تحتاج مصر خلال الفترة الحالية إلي حشد خبرات كل أبنائها من مفكرين ومبدعين وعلماء ومزج هذه الخبرات مع طاقة وحماس الشباب وقدرتهم علي العمل والبناء, لنصنع التوليفة السحرية التي تضمن لنا صنع حضارة حديثة تليق بمصر ومكانتها التاريخية والجغرافية والحضارية, ولأننا في مرحلة شديدة الخصوصية, فكان لابد أن نلفت انتباه الجميع إلي ضرورة الاستعانة بالعلم لوضع حلول لمشكلاتنا, ولما كانت موارد مصر متعددة وإمكانياتها هائلة, اتضح أن الأزمة تكمن في إدارة تلك الموارد والإمكانيات. الأمر الذي جعلنا نلتمس في حوارنا مع الدكتور صبري الشبراوي قبسا من هذا العلم ليلقي لنا الضوء علي أهمية علوم الإدارة في حياتنا بداية من بناء الدولة وحتي إدرة طموحاتنا الشخصية, بما لديه من خبرة اكتسبها منذ دراسته لإدارة الأعمال بكلية التجارة بجامعة القاهرة, ومرورا برحلة دراسته وعمله بعدد من الجامعات الأمريكية, حتي استقراره في مصر وعمله كأستاذ بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة تتلمذ علي يديه الكثير من نجوم الاقتصاد والإدارة في مصر.. فكان لنا معه حوار لم يخل من صراحته وجرأته المعهودة من منطلق إيمانه بمبدأ ضرورة مواجهة المشكلة بدلا من تأجيلها. كيف نزرع الحلم في مواطن لا يحلم؟ التعليم ثم التعليم ثم التعليم, فأنا لم يكن لدي حلم في صغري, ولكن والدي غرس في الحلم لأنه كان مثقفا رغم عدم دخوله الجامعة, وقال لي لا تنظر للأرض بل قرب نظرك إلي السماء تصبح نجما ولا أدري من أين أتي بالجملة لكنها أصبحت منهجي في الحياة, وعلي عكس مقولة اللي يبص لفوق يتعب, ولكنه حرضني علي النظر للسماء وبالضرورة كان لابد أن أتعب في طلب العلم حتي أنجح, فالتربية تأتي من الأسرة ولو الأسرة جاهلة فلن تغرس في الأطفال الطموح, وستربي الطفل علي المشي جنب الحيط واللي تعرفه أحسن من اللي ماتعرفوش, وكل هذه المقولات قاتلة للطموح والابتكار. وعلي مستوي الدولة فدور القائد هو تعبئة الناس لتعبر عن مكنونها وأحلامها ويستخدم القائد تلك الأحلام لعمل عملية ترشيد, وهنا يأتي دور الإدارة التي تحدد الأولويات والطاقات اللازمة لتحقيقها. لكن لدينا متعلمين كثيرين ولكن ليس لديهم طموح؟ أعترض.. من قال إن لدينا متعلمين كثيرين لا يعرف شيئا, فترتيبنا رقم139 علي مستوي التعليم من بين140 دولة, فأي تعليم هذا الذي تعلمه هؤلاء, نوعية التعليم لدينا لا تقوي علي منافسة العالم المتقدم مثل اليابانوأمريكا والصين وألمانيا, ولما سافرت لأمريكا لم أنافس أبناء قريتي, بل نافست أبناء العالم المتقدم بما لدي من تعليم بسيط في مدارس قري المنصورة وجامعتها وعندما سافرت لم أكن أجيد الإنجليزية, ولكني حرصت علي التعلم, وهناك فرق بين التعليم والتعلم, فبعد انتهاء التعليم بالمدرسة والجامعة, تبدأ رحلة التعلم عبر مؤسسة العمل, وطالما المؤسسة حريصة علي التعلم سيرتفع المستوي ويرقي للمنافسة, وسيرتفع مستوي الإبداع والابتكار, فالتعليم ثم التعلم ثم البحث العلمي الذي يؤدي لابتكار, وفي النهاية لو وجد تعليم بدون بحث علمي فلن يكون هناك ابتكار, فمخترع اللمبة كان يعيش في الظلام كغيره, لكنه لم يقبل به, ولو أردنا أن نتطور علينا بمواجهة مشاكلنا بحزم بدون مجاملة أو تجميل لمشاكلنا لنقول إن الأمية شيء عادي لنسكن ضمائرنا بأن هناك أمهات أميات وربين أبناء متفوقين فهذه ليست القاعدة, فلابد للأم أن تتعلم لأن جهلها سيؤثر علي أولادها وعلي المجتمع كله, أنا ضد تأجيل مواجهة المشكلات, فالمواجهة تحرك الأمور والتعايش يؤخر المشكلة, إنما عملية التبرير ليست حلا. وثبت علميا أن تعليم المرأة هو أساس التقدم. كما أن دور الأب في إدارة الأسرة يؤدي لرفع توقعات أبنائه وتعليمهم لتحقيق تلك الأهداف ولا يحطمهم. كيف تستفيد الدولة من علوم الإدارة؟ الدولة هي شركة كبيرة, واسم رئيس أمريكا الرسمي هو رئيس مجلس الإدارة التنفيذي للولايات المتحدةالأمريكية, ومصر لو اعتبرناها شركة فلابد أن تستعين بالتعليم والعلم والبحث العلمي, ومقومات بناء الدول أو الشركات تقوم علي أربعة أركان, التعليم يزود الطموح ويدفعنا للمنافسة مع دول العالم ولو كان فاشلا ستفشل الدولة أو الشركة, ثم العمل الذي يجب أن يتسم بعدة مواصفات منها الجودة والتكلفة والكفاءة, فعندما تنخفض الكفاءة ترتفع التكلفة ولا يقدر علي المنافسة, والركن الثالث هو مجموعة القيم, وأهمها احترام الوقت والمواعيد حتي لا يهدر الوقت فيهدر الإنسان, ومن القيم أيضا احترام المرأة والطفل لأن المرأة هي التي تبني وتربي المجتمع والطفل, وكذلك قيم احترام الآخر باختلافه, واحترام العلم والعلماء, ونحن للأسف نهدر قيمة العالم الذي يحصل علي مرتب ضعيف في وقت يحصل فيه مذيع يقول أي كلام فارغ علي ملايين, فالاقتصاد مبني علي نظرية القيمة, ولو القيمة مهدرة يصبح الاقتصاد مهدرا وفاشلا, يعرف الاقتصاد بأنه إنسان أفضل لإنتاج أفضل لحياة أفضل, ولو الإنسان سيئ ستصبح القيمة سيئة, لذلك فالجنيه هو انعكاس لقيمة الإنسان وإنتاجه. أما الركن الرابع فهو الأمل, فالعلم بلا عمل أو أمل يصبح قيمة مهدرة لا تدفع الإنسان للابتكار والتقدم. والأمل يمنح الإنسان رغبة في التطور والوصول لدرجات أفضل. من أين يبدأ التغيير؟ هل من أعلي لأسفل أم العكس, أو بمعني آخر, هل يبدأ من القائد نفسه أم من الشعب؟ وقد قلت إن قوة القائد تأتي من مجتمع قوي؟ انظري لقادة التغيير والتنوير في أي مجتمع وستعرفين إلي أي اتجاه يسير التغيير, فالمجتمع عبارة عن مجموعات, ولو نظرنا إلي مصر.. ستجدين مجموعات من رجال الأعمال الجيدين ومجموعة من رجال الأعمال النصابين والحرامية, فأي منها أكثر تأثيرا في المجتمع؟ وكلما سيطر النصابون والأونطجية علي الإعلام والفكر وأصبحوا أكثر تأثيرا في الناس ستسود قيم النصب والأونطة في المجتمع, وكلما سيطرت مجموعة من المؤمنين بقيم العلم والعمل ستصبح قيم المجتمع جيدة وتؤمن بالعلم والعمل والأمل سيكون ذلك أفضل. لكن عندما نجد أن الأغنياء لا يريدون للآخرين أن يصبحوا أغنياء مثلهم ويحرصون علي إبقائهم فقراء, سيفسد المجتمع, فالقيمة الحقيقية لأي شخص تكمن في مدي ما يضيفه للآخرين, لذلك البعض يعتبروني مغرورا عندما أقول إني أغني شخص في العالم رغم أني تركت أمريكا وعدت لمصر وأضفت لبلدي الكثير بتعليم الطلبة قيم العمل والعلم والأمل, ولا يفهمون أني غني فقط لأني لست مصابا بالجشع والرغبة في الثراء, فالجشع هو عدو البشر الأول سواء كان مديرا أو قائدا. لذلك فالقائد هو الذي يحرك سواء كان قائدا لأسرة أو لمدرسة أو لجامعة أو لدولة, فالقائد يحدد ملامح المجتمع والتغيير الذي يريده والقيم التي يريد غرسها في مجتمعه, وعلي مستوي قائد الدولة يتوقف نجاحه علي حسن اختيار المساعدين له في إدارة الدولة, ولو اعتمد علي اللي يعرفهم وليس علي الكفاءات سيفشل, وعليه يختار مساعديه علي أساس الكفاءة والهدف أو القيم التي يريدهم أن يساعدوه في تغييرها. هل تري أن الاختيارات الأخيرة علي مستوي المحافظات والوزراء تسير في اتجاه سليم والتي تعتمد علي منح فرص للقيادات للتعرف علي قدراتهم ومن يفشل يتم تغييره؟ للأسف نحن نسير بالتجربة والخطأ لعدم اعتمادنا علي معايير واضحة أو قواعد ثابتة للاختيار, فلا يصح أن نعطي فرصا للبعض ليجربوا فينا ويتخذوا قرارات خاطئة تضيع البلد ثم أقيلهم وأستعين بغيرهم, فقد تعلمنا في صغرنا طريقة التمييز بين البيضة الفاسدة والبيضة الجيدة بدون أن نضطر لكسر البيضة, فما بالك في قيادة دولة واختيار مسئولين لتنفيذ سياسات الرئاسة, فالعلم قدم لنا معايير وحلولا تجعلنا نتلاشي مخاطر التجربة والخطأ, وهناك معايير علمية وعالمية لاختيار المحافظين ومع ذلك نجد المفكرين والنخبة هنا يؤمنون بعدم وجود هذه المعايير واخترنا بالتجربة والخطأ, ومؤسسات مصر تحتاج لإعادة هيكلة بمفاهيم جديدة, فتعيين المحافظ في ظل مركزية الحكم يتم من منطلق محافظ علي الوضع ربما يملك مفاهيم ورؤية لكنه لا يملك أدوات لتطبيق هذه المفاهيم لأنه بلا سلطة حقيقية, لأنه يعتمد علي موازنة الدولة ولا يستطيع الخروج عنها, وتصبح المحافظات غير قادرة علي تنمية ذاتها وهذا يمثل عبئا علي الرئاسة نفسها, فأصبح الرئيس هو المسئول عن كل صغيرة وكبيرة وعليه التدخل في كل شيء حتي يتم بشكل صحيح, مما يمثل خطورة عليه شخصيا وعلي صحته, لذلك لابد من إعادة هيكلة للمؤسسات نفسها ولا يكفي تغيير المديرين. فمثلا.. لدينا مصانع تصدر للخارج بناء علي اتفاقيات حرة فيصدرون المنتج الجيد ويتركون لنا بواقي التصدير, بينما نجد شركات تقدر بمليارات مثل المحلة وكفر الدوار والعامرية, ولكن منتجاتها غير مرغوبة في السوق لأنها لا ترقي للمنافسة مع المنتج العالمي مما يؤدي لخسارتها, وهذه الشركات تحتاج لمديرين بمفاهيم جديدة ليست مفاهيم الغزل والنسيج القديمة, ولكن بمفاهيم صناعات الموضة النسجية لإنتاج ملابس وموضة تنافس الموضة والمنتج العالمي ويهتمون بالتصميم العصري والتسويق الذي يدرس احتياجات الناس, وقتها سيتم تطوير الصناعة كلها وليست الشركة فقط. ويضيف: من المشكلات الأخري التي نعاني منها في عملية الترشيح للمناصب الاعتماد علي مبدأ الأقدمية ومدي رضا رئيس العمل عن الموظف فقط لأنه مطيع لرئيسه ويتفق مع أفكاره القديمة, ويستبعد من لا يتفق مع فكره أو أصحاب الفكر الابتكاري والباحثين عن التجديد, بذلك نعيد إنتاج ما أنتج, فكيف لهؤلاء أن يقودوا مجتمعا؟! يري البعض أن تقدمنا مرهون بالانسلاخ من الماضي والتخلي عن التراث والأخذ بأسباب العلم الحديث, بينما يري البعض ضرورة التمسك بالتراث والتاريخ للحفاظ علي الهوية, فهل تقدم علوم الإدارة حلا لهذه الإشكالية التي تمثل جدلا فكريا يسود المجتمع؟ الحضارة يجب استخدامها في تطوير الحاضر, ولو لم يحدث ذلك فستتحول الحضارة إلي حجارة. فمثلا الحضارة الفرعونية أنتجت أهم مبني في العالم الأهرامات فلو لم نستغل تلك العلوم لتخريج أحسن بنائين في العالم لننافس كوريا واليابان في البناء فستتحول حضارتي لحجارة, فكلمة الحضارة تعني تطوير الحاضر, لكن لو ظللت أعيش في الماضي ولم أستغله لتطوير الحاضر فستتحول الحضارة إلي حجارة. في رأيك.. كيف للمصري الذي كان أول من توصل لفكرة التوحيد أن يتأثر بالفكر الوهابي المتطرف والفكر التكفيري؟ لأن من أداروا البلد أفسدوها, ولأن اقتصادنا أجبر أبناءنا علي السفر للخارج والاختلاط بالوهابيين لكسب العيش, فنحن فرغنا جامعتنا من العلماء وأرسلناهم للخليج. وهذا يفسر مقولتي إن الحضارة إن لم تساعد علي التقدم فهي مجرد حجارة. لقد كان تلامذتي في أمريكا يحبونني لأنهم وجدوا لدي حنية المصريين وكرم الضيافة علي عكس قيمهم الغربية, وهذه من سمات حضارتنا التي أهدرناها. إن صناعة الخدمات أهم صناعة في العالم فالسياحة تعد صناعة خدمات ولكننا نسيء استخدامها أحيانا مع السياح من منطلق الفهلوة, ولذلك يجب علينا إعادة اكتشاف القيم الكامنة فينا لينمو اقتصادنا. بعد25 يناير نادي البعض بضرورة وضع حد أدني وحد أقصي للأجور, وبالفعل تم تطبيق هذا المبدأ لكن أدي ذلك لهجرة كفاءات كثيرة جدا للمؤسسات علي اختلاف مجالاتها فالكل أصبح يبحث عن عمل بدخل أكبر؟ موضوع الحد الأقصي يتعلق بموضوع العدالة الاجتماعية, وفي المقابل يوجد ما يسمي بقانون الندرة التي يجب أن تقدر بالمال ولها معايير عالمية تحددها, لكن إذا لم تساهم تلك الندرة في تحقيق الهدف المرجو منها فليس لها قيمة. وهناك أيضا ما يسمي بالتكلفة البديلة عندما يتم اختيار شخص لمنصب ما ولكنه يتقاضي مبلغا كبيرا فلابد أن أستعين به بشرط أن يضيف للمؤسسة أضعاف ما يتقاضاه, فقيمة الشخص كما قلت مرتبطة بما يضيفه للآخرين, لكن لو كان هناك شخص آخر لديه نفس الخبرات ويكلفني أقل فتجب الاستعانة به, بحيث لا أسمح للأول بتهديدي أو المنظرة علينا, وهذا يقتضي وجود خبرات بديلة بنفس الكفاءة. ألا تلمس في سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحرص علي إعادة فكرة البعثات العلمية والاتفاق مع جامعات ودول كبري لتوفير فرص لدارسين مصريين بها, هل تري أن هذه الخطوة مبشرة؟ بالفعل, فنحن نحتاج إلي اكتشاف المواهب والخبرات داخل مصر, بل وتربيتها حتي لو استعنا بخبراء أجانب حتي نكتسبها, وعملية التواصل مع ثقافات أخري تثري الفكر وتجعله أكثر قوة, وما يقوم به الرئيس السيسي جيد جدا لكني أخشي عليه من الفشل لو لم ينتهج منهجا علميا في التطوير وحسن اختيار من ينفذ أفكاره ورؤيته, فهذا الرجل أنقذنا من الظلام ولم يأت رئيس في تاريخ مصر ولا في تاريخ العرب بقوة شعبية مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي, لذلك أتمني له النجاح ولكن للنجاح شروط ينبغي أن يستعين بذوي الخبرة لتحقيقه. بعد انطلاق مشروع بنك المعرفة وتخصيص عام2016 عام الشباب ومجموعة القرارات التي تم الإعلان عنها بشأن مشروعات الشباب والصناعات الصغيرة وقروض ميسرة بفائدة لا تزيد عن5% هل تعتبر حضرتك بأنها خطوة علي الطريق الصحيح؟ أعتبرها نقطة تحول حقيقية, لكن لابد من متابعة استكمالها ووضعها بمنهج علمي ورؤية محددة, وكذلك ربطها بما لدينا من تجارب ناجحة مثل مكتبة الإسكندرية بما لديها من بنك معرفة, لقد تحدثت عن موضوع الشباب منذ سنوات طويلة, وتحدثت مع الوزير خالد عبد العزيز وزير الشباب الحالي وطلبت منه تدريب5000 شاب علي الإدارة في المحافظات ليعملوا بالإدارة المحلية, كما تحدثت مع وزير الإدارة المحلية ليتم إنشاء معاهد للتطوير والإدارة منذ عام أو أكثر, لكنهم للأسف لم ينفذوا شيئاإلا بعد توجيهات الرئيس, لذلك أنا أعتبر ما قام به الرئيس في مؤتمر الشباب خطوة مهمة منحتني شخصيا الأمل في التغيير والنجاح, لكنها تحتاج لبرمجة ومتابعة لتحقيق الأهداف وتحديد نوعية التعليم تعبئة للعلماء وللخبرات العالمية والمحلية لتشارك بقوة في هذا المنهج فتصبح عملية مستدامة, لذلك أعتبر موقف الرئيس في الفترة الأخيرة نقطة تحول بمنهج علمي, وأريد أن ألفت الانتباه إلي أن مشروع بنك المعرفة عظيم لكن لابد أن يدعم بخطة واضحة في التعليم تتم مناقشتها علي شاشات التليفزيون لفترة حتي يطلع عليها الشعب لنحدد أولوياتنا وخطتنا وطموحنا ونضع مراحل زمنية نلتزم بها ونجري لها تقييما مستمرا كل6 شهور, بواسطة الشعب الذي يجب أن يشارك في التقييم المستمر لضمان استمرار عملية الإبداع والتطوير والتقدم, أستطيع الدخول علي بنك معرفة دولي بدون معرفة طرق البحث. تقوم الدولة بخطوات لتسهيل عملية التعليم علي الشعب فما هو المطلوب من الشعب في المقابل؟ صحيح أن الدولة تقوم بأمور جيدة, ولكن أيضا عليها أن تشرح ذلك للشعب, فمجرد الإعلان عن بنك المعرفة لا يكفي, بل يجب أن يتم تعريف الشعب بأهمية هذا المشروع وكيفية الاستفادة منه, وأري أنه لابد من إنشاء قناة للمعرفة. فأفكارنا القديمة ستؤدي لنفس الخطط والنتائج القديمة ويجب علينا التعامل بفكر أكثر تقدما. فنحن نريد أن ننافس العالمية ننغمس في المحلية ونطورها, لقد بدأ الرئيس السيسي نقطة تحول جيدة, لكنها تحتاج لتأصيل عملية ديمقراطية, وبكشف الخطط للشعب ووضع خطط تفصيلية لأهداف محددة سيحقق النجاح كما حدث في مشروع قناة السويس, لأنه يمتلك ظهيرا شعبيا وليس حزبيا فهو قائد جاء برغبة الشعب, وعليه أن يستثمر ذلك لتحقيق مصلحته ومصلحة الشعب التي تأتي أولا. ما تقييمك لنتاج اختيارات الشعب في مجلس الشعب؟ أنا متفائل برغم الاتجاهات لحوصلة التجربة نتيجة التفكير الأمني وضرورة المحافظة علي الوضع وما يجعلني متفائل أن هناك86 سيدة وكذلك كثرة الشباب. ما هو دور الشعب في تقييم ومتابعة أداء البرلمان وهل الشعب هو الضمان الوحيد لنجاح تلك التجربة؟ كل شعوب الأرض فيهم المهرجون والأونطجية والحرامية, هل تعتقدين أن أمريكا لا يوجد بها هؤلاء؟ لكن القوانين هناك رادعة لتحديد معالم السلوك البشري, والذين يقودون الشعوب دائما هم الندرة المفكرة والمبدعة, وهؤلاء هم القادرون علي تغيير لغة الشعوب, لكن الندرة لدينا مهملة حتي الآن, وهذا قد يكون راجعا للجهل بهذه الشخصيات.. وهذه كارثة بحد ذاتها. ما هو دور الإعلام في هذه المرحلة بوصفه حلقة وصل بين هذه الندرة والشعب؟ هذا يحتاج لحديث مفصل ومطول, وكل ما أستطيع قوله إن الإعلام مهترئ وإدارته غير علمية, لأنها تتم بطرق خاطئة ولن ينصلح إلا عن طريق اختيار مديرين مهنيين علميين بمجموعة استشارية متخصصة بهذا المجال.