"عجل السامرى" الذى قرأنا قصته فى سورة "طه" واتخذته "بنو إسرائيل" إلهاً لهم من دون (الله)– شاهت وجوههم- شَكَلَه "السامرى"ُ وصَاغَهُ من حُلِّى معدن "الَّذهب" – ذهبُ قبط "مصر"-، ثم ذهب فأحدث فيه "ثقب" يخترقه من الخلف إلى الأمام؛ بحيث إذا دخل "الريح" فى "دبره".. خرج "الريح" من فم "العجل" يُسمع له صوت "نشاز" غير مُنغمٍ!.. تدور الأيام وتتوالى السنين؛ وتتكرر صناعة "الخوار" لآلهة من "العجول" المزيفة .. ولكن هذه المرة يفاجئك "السامرى الجديد" بأنه قد تحول بذهبه وكنوزه المختلفة النفائس إلى "عجل" له "خوار" فعلاً! .. له صوت ولكن ليس بصوته.. وله ضجيج وضوضاء وصخب لا يصدر منه ولا من "فمه" أو لسانه.. لكنه استأجر "النائحة " ذات "الخوار".. التى يلقمها "العشب الدولارى الأخضر".. فتأكل منه أكلاً لما.. لأنها تحبه حباً جماً، هو هناك يتوارى فى ممالكه وقصوره المشيَّدة من عرق وأموال أهل "مصر" على تنوع طبقاتهم؛ ويشكر لهم تفضلهم عليه وما يَسْبَح فيه من نعيم.. بإهانتهم وسبهم واسترخاص كرامتهم.. والازدراء بدينهم ورموزهم؛ وإشهار سيف الباطل المسموم ضد ما اختاروه ليحكمهم ويعيد لهم مجدهم.. مجد "الإسلام" التليد العتيد، يحرق قلبه.. ويفرى كبده أن تقوم له قائمة من جديد.. وبعد أن كان "يخور" ويحنق ويملأ الزبد "شدقيه"؛ ويلقى ب"سخائمه"؛ ومكنون صدره المغلف بالسواد على أهل "الإسلام" فى "مصرنا"، ولما رأى أن سهام القوم أقوى من تفريطه فى حقهم.. وأنه لن يسلم منها مهما تدرع بدروع؛ لأن "الحق" لا يُغلب ولا يزول.. يضعف.. نعم.. يزول وينمحى.. لا، أتته شياطينه وعماله التى يبعث ب"سراياها" فى الأرض ليفسد فيها.. أتوه باختراع لايحتاج لكثير مجهود أو إضاعة لوقته.. "خوار" من "بنى جلدة" من يحاربهم ويطعن فى دينهم.. هم –الشياطين- أعلم بحاله؛ ودناءة نفسه وضلال فكره.. وانهزام إرادته؛ "هدية" انسلخت من آيات "ربها" بعد أن كانت تدعو لعقيدته، وقعدت بكل صراط تصد عن سبيل (الله)؛ لهدف فى نفسها.. (الله) يعلمه ولا نعلمه.. اهتبل ما وضعوه بين يديه من "كنز" فوق كنوزه.. ووضع له البرامج والأهداف.. واختار له المثل الأعلى.. وقال له هذا "سيدك"، الذى عليك اتباع خطواته؛ ومشاركته خططه ومكره.. أبشر.. فقد اتخذ منك خليلا.. لا تحيد عن ما يرسمه قيد "أنملة".. ف"الجائزة الكبرى" لك هى يوم أن تشتت شمل "المسلمين"؛ وتجمع عليهم جموعك وشياطينك.. فنراه اليوم يقود مدرسة ل"تحفيظ القرآن"؛ يدس "سُمه" والغى الذى يُسيِّره فى عسلها.. لغرض التمويه وخداع القوم الذين وضعوا ثقتهم فيه.. لم يفطنوا ولم يدروا عن مدى خطورة مآربه.. لظاهره الخادع؛ ومسكنة "الكهان"، التى تعترى قسمات وجهه اللئيم..احذروه يا قومنا.. تحت ملابسه رداء "صليبى" و"صولجان".. عشمه "إبليس الأكبر" أن يُجلسه على كرسى "مقاطعة" منها يوم أن تُقسم كما قُسمت "لبنان" من قبل!. الرمزية التى قصدتها هنا لا تنطبق على أناس بعينهم وفقط.. لكنها تلحق بكل من جعل من نفسه "عِجْل سامرى".. واشترى ب"فلوسنا" نحن.. شخص له "خوار" بدلا عن "صوته" هو.. "الكئيب"!!