ولا حد يقدر يوقّف بكره في السكة ! ولا حد يقدر يرجّع بكره....لامبارح! وبكره جايْ جايْ..وباقي للضلام تِكّة والظلم ينزاح..ونرتاح من زمن قارح يبدو لي ان قدري أنا والشرفاء من أبناء جيلي، اننا ننصب صوان عزا في قلوبنا لآخر العمر، في كل يوم يجينا خبر رحيل واحد من أساتذتنا الكبار، أو واحد من رفاق العمر والمشوار، أو واحد من أبناءنا المخلصين لقيم الحق والخير والجمال، وآخر من رحل من أيام الشاعر المصري السوداني الليبي العربي محمد الفيتوري، اللي رحل عن عالمنا في المغرب، بعيد عن التلات بلاد اللي منحته جنسيتها (مصر والسودان وليبيا )، ومفيش دولة من التلاتة دول ودعته بما يستحقه من إجلال وتقدير، لأنه عمره ما كان ابن دولة أو ابن نظام، وعاش ومات ابن لكل الشعوب العربية، اللي اتنقل بين بلدانها، وعمره ما خضع لأي سلطان إلا سلطان الضمير، وندر كل عمره وكل شِعْرُه للعروبة وللإنسانية. والفيتوري اتولد في بلده الجنينة السودانية سنة 1930، وأمه الست عزيزة المصرية وابوه الشيخ مفتاح، صوفي من قبيلة المساليب اللي فروعها ممتدة بين السودان وليبيا، وعاش صباه وبدايات شبابه في القباري في اسكندرية، واتعلم في معاهدها الأزهرية، وكمل تعليمه في دار العلوم بالقاهرة، وأصدر ديوانه الأول (أغاني إفريقيا) في عام 1955، وبين ديوانه الأول وديوانه الأخير (عريانا يرقص في الشمس سنة 2005)، عاش الفيتوري بيتنقل من القاهرة للسودان لغاية ما طرده النميري سنة 1971، بعد ما كتب قصيدة في رثاء عبد الخالق محجوب (سكرتير الحزب الشيوعي السوداني، اللي أعدمه النميري هو وشفيع الشيخ الزعيم العمالي السوداني)، ومن الخرطوم لبيروت لليبيا لدمشق لبغداد لغاية ما استقر في أخريات ايامه في المغرب، يعني عاش حياته كلها من منفي لمنفي لحد ما مات غريب، وكانت غربته تربته : مثلي انا.. ليس يسكن قبرا سأرقد في كل شبر من الأرض وداعا أيها الفارس النبيل، ومرقدك – يقينا – في كل شبر من الأرض، وفي كل القلوب اللي بتسعي في سبيل الحق والخير والجمال، وداعا يا فيتوري. سكتنا له.. دخل بحماره ! قال لك في المثل الشعبي : اللي ما يشوفش م الغربال يبقي أعمي، وأي حد عنده ذرة نظر وتمييز، بيشوف ان من ساعة ما نجحت الموجة التانية للثورة في 30 يونيو، وكل عبيد الماضي اللي معششين في أجهزة الدولة المعفنة، واللي مسيطرين علي معظم المنابر الاعلامية وعلي مفاصل الاقتصاد المصري، بيحاولوا باستماتة يقطعوا الطريق علي المستقبل، من أول ما أصدروا قانون التظاهر اللي رمي الآلاف من شباب الثورة في السجون لغاية قوانين الجمعيات والعمل والضرايب والاستثمار اللي بتنطبخ في غياب السلطة التشريعية، لكل القوانين اللي بتاخد من حقوق الناس، وتصب في جيوب الرأسماليين، اللي بنسميهم من باب الدلع مستثمرين، والشهادة لله مش كل الرأسماليين فاسدين أو غير وطنيين، بالتأكيد فيه رأسماليين وطنيين حريصين علي المصلحة العامة زي ما هم حريصين علي مصالحهم الخاصة، بس مش دول اللي بنتكلم عليهم، الكلام عن الرأسماليين الفاسدين ابناء نظام التبعية والاستبداد اللي خربوها وقعدوا علي تلها، واللي عايمين علي وش الفتة، ومصرّين يقطعوا طريقنا لبكره، ويرجعونا لامبارح، ومش واخدين بالهم من تعريف الغبي المنسوب لاينشتاين، اللي بيقول ان الغبي هوه اللي يكرر التجربة الفاشلة بنفس الشروط ويتوقع نتائج مختلفة، ودول مش بس عايزينا نرجع لامبارح بس، دول عايزين يرجعونا لأول امبارح كمان، واللي شايفينه بيحصل في ريف الدقهلية وريف الفيوم، يقول لنا ان الاقطاع اللي ضربته قوانين الاصلاح الزراعي، بيطل براسه من جديد وهوه مسنود علي بعض أجهزة الدولة المعفنة، وبيحاول يجرد بعض صغار المزارعين من الأرض اللي خدوها م الاصلاح الزراعي، وده خلي بعض المزارعين الفقرا يقرروا الدفاع عن أرضهم بالقوة، وحاجة من اتنين يا يموتوا ف أرضهم يا يقتلوا اللي يحاول يسرقها منهم، وبعضهم اندفع يحرق بيوت الاقطاعيين اللي طمعانين في أرض الغلابة، وكأننا علي وش انتفاضة فلاحين فقرا، زي اللي حصل قبل 23 يوليو، في بهوت وكفر سعد !! يا أهل الله يا مسئولين، لو انتو وطنيين بحق، خدو بالكو ان أجهزة الدولة المعفنة دي، بتصرفاتها الغبية دي، بتهدد السلم الأهلي والأمن الوطني، واحسن لنا ولكم ولمصر كلها لمّو الدور، وخلّو الأجهزة المعفنة دي تلم تعابينها ! أوراق قديمة سنة 1973 كنت باشرف علي قسم الأدب والفن في مجلة الشباب اللي كانت بتصدر عن أمانة الشباب في الاتحاد الاشتراكي، وكان بيرأس تحريرها الاستاذ ماهر سامي (اللي بقي بعد كده المستشار ماهر سامي النائب الأول لرئيس المحكمة الدستورية العليا، واللي سمعنا كلمته الجميلة في احتفال أداء الرئيس السيسي للقسم)، ومن صفحات المجلة دي طلع جيل شعري جديد، سمي نفسه جيل السبعينات، ملا حياتنا الأدبية بإبداعاته، ونشرت انا في هذه المجلة قصيدة وحيدة.. هي دي : الندّاهة.. والمتاهة -1- عيونك..الندّاهة.. والبحر المتاهة.. والسما وما بناها.. والبسيطة وما دحاها.. ونطفة الانسان وما سوّاها.. وادّاها الحياه.. وما سِوَاها.. عيونك الزهزاهه.. لولاها.. كنت غرقت.. في البلادة والبلاهة.. في العالم الملفوف في جوف الخوف لولاها كنت انحنيت للزيف وقهر السيف لولاها لا جريت ورا الحروف ولا بلغت منتهاها عيونك الإلهة -2- في العالم الموبوء الحق ميّت منسي لا تابوت ولا صبّارة، والسكوت ساكن في حلق الخلق..والرعايا.. كلهم عرايا..كلهم آية في الامتثال.. ولايا.. والكدب راية مرفرفة علي السرايا.. والرغيف بدم قلبنا الرَّهِيف مغموس، وضحكة الشموس خريف.. بهتان في ضي البنكنوت الألسنة الخرسا بتخطب في الودان الطرشا، والعرسة..عروسة وفارشة والمرسي تتوه في اليم.. والبيوت ساكنها سود الدود، ومعقود عنكبوت.. علي حلوق الأنبيا، والأغبيا بيتاجروا في الذكاء ونوح بيغرق في الطوفان الدامي.. والحواريّين بترتيب الأسامي.. ده آخر عشاء.. من قبل ما يصيح ديك..عاديك.. مش من أعاديك.. لأ يا صاحبي.. من خيانة الأصدقاء !! وانا علي الصليب مشبوح، وروحي مكلبشة بالكلاليب والموت بيزحف لص جوّا عروقي.. ياه !! آه يا دبيب النملة جوّا السراديب الموت بيزحف هس..بس الحس لااااااه آه يا عوا الديب في ضلوعي يا هَبوب الزعابيب بافتح ضلوعي احضن الموت القريب بافتح ضلوعي لك يا موت قرّب تعالي ضمِّني ضمة حبيب.. لاقي حبيب بافتح عيوني ألعن الكون الكئيب أنا اندبحت.. بالدم باشلب باللهيب انا اتلفحت.. رحت سُحت..واتسفحت صَبَح اللي تحتي فوقي واللي فوقي تحت فتَّحت.. صحوة موت.. في آخر المدي لمحت عيونك الرحراحة.. واحة السماحة بوّاحة زي كلمة الصراحة.. أنا سرحت.. رجعت دمايا للعروق والشمس للشروق والأرض للمدار المركب المفقودة للفنار ونوح من القرار، حمامة الشوق ام طوق جاية بغصون زيتون حنون الكون – وكان مجنون – هِدِي والنار صفت وصفصفت برد وسلام وانا الخليل مكنون وبانعس في الدفا.. وانام بانسي الجحيم، وانام في بحرها الرحيم بانسي اللي كان ولا افتكر سواها عيونك الإلهة -3- انا عشت في الموت بالحياه وخفت موت م الموت، وخفت من الحياه رقدت من غير داء بكوا الأعداء ولفّيت بالعيا كانت خطاويا خطاوي الأوليا كان جوّا قلبي : نجاسة الشياطين قداسة الأنبيا سِكِرت في جوامع الصلاه.. وقت الصلاه صلّيت في خمّارة السكاري.. وبُحت بالنجوي لرملة الفلا سفحت ع الأسفلت دمي.. واشتريت بيت من بيوت الوهم في الخلا شربت فاسد النبيت حبّيت.. حِبِيت في الطين.. وكان الطين بيخنقني لحد ما اختفيت سفّيت من العار.. في القرار المر..واتعافيت شقّيت جدار العتمة.. م الكتمة طفيت شبّيت كمتل النار..كمتل السنبلة لما استلقيت في القرار.. رسالة طاهرة مرسلة عيونك المسحورة.. بورة نار.. من السما منزَّلة لعيونك الغفورة الطيِّبة المسبِّلة.. قلبي انحني..انحنيت صلّيت وقدّمت القرابين.. بين عينيكي وانتشيت من نشوتي اتنشيت.. بزيتك المقدس اتغسِّلت.. واتنست ذنوبي واتنسيت جهنم الندم نسيتني، والكباير..العدم طواها صبحت آهة.. لأ.. صدي آهة.. ونالت مشتهاها.. بكيت من الغفران بكيت.. في عيونك الإلهة -4- ابيع سرير أمي اللي انا اتولدت فيه عمري بماضيه مستقبلي باللي خافيه واغرق في بير حنانك الفايض.. لغاية حوافيه أضيع.. ابيع عمري الصبي وكل ما املك.. وما يملكني من دهب غبي ولا أبيع.. عيونك المليانة شوف..وطيوف ربيع وشوق وخوف ملهوف.. علي هوانا الأخضر الصافي الوديع يا عيونك اللحظة الوجودية.. وما وراها الندهة والندّاهة والبحر المتاهة والسما وما بناها .. والبسيطة وما دحاها ونطفة الإنسان وما.. يا عينك الزهزاهة أنا فتاها عيونك الإلهة ولا حد يقدر يوقّف بكره في السكة ! ولا حد يقدر يرجّع بكره....لامبارح! وبكره جايْ جايْ..وباقي للضلام تِكّة والظلم ينزاح..ونرتاح من زمن قارح يبدو لي ان قدري أنا والشرفاء من أبناء جيلي، اننا ننصب صوان عزا في قلوبنا لآخر العمر، في كل يوم يجينا خبر رحيل واحد من أساتذتنا الكبار، أو واحد من رفاق العمر والمشوار، أو واحد من أبناءنا المخلصين لقيم الحق والخير والجمال، وآخر من رحل من أيام الشاعر المصري السوداني الليبي العربي محمد الفيتوري، اللي رحل عن عالمنا في المغرب، بعيد عن التلات بلاد اللي منحته جنسيتها (مصر والسودان وليبيا )، ومفيش دولة من التلاتة دول ودعته بما يستحقه من إجلال وتقدير، لأنه عمره ما كان ابن دولة أو ابن نظام، وعاش ومات ابن لكل الشعوب العربية، اللي اتنقل بين بلدانها، وعمره ما خضع لأي سلطان إلا سلطان الضمير، وندر كل عمره وكل شِعْرُه للعروبة وللإنسانية. والفيتوري اتولد في بلده الجنينة السودانية سنة 1930، وأمه الست عزيزة المصرية وابوه الشيخ مفتاح، صوفي من قبيلة المساليب اللي فروعها ممتدة بين السودان وليبيا، وعاش صباه وبدايات شبابه في القباري في اسكندرية، واتعلم في معاهدها الأزهرية، وكمل تعليمه في دار العلوم بالقاهرة، وأصدر ديوانه الأول (أغاني إفريقيا) في عام 1955، وبين ديوانه الأول وديوانه الأخير (عريانا يرقص في الشمس سنة 2005)، عاش الفيتوري بيتنقل من القاهرة للسودان لغاية ما طرده النميري سنة 1971، بعد ما كتب قصيدة في رثاء عبد الخالق محجوب (سكرتير الحزب الشيوعي السوداني، اللي أعدمه النميري هو وشفيع الشيخ الزعيم العمالي السوداني)، ومن الخرطوم لبيروت لليبيا لدمشق لبغداد لغاية ما استقر في أخريات ايامه في المغرب، يعني عاش حياته كلها من منفي لمنفي لحد ما مات غريب، وكانت غربته تربته : مثلي انا.. ليس يسكن قبرا سأرقد في كل شبر من الأرض وداعا أيها الفارس النبيل، ومرقدك – يقينا – في كل شبر من الأرض، وفي كل القلوب اللي بتسعي في سبيل الحق والخير والجمال، وداعا يا فيتوري. سكتنا له.. دخل بحماره ! قال لك في المثل الشعبي : اللي ما يشوفش م الغربال يبقي أعمي، وأي حد عنده ذرة نظر وتمييز، بيشوف ان من ساعة ما نجحت الموجة التانية للثورة في 30 يونيو، وكل عبيد الماضي اللي معششين في أجهزة الدولة المعفنة، واللي مسيطرين علي معظم المنابر الاعلامية وعلي مفاصل الاقتصاد المصري، بيحاولوا باستماتة يقطعوا الطريق علي المستقبل، من أول ما أصدروا قانون التظاهر اللي رمي الآلاف من شباب الثورة في السجون لغاية قوانين الجمعيات والعمل والضرايب والاستثمار اللي بتنطبخ في غياب السلطة التشريعية، لكل القوانين اللي بتاخد من حقوق الناس، وتصب في جيوب الرأسماليين، اللي بنسميهم من باب الدلع مستثمرين، والشهادة لله مش كل الرأسماليين فاسدين أو غير وطنيين، بالتأكيد فيه رأسماليين وطنيين حريصين علي المصلحة العامة زي ما هم حريصين علي مصالحهم الخاصة، بس مش دول اللي بنتكلم عليهم، الكلام عن الرأسماليين الفاسدين ابناء نظام التبعية والاستبداد اللي خربوها وقعدوا علي تلها، واللي عايمين علي وش الفتة، ومصرّين يقطعوا طريقنا لبكره، ويرجعونا لامبارح، ومش واخدين بالهم من تعريف الغبي المنسوب لاينشتاين، اللي بيقول ان الغبي هوه اللي يكرر التجربة الفاشلة بنفس الشروط ويتوقع نتائج مختلفة، ودول مش بس عايزينا نرجع لامبارح بس، دول عايزين يرجعونا لأول امبارح كمان، واللي شايفينه بيحصل في ريف الدقهلية وريف الفيوم، يقول لنا ان الاقطاع اللي ضربته قوانين الاصلاح الزراعي، بيطل براسه من جديد وهوه مسنود علي بعض أجهزة الدولة المعفنة، وبيحاول يجرد بعض صغار المزارعين من الأرض اللي خدوها م الاصلاح الزراعي، وده خلي بعض المزارعين الفقرا يقرروا الدفاع عن أرضهم بالقوة، وحاجة من اتنين يا يموتوا ف أرضهم يا يقتلوا اللي يحاول يسرقها منهم، وبعضهم اندفع يحرق بيوت الاقطاعيين اللي طمعانين في أرض الغلابة، وكأننا علي وش انتفاضة فلاحين فقرا، زي اللي حصل قبل 23 يوليو، في بهوت وكفر سعد !! يا أهل الله يا مسئولين، لو انتو وطنيين بحق، خدو بالكو ان أجهزة الدولة المعفنة دي، بتصرفاتها الغبية دي، بتهدد السلم الأهلي والأمن الوطني، واحسن لنا ولكم ولمصر كلها لمّو الدور، وخلّو الأجهزة المعفنة دي تلم تعابينها ! أوراق قديمة سنة 1973 كنت باشرف علي قسم الأدب والفن في مجلة الشباب اللي كانت بتصدر عن أمانة الشباب في الاتحاد الاشتراكي، وكان بيرأس تحريرها الاستاذ ماهر سامي (اللي بقي بعد كده المستشار ماهر سامي النائب الأول لرئيس المحكمة الدستورية العليا، واللي سمعنا كلمته الجميلة في احتفال أداء الرئيس السيسي للقسم)، ومن صفحات المجلة دي طلع جيل شعري جديد، سمي نفسه جيل السبعينات، ملا حياتنا الأدبية بإبداعاته، ونشرت انا في هذه المجلة قصيدة وحيدة.. هي دي : الندّاهة.. والمتاهة -1- عيونك..الندّاهة.. والبحر المتاهة.. والسما وما بناها.. والبسيطة وما دحاها.. ونطفة الانسان وما سوّاها.. وادّاها الحياه.. وما سِوَاها.. عيونك الزهزاهه.. لولاها.. كنت غرقت.. في البلادة والبلاهة.. في العالم الملفوف في جوف الخوف لولاها كنت انحنيت للزيف وقهر السيف لولاها لا جريت ورا الحروف ولا بلغت منتهاها عيونك الإلهة -2- في العالم الموبوء الحق ميّت منسي لا تابوت ولا صبّارة، والسكوت ساكن في حلق الخلق..والرعايا.. كلهم عرايا..كلهم آية في الامتثال.. ولايا.. والكدب راية مرفرفة علي السرايا.. والرغيف بدم قلبنا الرَّهِيف مغموس، وضحكة الشموس خريف.. بهتان في ضي البنكنوت الألسنة الخرسا بتخطب في الودان الطرشا، والعرسة..عروسة وفارشة والمرسي تتوه في اليم.. والبيوت ساكنها سود الدود، ومعقود عنكبوت.. علي حلوق الأنبيا، والأغبيا بيتاجروا في الذكاء ونوح بيغرق في الطوفان الدامي.. والحواريّين بترتيب الأسامي.. ده آخر عشاء.. من قبل ما يصيح ديك..عاديك.. مش من أعاديك.. لأ يا صاحبي.. من خيانة الأصدقاء !! وانا علي الصليب مشبوح، وروحي مكلبشة بالكلاليب والموت بيزحف لص جوّا عروقي.. ياه !! آه يا دبيب النملة جوّا السراديب الموت بيزحف هس..بس الحس لااااااه آه يا عوا الديب في ضلوعي يا هَبوب الزعابيب بافتح ضلوعي احضن الموت القريب بافتح ضلوعي لك يا موت قرّب تعالي ضمِّني ضمة حبيب.. لاقي حبيب بافتح عيوني ألعن الكون الكئيب أنا اندبحت.. بالدم باشلب باللهيب انا اتلفحت.. رحت سُحت..واتسفحت صَبَح اللي تحتي فوقي واللي فوقي تحت فتَّحت.. صحوة موت.. في آخر المدي لمحت عيونك الرحراحة.. واحة السماحة بوّاحة زي كلمة الصراحة.. أنا سرحت.. رجعت دمايا للعروق والشمس للشروق والأرض للمدار المركب المفقودة للفنار ونوح من القرار، حمامة الشوق ام طوق جاية بغصون زيتون حنون الكون – وكان مجنون – هِدِي والنار صفت وصفصفت برد وسلام وانا الخليل مكنون وبانعس في الدفا.. وانام بانسي الجحيم، وانام في بحرها الرحيم بانسي اللي كان ولا افتكر سواها عيونك الإلهة -3- انا عشت في الموت بالحياه وخفت موت م الموت، وخفت من الحياه رقدت من غير داء بكوا الأعداء ولفّيت بالعيا كانت خطاويا خطاوي الأوليا كان جوّا قلبي : نجاسة الشياطين قداسة الأنبيا سِكِرت في جوامع الصلاه.. وقت الصلاه صلّيت في خمّارة السكاري.. وبُحت بالنجوي لرملة الفلا سفحت ع الأسفلت دمي.. واشتريت بيت من بيوت الوهم في الخلا شربت فاسد النبيت حبّيت.. حِبِيت في الطين.. وكان الطين بيخنقني لحد ما اختفيت سفّيت من العار.. في القرار المر..واتعافيت شقّيت جدار العتمة.. م الكتمة طفيت شبّيت كمتل النار..كمتل السنبلة لما استلقيت في القرار.. رسالة طاهرة مرسلة عيونك المسحورة.. بورة نار.. من السما منزَّلة لعيونك الغفورة الطيِّبة المسبِّلة.. قلبي انحني..انحنيت صلّيت وقدّمت القرابين.. بين عينيكي وانتشيت من نشوتي اتنشيت.. بزيتك المقدس اتغسِّلت.. واتنست ذنوبي واتنسيت جهنم الندم نسيتني، والكباير..العدم طواها صبحت آهة.. لأ.. صدي آهة.. ونالت مشتهاها.. بكيت من الغفران بكيت.. في عيونك الإلهة -4- ابيع سرير أمي اللي انا اتولدت فيه عمري بماضيه مستقبلي باللي خافيه واغرق في بير حنانك الفايض.. لغاية حوافيه أضيع.. ابيع عمري الصبي وكل ما املك.. وما يملكني من دهب غبي ولا أبيع.. عيونك المليانة شوف..وطيوف ربيع وشوق وخوف ملهوف.. علي هوانا الأخضر الصافي الوديع يا عيونك اللحظة الوجودية.. وما وراها الندهة والندّاهة والبحر المتاهة والسما وما بناها .. والبسيطة وما دحاها ونطفة الإنسان وما.. يا عينك الزهزاهة أنا فتاها عيونك الإلهة