تظاهر عشرات الآلاف من المغاربة صباح اليوم الأحد بالعاصمة الرباط للاحتجاج على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون التي وصف فيها الصحراء الغربية المتنازع عليها بأنها محتلة. وردد المحتجون شعارات منددة بتصريحات الأمين العام وتنادي بمغربية الصحراء ورفعوا الإعلام المغربية وصورا لخريطة المملكة وللعاهل المغربي ورددوا النشيد الوطني. وقدرت مصادر رسمية عدد المشاركين في المظاهرة بثلاثة ملايين شخص ولكن لم يتم تأكيد هذا العدد. وجاءت تصريحات بان جي مون خلال زيارته وكان بان جي مون زار الأسبوع الماضي مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية حيث تتخذ جبهة البوليساريو التي تتنازع مع المغرب على إقليم الصحراء الغربية قاعدة لها وصرح بأنه طلب من مبعوثه الخاص كريستوفر روس بأن يستأنف الجهود الدبلوماسية المكوكية لتهيئة الأجواء لاستئناف المحادثات. وأضاف أنه "يرغب في استئناف المفاوضات من أجل حل الصراع وهو ما سيمكن الصحراويين من العودة إلى ديارهم في الصحراء الغربية." واتهمت الحكومة المغربية الأسبوع الماضي بان بعدم الحيادية في النزاع المستمر منذ أن ضم المغرب الصحراء إليه عقب انسحاب الاستعمار الإسباني منها عام 1975. وقالت الحكومة في بيان إن الأمين العام استخدم مصطلح "الاحتلال" لوصف وجود المغرب في المنطقة وأضافت أن ما قاله "يتناقض بشدة مع القاموس الذي دأبت الأممالمتحدة على استخدامه فيما يتعلق بالصحراء المغربية." ورفضت الأممالمتحدة الاتهام المغربي بعدم الحياد. وقال فرحان حق المتحدث باسم الأممالمتحدة في نيويورك للصحفيين إن "موقف المنظمة لم يتغير." وأضاف أنه "يعتقد أن الأمين العام والأممالمتحدة ملتزمان بالحياد." والنزاع حول الصحراء الغربية من أقدم النزاعات في أفريقيا حيث يدور منذ نحو 40 عاما. وتأسست جبهة البوليساريو في عام 1976 لتحمل السلاح ضد المغرب وتطالب بانفصال الإقليم. وتدخلت الأممالمتحدة في عام 1991 لوقف إطلاق النار وباءت محاولاتها بالفشل لتنظيم استفتاء بسبب وصول الطرفين إلى طريق مسدود. وتريد جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر ودول أفريقية أخرى إجراء الاستفتاء الذي تضمنه اتفاق وقف إطلاق النار حول مصير المنطقة. لكن المغرب يقول إنه لن يعرض أكثر من حكم ذاتي للمنطقة الغنية بالثروة السمكية والفوسفات ويعتقد أنها تحتوي على مكامن نفطية.