ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، الثلاثاء، أن ليبيا تشهد حالة ازدهار غير متوقعة في البناء وتجارة التجزئة رغم حالة عدم الاستقرار وعمليات اطلاق النار من قبل الجماعات المسلحة التى ساعدت في نجاح الثورة التى أطاحت بالزعيم الراحل معمر القذافى. وأوضحت الصحيفة فى سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني أنه وسط الاضطرابات التي تشهدها ليبيا، تنتشر الأسواق والمحال التجارية لأشهر العلامات الدولية فى العاصمة الليبية طرابلس إلى درجة التخيل بأنها مدينة دبى الإماراتية وليست العاصمة التى مزقتها الحرب. وأضافت الصحيفة أن عمليات انتشار المحلات الصغيرة والأسواق التجارية يصاحبها قفزة فى ازدهار مشاريع البناء عبر جميع انحاء الدولة حتى فى المناطق الفقيرة والنائية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الازدهار يعود إلى الزيادة في رواتب موظفي القطاع العام وإطلاق العنان للسلع والعلامات التجارية الغربية بعد أن ظلت مكبوتة لمدة 40 عاما. ومع ذلك أشارت الصحيفة إلى وجود تساؤلات كبيرة بشأن إمكانية ازدهار المشروعات الصغيرة في البلاد خاصة وأن ليبيا تعاني من مشاكل كبيرة في الاقتصاد الكلي والتي تفاقمت بسبب مشاكل ذات دوافع سياسية تعرقل منشآت النفط التي مازالت تمثل شريان الحياة الاقتصادية. وعلى الرغم من أن مسألة انهيار نظام معمر القذافى عام 2011 بشرت بفترة من الرأسمالية غير المقيدة، مازالت معظم اللوائح والبيروقراطية التى مثلت عهد القذافي، لم تبرح مكانها، ما يثير قلق أولئك الذين قد يدرسون القيام باستثمارات ثابتة هناك . ولفتت الصحيفة الى أن الاستثمارات الخاصة والعامة الكبيرة التى من شأنها أن توفر فرص عمل مازالت محدودة ويرجع ذلك الى قيام المستثمرين بتوظيف عمال أجانب في غالب الأحيان، حيث مازال بعض الليبيين يرون أنفسهم أحيانا في مستوى أعلى من العمل فى قطاع الخدمات.