لم أستسغ أن يقول الرئيس مرسى إنه سيتصل بالممثلة إلهام شاهين فى وقت لاحق ليعبر لها عن تقديره. هذا ما نسبه له بعض الفنانين الذين حضروا لقاءه يوم الخميس الماضى، ولم يصدر بشأنه أى نفى من الرئاسة فيما عدا نفى الدكتور ياسر على لما نسب إليه بأن الرئيس كلفه بالاتصال بها ومتابعة قضيتها. لست مؤيدا لما قاله الشيخ عبدالله بدر عن إلهام شاهين ولا لأى أسلوب شبيه، فهو ينزل الدعاة والدعوة عن مكانة مميزة اختصها بهما الله سبحانه وتعالى. كان يمكن نقدها بطريقة أفضل كثيرا، خصوصا أن الشيخ لم يكن فى معرض تقييم لفنها وشخصها وإنما كان يرد على موقفها السياسى من الدكتور مرسى، فقد كانت مؤيدة لمنافسه أحمد شفيق وقامت بزيارته علنا قبل الجولة الثانية مع مجموعة من الفنانين لإعلان دعمه ومساندته. موقفها السياسى حق لها ولزملائها من الفنانين، وهذا ثمن الديمقراطية التى نعيشها الآن. لن يغير ذلك الموقف لقاء مرسى بهم ولا وعوده واحتفائه بما يظنونه إبداعا منهم، ولن يستريحوا له حتى لو قال لهم إنه شاهد مائة مرة فيلم "ذهب مع الريح"! لكن المشكلة أن يضيع الرئيس وقتاً فى الاتصال بفنان "واخد" على خاطره، وآخر "مقموص" وأن يسعى الصفا والمروة نحو من رفض لقاءه واستهان بدعوته، ليطبطب عليهم ويقبل رؤوسهم! المائة يوم ليس بينها تسوية قضية إلهام شاهين. والرئيس ليس من واجباته أن يستجيب لفسطاط الفنانين الذين ضغطوا عليه فى لقاء يوم الخميس لكى يتصل بها ويتأسف لها عما جرى من الشيخ عبدالله بدر. إذا كان لها حق فستناله فى ساحة القضاء الذى لجأت إليه، ولا يجب أن تترك رئاسة الجمهورية المشاكل المتراكمة لشعب منهك وتتفرغ لها. الرئيس مرسى لا يتمتع بترف الوقت، فالمائة يوم تقترب من النهاية، وعندها لن يرحمه معارضوه ومن بينهم فسطاط الفنانين. منصب رئيس مصر له وقاره وعلى من يتولاه أن يقدر هذا الوقار ويحفظه. ذلك ليس فرعنة ولا صناعة للفرعون، وإنما إنزال الحاكم منزلته، فلا يهان أو يستهان به من ممثلة أظهرت عدم احترامه فى تصريحات سابقة ثم لاحقا عندما رفضت الحضور مع زملائها، ومع ذلك يتنازل ويؤكد لفسطاط الفنانين أنه سيتصل بها عند أول فرصة! لقد منحت مرسى صوتى فى الانتخابات ليس من أجل إلهام شاهين ولا غيرها من الممثلين ولكن من أجل أن يجد الشعب كوب ماء نظيفا ورغيف خبز سهلا بلا مسامير، وحياة آدمية تنتشلهم من العشوائيات والأمراض. [email protected]