قال وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، إن الحرب بين الغرب وموسكو لم تعد هجينة، بل باتت شبه حقيقية، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيرته الجنوب إفريقية، ناليدى باندور، أمس. وأكد لافروف أن كييف أوقفت المفاوضات مع روسيا التى كانت قد انطلقت الربيع الماضى تحت ضغوط غربية، مجددا استعداد بلاده لبدء المفاوضات، رغم أن كييف هى من ترفض ذلك، بل تمنعه وذلك تحت ضغوط غربية، حسب قوله. ولفت إلى أن القيادة الروسية أكدت باستمرار أنها لا ترفض الحوار، كما أن روسيا لا تستهدف البنية التحتية المدنية فى أوكرانيا، بل تستهدف فقط البنية التحية العسكرية. واعتبر «لافروف» أن تهديد الولاياتالمتحدة للدول الأخرى بعدم العمل مع روسيا يعد تجاوزًا لجميع الخطوط الحمراء، مشيدا بالموقف المتوازن لجنوب إفريقيا فيما يخص الأزمة الأوكرانية. من جانبه، أعلن رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسى، سيرجى ناريشكين، أن النظام الأوكرانى ينشر أسلحة وذخائر خلف المفاعلات النووية فى محطات الطاقة النووية، حيث تدرك أن القوات المسلحة الروسية لن تضرب أراضى محطات الطاقة النووية خوفا من كارثة نووية. وفى السياق نفسه، اتهمت السفارة الروسية لدى مصر، السلطات الأوكرانية، بتخزين وتوزع صواريخ بعيدة المدى والأسلحة المدفعية التى وردت من الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الأعضاء فى الناتو داخل مبانى محطات الطاقة النووية. وأضافت السفارة فى بيان، أمس: «على ما يبدو أن الجيش الأوكرانى سيستخدم تلك الصواريخ ضد القوات المسلحة الروسية من مناطق المحطات النووية، مما يتسبب فى كارثة نووية»، محذرة من أن العالم سيعانى كله نتيجة للسلوك «المجنون» لنظام كييف ورعاته الغربيين. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، تقليص المستوى الدبلوماسى بين روسيا وإستونيا، مشيرة إلى أنه تم استدعاء السفير الإستونى، إم ليدر، وتسليمه احتجاجا شديدا على تصرفات السلطات الإستونية وإبلاغه بمغادرة موسكو حتى يوم 7 فبراير المقبل، وقالت الوزارة إن قيادة إستونيا دمرت فى السنوات الأخيرة بشكل متعمد العلاقات مع روسيا فى مختلف المجالات، وتعمل على نشر الكراهية لروسيا. من جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبى، شارل ميشيل، إن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة فى الصراع فى أوكرانيا، ووفقا لما نقلت صحيفة «الموندو» الإسبانية. وشدد على ضرورة الاستمرار فى تزويد كييف بكل الدعم اللازم. كما حث «ميشيل»، زعماء الاتحاد الأوروبى، على الاستمرار فى محادثات بشأن استخدام أصول البنك المركزى الروسى المصادرة بقيمة 300 مليار دولار لإعادة إعمار أوكرانيا. من ناحيته، قال الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى، أمس الأول، إنه لن يتم التغاضى عن الفساد الذى يمثل مشكلة مزمنة فى البلاد، وتعهد باتخاذ قرارات رئيسية بشأن القضاء عليه هذا الأسبوع، وجاء تعهد زيلينسكى وسط مزاعم بوجود فساد على مستوى رفيع، بما فى ذلك تقرير عن أساليب مريبة فى المشتريات العسكرية. وقال نائب وزير الخارجية البولندى، أركاديوس موليارتشيك، إن «لعبة» كبيرة تجرى الآن فى أوروبا، وإن ألمانيا ستواجه عزلة دولية إذا لم توافق على إمداد أوكرانيا بالدبابات. وأضاف موليارتشيك: «إذا استمرت ألمانيا فى التمسك بموقفها، فإن موقفهم سيكون ضعيفا للغاية»، مشيرا إلى أن «لعبة كبيرة» تجرى الآن، «لا تتعلق بالنصر فى أوكرانيا فحسب، وإنما تتعلق كذلك بالنفوذ الأمريكى فى أوروبا» وفى سياق متصل، قال رئيس الوزراء البولندى ماتيوز مورافيسكى، إن بلاده طلبت الإذن من ألمانيا بإرسال دبابات من طراز «ليوبارد» إلى أوكرانيا، مضيفا: «حتى لو لم توافق ألمانيا، فإن بولندا ستتخذ قراراتها بنفسها». من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، وفقا لما نقلت قناة «إل سى آي» التلفزيونية الفرنسية، إن بولندا لم تطلب موافقة برلين رسميا على مشاركة بعض دبابات «ليوبارد»، لكنها أضافت «لن نعارض فى حال طُلب منا ذلك». ورد رئيس الوزراء البولندى ماتيوش موارفيتسكى، على الوزيرة الألمانية، إن بولندا تعتزم التقدم بطلب للحكومة الألمانية للموافقة على توريد دبابات القتال. من ناحيتها، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا أمس، إن قرار تسليم المزيد من الأسلحة من قبل بلادها إلى أوكرانيا سيتم اتخاذه بالتشاور مع الحلفاء.