إلي أين نمضي وإلي أين نتجه، إلي سراب أم إلي حقيقة، ما يحدث في مصر يحتاج إلي وقفة من عقلاء الأمة، وما ننتظره، وإن كان في علم الغيب، إلا أن إرهاصاته لا تنبئ بخير، مرشحو الرئاسة، بدلا من طرح رؤي وأفكار للمستقبل، يتبارون بتصريحات فضفاضة، أقرب إلي الثرثرة، منهم من تحدث بالفم المليان قائلا: سأغير مفاهيم التعامل مع المواطن السيناوي!!، ولا أعرف لماذا المواطن السيناوي بالتحديد، وهل مفاهيم المواطن المصري لا تحتاج إلي تغيير، ومنهم من وجه كلامه مخاطبا الإخوة الأقباط: من حق كل مصري أن يعيش بصرف النظر عن الدين، بل وتعهد باقتلاع الفتنة الطائفية من جذورها!!، وأغرب هذه التصريحات ما قاله أحد مرشحي الرئاسة: لو كنت رئيسا لبعثت وزير الخارجية للسعودية ولو مرجعشي بالجيزاوي يرجع بالسفير، كلام ينم عن عدم فهم بماهية العلاقات بين الدول، قضية الجيزاوي لم يتم بعد معرفة أبعادها، والرواية الرسمية السعودية تقول إن الجيزاوي اعتقل لحيازته كمية من المخدرات، ولم يتم الفصل قضائيا في الأمر، والموضوع برمته يحتاج إلي حنكة ودراية في التعامل، لا إلي ممارسات تهز عرش العلاقات بين شعبين شقيقين، من هنا أحيي ما ذهبت إليه الصفحة الرسمية للمجلس الأعلي للقوات المسلحة عندما علقت علي أزمة "الجيزاوي": "إلا السعودية".. واتقوا الله في مصر، لافتا إلي أن قصده بالسعودية هي مملكة الأراضي المقدسة، أرض المشاعر، حاضنة بيت الله، ومسجد الرسول([)، لقد ارتبطنا منذ الأزل بعلاقات قوية وخاصة، علاقات النسب والمصاهرة بين الشعبين الشقيقين، فكثير من الأسر السعودية لديها مصاهرات مصرية والعكس، وعلي المستوي الرسمي سنوات الصفاء والتقارب يصعب حصرها، سنوات الخلاف بين الأشقاء قصيرة ويسهل نسيانها"، وبعد، إن ما حدث من أنصار حازم ابو إسماعيل المرشح للرئاسة بعد استبعاده وما حدث في قضية الجيزاوي يدل علي شخصنة الأمور، وهي آفة يجب أن نقتلعها من جذورها، ليس من أجل فرد مهما كان، يعكر صفو العلاقات بين الدول، وليس من أجل فرد تعطل مصالح الناس.