المتحف المصرى الكبير الذى يعد أكبر مشروع ثقافى على مستوى العالم تم الإنتهاء من إنشاء ملامحه الرئيسية وهو يحتاج منا أن نتناوله فى عدة مقالات متتالية أو متقطعة وفقاً للظروف والأحوال العامة .. وينفذ المتحف حالياً عدداً محدوداً من الجولات الإرشادية بمنطقة الخدمات وهى الحدائق والمنطقة التجارية التى تضم عدداً من المطاعم والكافيتريات والمحلات التى تشمل علامات تجارية مصرية رائدة ، ومتجرا للهدايا بالإضافة الى المناطق المفتوحة للزيارة بالمتحف والتى تشمل منطقة المسلة المعلقة وصالة الإستقبال الرئيسية المعروفة باسم البهو العظيم والبهو الزجاجى . كما سيتمكن الزائرون أثناء جولتهم بالبهو العظيم من مشاهدة ما يحتويه من قطع أثرية منها تمثال الملك رمسيس الثانى وعمود النصر للملك مرنبتاح بالإضافة الى تمثالين لملك وملكة من العصر البطلمى .. على ألا تشمل الجولة أيا من قاعات العرض المتحفى التى سوف تظل مغلقة تماماً ، وهى القاعات الرئيسية وقاعتا توت عنخ أمون والدرج العظيم وقاعة العرض التفاعلى ومتحف مراكب خوفو وأقسام ومناطق المتحف الداخلية الأخرى ، وذلك إنتظاراً لموعد الإفتتاح الرسمى المرتقب للمتحف والذى سيتم تحديده فى أقرب فرصة ، على أن يراعى الإعلان عنه قبل تاريخ الإفتتاح الرسمى بوقت كاف ليتسنى للمدعوين من ملوك ورؤساء وكبار المسئولين من جميع دول العالم حضور افتتاح هذا الصرح العظيم .. وبدأت فكرة إنشاء المتحف المصرى الكبير فى تسعينيات القرن الماضى .. وقد صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2795 لسنة 2016 بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصرى الكبير قبل أن يصدر القانون رقم 9 لسنة 2020 بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة عامة إقتصادية تتبع الوزير المختص بشئون الأثار .. وقد أصدر رئيس الجمهورية قراراً بتشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصرى الكبير برئاسته وعضوية عدد من الشخصيات البارزة والخبراء الدوليين والمصريين ، ويختص المجلس بإقرار السياسة العامة والخطط اللازمة لهيئة المتحف ودعم ومتابعة نشاطه ، فيما يتولى إدارة المتحف مجلس للإدارة برئاسة الوزير وعضوية كل من الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف المصرى الكبير والأمين العام للمجلس الأعلى للأثار والرئيس التنفيذى لهيئة المتحف القومى للحضارة المصرى والرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى والرئيس التنفيذى للهيئة العامة للإستثمار والمناطق الحرة ورئيس مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية ، والمستشار القانونى للوزير الى جانب عدد من الخبراء المتخصصين فى مجالات الأثار والإقتصاد والقانون والإدارة والتعاون الدولى والتسويق .. وكانت الدولة المصرية قد أعلنت وتحت رعاية منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) والاتحاد الدولى للمهندسين المعماريين عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف .. وقد اكتمل تشييد مبنى المتحف الذى تبلغ مساحته أكثر من 300 الف متر مربع خلال عام 2021 ويعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة ، فقد أنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً ، وليكون الوجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصرى القديم كأكبر متحف فى العالم يروى قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة لإحتوائه على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبى توت عنخ أمون والتى تعرض لاول مرة كاملة منذ إكتشاف مقبرته فى نوفمبر 1922. بالإضافة الى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مشيد الهرم الأكبر بالجيزة وأيضا متحف مراكب الملك خوفو ، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليونانى والرومانى ويضم المتحف بين جنباته أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للاطفال ومركز تعليمى وقاعات عرض مؤقتة وسينما ومركز للمؤتمرات وعديد من المناطق التجارية والتى تشمل محال تجارية وكافيتريات ومطاعم ، الى جانب الحدائق والمتنزهات .. وموعدنا فى الاسبوع القادم أو الذى يليه لنشرح بإختصار أهم إختصاصات المتحف فى سبيل تحقيق أهدافه .. ولتقديم إطلالات سريعة على الموقع الذى إختير لإنشاء المتحف عليه ، والتصميم الذى فاز فى المسابقة الدولية والمبانى ومركز الترميم والدرج العظيم والممشى السياحى والمحلات والمطاعم ومراحل الإنشاء ..
