يحتل الملف النووي الايراني صدارة الاهتمام الدولي هذه الايام، وتحرص الولاياتالمتحدةالامريكية علي ابقائه ساخنا من خلال جولات مبعوثيها علي مختلف المستويات وتصريحات مسئوليها وفي مقدمتهم الرئيس بوش شخصيا ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس وقد وصف بوش ايران بانها الدولة التي تمول الارهاب الدولي واكد ان من غير الممكن السماح لها بامتلاك التكنولوجيا النووية المؤهلة لصناعة سلاح نووي. وهناك اجماع دولي الان علي نقطة وخلاف علي نقطة اخري، فالاجماع يكاد ينعقد علي حق ايران في امتلاك برنامج نووي للاغراض السلمية، وحتي الولاياتالمتحدة لا تعارض في ذلك.. وينعقد الاجماع ايضا علي عدم السماح لايران بامتلاك او انتاج سلاح نووي، وهذه النقطة يتفق عليها ايضا اعضاء مجلس الامن بمن فيهم الصين وروسيا، ولكن الاختلاف ينصب علي كيفية معالجة الموقف واسلوب وقف ايران اذا اصرت علي عدم الاستجابة للمطالب الدولية. وفي اطار المساعي الرامية لحل هذه الازمة تتزايد الضغوط علي ايران وكذلك النصائح بعدم التمادي في تحدي ارادة المجتمع الدولي التي استطاعت الولاياتالمتحدة تجميعها حول عدم السماح لايران بانتاج سلاح نووي مهما كانت الظروف ولم تستبعد الادارة الامريكية اللجوء الي القوة اذا اقتضي الامر. وخلال جولته الاخيرة في منطقة الخليج وعقب لقائه بمسئولين امريكيين في القاهرة كان آخرهم الوزيرة رايس، قال الرئيس مبارك في مؤتمر صحفي عقده في الدوحة مع أمير قطر: نأمل حل القضية النووية.. ولا نريد استخدام القوة ضد ايران. وهذا التصريح المختصر جاء في سياق التعليق علي الجهود الروسية لعقد اتفاق مع طهران علي نقل تخصيب اليورانيوم روسيا تهدئة لخواطر الشك لدي الولاياتالمتحدة وحلفائها. ولهذا التصريح دلالة خاصة فهو يعني ان القاهرة من خلال فحصها ودراستها للموقف الدولي ومن خلال اتصالها بالمسئولين الامريكان والاوروبيين وغيرهم تستشعر اصرارا علي وقف ايران بأي ثمن بما يصل الي احتمال مؤكد لاستخدام القوة في نهاية الامر. ولعل هذه نصيحة او تحذير للسلطات الايرانية يلخص ابعاد الاتصالات الجارية الان بين اعضاء مجلس الامن والمشاورات غير الرسمية حول الموضوع. ويتطلب الامر من ايران ان تحاول الاستفادة من العرض الروسي لنزع فتيل الازمة ولو فشلت طهران في محادثاتها مع موسكو فسوف يصل الي المجتمع الدولي تأكيد بان مخاوف الولاياتالمتحدة في محلها بالنسبة لايران.