ذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية أنه رغم إعلان التحالف الدولي العسكري في أفغانستان عن تراجع نسبة هجمات المتمردين في أغسطس الماضي مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي ، إلا أن هذه الآمال باتت تتراجع هى الأخرى. ولفتت الصحيفة - في افتتاحيتها على موقعها الالكتروني - إلى اعتراف أندريس فوج راسموسين الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى (ناتو) بأن استراتيجية حركة طالبان الأخيرة بالاختراق والقتل من الداخل نجحت في ضرب معنويات قوات الحلف في أفغانستان ..متوقعا انسحاب القوات الدولية في وقت أقرب مما هو مخطط له. ونقلت (الجارديان) عن ريتشارد ستاج السفير البريطاني لدى كابول قوله إن المجتمع الدولي أمسك بزمام الأمور في أفغانستان لمدة طويلة ، وحان الوقت لوضع القرارات الكبرى لإدارة البلاد بيد السلطات الأفغانية ودون تدخل من الغرب في المستقبل. وأوضحت الصحيفة أن الأوضاع والظروف التي لطالما اعتبرت العامل الذي يقرر مدى سرعة وتيرة انسحاب قوات الناتو لم يكن مفاجئا أن ندرك أن هذه الظروف شهدت تدهورا حادا ، لاسيما أن شهر أغسطس لهذا العام أصبح بمثابة ثاني أكثر الشهور الدامية على الإطلاق نظرا لأن القوات الأمريكية الإضافية أو قوات التحالف لم تستطع إخراج حركة طالبان من جنوب وشرق أفغانستان. ومن المتوقع أن يكون هجوم الربيع الذي تشنه حركة طالبان للعام المقبل الأكثر دموية على الإطلاق ، نظرا لقرب انحساب قوات التحالف المقرر أن يتم بنهاية عام 2014 ، فضلا عن قرب موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأفغانية. وقالت صحيفة (الجارديان) البريطانية إن الهجمات التي تستهدف المسئولين الحكوميين والسياسيين تضاعفت ثلاث مرات، موضحة أن الفرصة ستكون متاحة أمام تزايد وتصاعد حدة هذه الهجمات إضافة إلى الأعمال الفوضوية حيث تشهد أفغانستان إجراء ثلاثة انتخابات قادمة على التوالي بداية من انتخابات مجالس الأقاليم في عام 2013 مرورا بانتخابات الرئاسة في عام 2014 ونهاية بالانتخابات البرلمانية في عام 2015. ونقلت الصحيفة عن تقرير لمجموعة الأزمات الدولية رسم فيه صورة قاتمة حيال الاستعداد الأفغاني للاعداد للانتخابات ونقل السلطة بعد انتهاء ولاية الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ، مشيرة إلى تأكيد أحد قدامى مسئولي الأمن الأفغان على نقص التواجد الأمنى ، ومحذرا المجتمع الدولي بأنه بات لديه فرصة واحدة عليه استغلالها قبل الانسحاب من أفغانستان وتتمثل في مساعدة الأفغان لاستعداد للانتخابات والانتقال السلس للسلطة الرئاسية.