شكل الحراك الطلابي بالجامعات المصرية على مدار الشهور الماضية، صداعًا مزمنًا في رأس السلطة الحالية، والتي كانت بمثابة الرهان الأهم لأنصار "التحالف الوطني لدعم الشرعية" لإنهاك "الانقلاب"، وتسببت في تأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني بالجامعات، في ظل المظاهرات اليومية التي تشهدها مختلف الجامعات، والتي لم تخل من مواجهات مع قوات الأمن. بالإضافة إلى استقطاب العديد من الطلاب المنتمين إلى الحركات الثورية التي لا تتفق مع جماعة الإخوان المسلمين سياسيًا، والذين انضموا إلى الفعاليات الطلابية من أجل الإفراج عن زملائهم المعتقلين وللتنديد بعودة الحرس الجامعي. والآن.. ومع اقتراب نهاية العام الدراسي أصبح "تحالف دعم الشرعية" مُجبرًا على تغيير خططه وإستراتيجيته بعد أن توقفت أقوى أدواته للضغط على السلطة الحالية، ولم يبق للطلاب سوى الانخراط في مسيرات التحالف على مستوى المحافظات والقرى في مصر. هذا ما أكده محمود الأزهري، المتحدث باسم "طلاب ضد الانقلاب" بجامعة الأزهر، معترفًا بأن انتهاء العام الدراسي سيؤثر بالتأكيد على حراكهم الثوري ولن يبقى أمامهم سوى "دعم الشرعية"، لأنهم مهما فعلوا فستكون قوتهم أقل مما كانت عليه خلال فترة العام الدراسي. وأوضح الأزهري، أن الحركة تعد خطة كاملة للحركة الطلابية خلال فترة الإجازة، تبدأ من بعد انتهاء الدراسة مباشرة، من خلال تنظيم فعالياتهم خاصة للطلاب، عبر التظاهر في محيط الجامعات الإقليمية خارج سور الحرم الجامعي، وإن كان ذلك لن يكون بقوة حراكهم أثناء الدراسة، كما يقول. من جانبه، رجح أحد القيادات الشبابية ب "تحالف دعم الشرعية"، توقف التظاهرات الطلابية خلال فترة الإجازة الصيفية، للاستعداد لموجة ثورية جديدة للعام الدراسي القادم، مشيرًا إلى أن الطلاب بحاجة إلى فترة راحة من التظاهرات اليومية، وإن كان هذا لا يمنع مشاركتهم في تظاهرات التحالف بصورة فردية. وأوضح أن أي عام دراسي جديد يحتاج إلى جهد واسع من الطلاب لبناء قاعدة طلابية جيدة بعد فقدان دفعة من الطلاب ممن تخرجوا ودخول دفعة جديدة تحتاج إلى التأهيل للتظاهرات، وهو الأمر الذي يتطلب ابتعاد الطلاب عن تنظيم التظاهرات في الفترة الحالية. فيما توقع أحمد مصطفى، عضو مؤسس بحركة شباب "18"، اختفاء الحركات الطلابية بعد انتهاء العام الدراسي، إلا أن مشاركات الطلاب في المظاهرات اليومية لن تتوقف في الشارع، سواء في إطار مظاهرات "دعم الشرعية"، أو تنظيم تظاهرات خاصة بهم لتمييزهم عن باقي الحركات الثورية، لأن أن الوضع الحالي يتطلب تنظيم تظاهرات متفرقة وفي أماكن عدة، على حد قوله. وفي الوقت ذاته أكد مصطفى مضاعفة الحركات الثورية المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي لنشاطهم خلال الفترة المقبلة لسد العجز الثوري بعد انتهاء العام الدراسي.