محمد عبدالحافظ نزلت التوراة علي موسي واخذها وعاد بها إلي بني إسرائيل، فوجد قومه وقد اغواهم أحدهم يدعي السامري، وتصنع لهم عجل من الذهب والفضة التي سرقوها من مصر وكان العجل مجوفا، ولما تمر الرياح من خلاله تحدث صوتا كخوار العجول فعبده عدد من بني إسرائيل، ووجه موسي اللوم لهارون لانه لم يمنعهم من هذه الخطيئة، فرد عليه أخوه مبررا موقفه بأنه خشي أن تحدث فتنة بين بني إسرائيل إذا ما حطم العجل وأيده وينقسم القوم ويقتلون بعضهم. فآثر أن ينتظره حتي يعود. وحكم موسي علي عبدة العجل بالقتل، وعلي السامري، بالعزل فلا يخالط أحد، ولا أحدا يخالطه، وقذف بالعجل في البحر. وعرض موسي التوراة علي قومه ليؤمنوا بها وساوموه عليها، فإذا كانت أحكامها سهلة قبلوها، فكاد يطبق عليهم الله الجبلين اللذين كانا يسيران بينهما، فامنوا خوفا لانهم قوم تربوا علي الخوف والقهر والجبن، وطلب منهم موسي أن يتوبوا إلي الله، وسمعوه وهو يكلم الله، ولكنهم ازدادوا صفاقة وقالوا سمعنا، ونريد أن نري الله جهرا، فاصابهم الله برجفة كادت تقتلهم، فدعا موسي ربه أن يعفو عنهم، فعفا عنهم، وسار موسي ببني إسرائيل في صحراء سيناء، ورزقهم الله بأشهي الطعام ولم يرضوا به، وطلبوا فولا وعدسا!. وأمر موسي قومه أن يدخلوا معه القدس، فرفضوا وقالوا له اذهب انت وربك وحاربا. ودعا قومه لذبح بقرة تنفيذا لأمر الله ولكنهم كعادتهم ماطلوه وجادلوه واتعبوه في تفاصيل البقرة إلي أن اشتروها وذبحوها، واخذ منها موسي قطعة وضرب بها قتيلا حار أهله في معرفة قاتله، فأحيا موسي القتيل بإذن الله وقام وأرشد عن قاتله، وشاهد بني إسرائيل معجزة احياء الموتي، ولكنهم ظلوا اكثر القوم مقاومة للإيمان، واكثر القوم ايذاء لنبيهم وعنادا لله. ومات موسي دون أن يدخل مع قومه القدس. وظل بنو إسرائيل تائهين في الأرض.