«معكم وبكم» تحت هذا الشعار الذى كانت تعلوه صورة للكاتب الراحل مجدى مهنا، تسلم أمس الأول 170 فرداً من المتقدمين بطلبات للحصول على معونات «تعليم وزواج» لمؤسسة مجدى مهنا الخيرية شيكات نقدية تتراوح قيمتها بين ألف وعشرة آلاف جنيه فى مقر نقابة الصحفيين. امتلأت النقابة بالمئات من الشباب وذويهم الذين جاءوا من قرى ومحافظات مختلفة ليتسلموا مساعدات مالية من مؤسسة حملت اسم الكاتب الراحل مجدى مهنا، وقرر القائمون عليها أن تعمل تلك المؤسسة على أن تواصل حلما كان يراود «مهنا» دائماً بأن يحصل الشباب على حقوقهم المشروعة فى الحياة. بعض هؤلاء الشباب لا يعلم شيئاً عن الراحل مجدى مهنا، أما البعض الآخر منهم فيتذكر جيداً مواقفه ضد قضايا الفساد، وقلمه الذى كان يسطر حروفاً لم يستطع أحد أن يمنعها كونها تخترق خطوطاً حمراء. مزيج من مشاعر السعادة والدهشة كان يرتسم على وجوه الشباب وأهاليهم خلال لحظات انتظارهم تسلم الشيكات، فبعضهم وللحظة الأخيرة كان يشك أن بإمكان أحدهم أن يساعده فى التخلص من ضائقته المالية لاستكمال تعليمه أو نفقات زواجه، أ ما البعض الآخر منهم فقال إن اسم الراحل مجدى مهنا كفيل بأن يمنحهم الثقة. يقول محمد طالب فى كلية هندسة: «كنت أعتبر الكاتب مجدى مهنا أحد الرموز التى أقتدى بها فى حياتى، فقد كان يدافع عن حقوقنا أمام المسؤولين دون أن يرانا، وها هو الآن يساعدنا أيضاً دون أن نراه، وأتمنى أن أكمل تعليمى كى أستطيع أن أقوم بمساعدة أهلى وأساهم بما أقدر عليه من أجل بلدى». ياسمين إبراهيم، كانت إحدى الفتيات اللاتى حضرن أملاً فى أن تساهم المساعدات المالية التى سيحصلن عليها فى تدبير نفقات زواجهن، ياسمين تقول إنها لم تتمكن من استكمال متطلبات زواجها، مشيرة إلى أن وفاة والدها صعبت الأمر كثيراً على والدتها، التى بحثت عن عمل فى كل مكان لتدبير نفقاتهم اليومية لكن دون جدوى. أما أم محمد فانهمرت الدموع من عينيها، وهى تتسلم نفقات تعليم ابنها الأكبر الطالب فى كلية التجارة، تقول أم محمد: «زوجى أرزقى على باب الله، واللى جاى على أد اللى رايح، وابنى هو أملى الوحيد فى الحياة، ونفسى يكمل تعليمه، علشان كده أول ما سمعت عن مؤسسة مجدى مهنا كنت زى الغريق اللى بيتعلق فى قشاية». طوال طريقها من الإسكندرية إلى هنا كانت «أم كريم» تفكر فيما طلبه منها أبناؤها من بعض الملابس الجديدة التى تحميهم من برد الشتاء القارس، وظل صوت ابنها الأصغر يتردد فى أذنيها وهو يطلب منها أن تعود إليهم بسرعة فور تسلمها النقود، حتى يتمكن من شراء قميص للمدرسة، ولم يهدأ روعها إلا بعد أن تسلمت الشيك لتعود أدراجها من جديد إلى حضن أبنائها لتلبى لهم طلباتهم. يذكر أن جمعية مجدى مهنا، التى أسسها مجموعة من الشخصيات العامة مؤخراً، تهدف إلى دعم ومساندة الشباب عبر الإسهام فى توفير فرص التدريب وإعادة التأهيل لهم، والمساهمة فى تمويل المشروعات الحرة الصغيرة، بالإضافة إلى المساهمة فى توفير نفقات الزواج لغير القادرين، وتوفير فرص تعليم لائقة للشبان المتفوقين الذين تعجز أسرهم عن ضمان التعليم اللائق لهم، كان القائمون على الجمعية قد قدموا دعوة مفتوحة للشباب عبر «المصرى اليوم» الشريك الإعلامى للجمعية- للاستفادة من أنشطة الجمعية، ومشروعاتها.