع لشارع وبناية لبناية". وبث التنظيم عبر مؤسسة الاعتصام الاعلامية التابعة له تسجيلاً مصورا، تحت عنوان "من داخل عين الإسلام(كوباني)"، قال فيه إن التنظيم يسيطر على معظم مساحة مدينة (كوباني) وأن "المجاهدين" يخوضون حرب شوارع هم بارعون فيها وأن المعركة اقتربت من نهايتها مع المقاتلين الأكراد. ويظهر في التسجيل المصور، الذي اطلع عليه مراسل "الأناضول"، وتبلغ مدته 5 دقائق و32 ثانية جون كانتلي الرهينة البريطاني لدى التنظيم وهو يتحدث بصفة مراسل من داخل "كوباني" وذكر أنه داخل المربع الأمني لقوات بي كا كا (حزب العمال الكردستاني) وسط كوباني، والذي قال إنه تحت سيطرة "الدولة الإسلامية" أي "داعش". وأضاف كانتلي أنه منذ شهر "يطوق جنود الدولة الإسلامية هذه المدينة الكردية المهمة (كوباني) ورغم ضربات التحالف الدولي التي كلفت حتى اليوم نصف مليار دولار إلا أن جنود الدولة دخلوا إلى المدينة وسيطروا على القطاعين الجنوبي والشرقي فيها". ونفى الرهينة البريطاني الذي كان يتحدث بكل أريحية وطلاقة ما يذكره الإعلام الغربي بأن "الدولة" تتراجع في كوباني، قائلاً بسخرية "لا أرى أي صحفي غربي هنا"، كما نفى تصريحات لمسؤولين أمريكين ووسائل إعلام غربية حول مقتل المئات من التنظيم بالضربات الجوية أو تراجعهم في المدينة. وأضاف أن كل من رآهم في المدينة هم من "المجاهدين" اي مقاتلي "داعش"، فيما "لم ير مقاتلين من (بي كا كا) أو (YPG) اي وحدات حماية الشعب، أو البيشمركة الكردية على مد النظر". واتهم كانتلي القادة الأكراد والمسؤولين الإعلاميين في البيت الأبيض، لم يسمّهم، بالكذب "ضمنياً"، عدما قال "إن الإعلام يأخذ معلوماته من هؤلاء الذين ليس لديهم نية قول الحقيقة عما يجري على الأرض في كوباني". واعترف أن ضربات التحالف منعت بعض المجموعات من "المجاهدين" من استخدام دباباتهم وأسلحتهم الثقيلة في معركة كوباني كما كانوا يخططون إلا أنهم استخدموا الأسلحة الخفيفة في دخولهم إلى المدينة. ورأى أن الأمريكيين والدول المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش أرادوا أن يعملوا من كوباني "رمزاً للنصر" على التنظيم، إلا ان قواتهم الجوية ليست كافية لهزيمة "الدولة الإسلامية" في المدينة أو في أي مكان آخر. واستشهد كانتلي بقرب نهاية المعركة في كوباني بهدوء الأجواء فيها إلا ان من أصوات رشقات متقطع، كما ظهر في التسجيل الذي شاهده مراسل "الأناضول"، مشيراً بيده إلى مخيمات للاجئين الذين نزحوا عن المدينة على بعد مئات الأمتار على الجانب التركي من الحدود مع سوريا. ولم يتسن على الفور التأكد من صحة التسجيل أو مضمونه من مصدر مستقل. وكانتلي واحد من عدد من الرهائن الغربيين الذين اسرهم "داعش" في الفترة الماضية وقام بذبح عدد منهم مؤخرا، وهدد بذبح العدد المتبقي تباعاً إذا لم توقف واشنطن ولندن التحالف و"العدوان" ضده. وتقع عين العرب (كوباني)، التي يحاصرها "داعش" منذ أكثر من شهر، في أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي، على بعد 140 كيلو مترًا شمال شرق مدينة حلب، وتسكنها في الأساس غالبية كردية، إلا أن عشرات الآلاف من النازحين، وصلوا إلى المنطقة في الأشهر الأخيرة من مناطق ريف حلب الشرقي، خصوصاً مناطق الرقة والسفيرة ومنبج وجرابلس بحلب. ومنذ أكثر من شهر تستمر الاشتباكات بين مسلحي تنظيم "داعش" ومجموعات كردية في مدينة عين العرب، التي تقول تقارير إعلامية إن التنظيم سيطر على مساحات واسعها منها، وتسكنها في الأساس غالبية كردية؛ ما اضطر نحو 200 ألف من سكان المدينة والمناطق المحيطة بها، للفرار إلى تركيا، خلال الأيام الأخيرة. ويشن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية غارات جوية على مواقع لتنظيم "داعش" في المدينة وفي محيطها لوقف تقدم المزيد من عناصر التنظيم نحو المدينة، ومنع إحكام سيطرته عليها.