لو كانت الأوضاع غير ما هي عليه الآن بالنسبة لرئيس الجمهورية.. يعني أحمد شفيق بدلاً من محمد مرسي.. هل كانت ستشن على الرئاسة الحرب الإعلامية الشرسة الحالية؟! إنهم لا يرغبون في استمرار مرسي لمجرد انتمائه الإخواني فقط، وزادت الجرأة عليه منذ تراجعه عن قرار إقالة النائب العام، كأنهم اكتشفوا أنه رئيس ضعيف غير حازم بدلاً من أن يعتبروا ذلك ديمقراطية منه وإعلاء للقانون! شفيق بعصبيته المعهودة سيأخذ فوزه بالأغلبية بأنه شيك على بياض للتصرف في مصر كيفما يريد. الشرطة ستعود لإجبار الناس على الركوع للحاكم، ومن يرفض متمسكًا بميدان التحرير يساق إلى المعتقل. كل برامج التوك شو السياسية ستتوقف أو تجبر على العودة إلى ما كانت عليه في عهد مبارك.. أي أن تتحدث عن بنات الليل وعم حسنين البقال، وآخرتها أن تنتقد محافظًا لمحافظة نائية بعيدة بعد أن تستأذن جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة سابقًا)! المانشيتات الرئيسية للصحف الحكومية ستركز على تحركات الرئيس شفيق وافتتاحه لمشروعات وهمية لا وجود لها، فقط لتجميل صورته. لن نسمع عن اعتراضات المحكمة الدستورية على مسودة الدستور، وسيقول المستشار أحمد الزند لكل قرار يصدر من الرئيس: سمعًا وطاعة يا مولاي! أكد ذلك أحمد شفيق وهو يعني بها الشعب كله "لو فزت كان الإخوان سيركعون أمامي"! ميدان التحرير يختفي تمامًا من الوجود متحولاً إلى مول تجاري ضخم، وتصدر قرارات تحفظ تشبه قرارات السادات الشهيرة في سبتمبر عام 1981 يتجمع على إثرها الحبايب كلهم وعلى رأسهم البرادعي وصباحي أو يعودون إلى بيوتهم آمنين لقضاء بقية عمرهم في مشاهدة الأفلام القديمة! ما يحدث للرئيس مرسي حاليًا سببه مساحة الديمقراطية الهائلة واحترامه لها إلى أقصى الحدود. لو شئنا الحق لقلنا أن انتخابات حزب الحرية والعدالة يوم الجمعة الماضية كانت مدهشة للدوائر الغربية، فالحزب الذي يقال دائمًا إنه الذراع السياسية لجماعة فاشية مارس الديمقراطية كما يقول الكتاب بالضبط، بينما مارست الجماعات والأحزاب الليبرالية المدنية في اليوم نفسه احتجاجات الشوارع. [email protected]