تعرض الدكتور البرادعي الحائز لجائزة نوبل للسلام والرئيس الاسبق لكبري مؤسسات الاممالمتحدة والحاكمة للمنظومة النووية في العالم وقائد قاطرة التغيير في مصر، للاغتيال السياسي، قبل انقضاء عام واحد علي ثورة التغييرفي 25 يناير 2011.. ولكن من الذي اغتال احلام البرادعي وحوارييه في الجلوس علي كرسي حكم الفراعنة؟.. هل هم الفراعنة الجدد الذين اتي بهم صندوق الانتخابات النيابية، في انتخابات شهد العالم كله بشفافيتها ونزاهتها ممثلة في قوي الاغلبية للتيار الاسلامي؛ ام هي الخلافات والانقسامات والاختراقات التي مزقت اوصال جبهته للتغيير بحثا عن قطعة من كيكة البرلمان فسقط معظمهم في جب اخوة يوسف عليه السلام وينتظرون بعض السيارة لانقاذهم، تاركين الرجل وحده قائما يواجه رياحا عاتية من كل صوب؛ تارة من جبهة العباسية التي تبنت حملة تشويه صورته لدي المواطن البسيط، وتارة من مرشحي الرئاسة؛ فانزلقت قدماه، ونزل من منصة المنافسة والمناظرة مع الكبار، الي مصطبة العكش لتزغيط البط؛ وكام ربطة جرجير بكام قرش.. ام هي مؤامرة خارجية الهوي علي يد احبابنا الامريكان لحساب ابناء العم سام؟!، ولعل نزولهم للشوارع في اسرائيل ابتهاجا واحتفالا بانسحابه من المنافسة خير دليل علي الدور الخفي في القضية. والذي لاشك فيه ان الرجل يتمتع بوطنية مصرية خالصة وشفافية عالية في طرحه لمسيرة الاصلاح في مصر، خالية من العك، وان كان يملك آليات وادوات ودعما سحريا غير منصوص عليه في قواميسنا المصرية او العربية، كان لها فعل السحر لدي شباب الثورة ساهمت بفاعلية في الاطاحة بفرعون مصر، ورموز نظامه الفاسد بعد عدة اشهر من عودته الي مصر.. والسؤال الحائر، لماذا انسحب البرادعي من سباق الرئاسة في هذا التوقيت؟!.. هل زهدا في كرسي الرئاسة؟ ام انسحابا تكتيكيا يدفع جبهته للعودة مرة اخري للتماسك، والعودة للمنافسة بقوة علي كرسي الرئاسة؟ ام بحثا عن دور آخر يقوده الي مرتبة الزعماء الاصلاحيين؟ ام انسحابا تكتيكيا من الحياة العامة بعد ان تقلصت فرص البرادعيين في تحقيق اهدافهم في دولة علمانية ديمقراطية حديثة؟ ام ان الدرس قد انتهي ويظل الوضع علي ماهوعليه وعلي المتضرر ان يلجأ الي جامعة الدول العربية للوصول للناتو ومجلس الامن؟ انني في هذا المقام اؤكد علي ان ما طرح من اسباب لقهر الرجل واجباره علي الانسحاب الطوعي من سباق الرئاسة بدعوي العودة لميدان التحرير لتحقيق اهداف الثورة التي لم تتحقق، ما هو إلا الاسباب سالفة الذكر مجتمعة، وان كان الدور الخارجي له النصيب الاكبر في الاغتيال السياسي للرجل.. والسؤال الاخير والمحرج، هل هناك من رابط بين الزيارات المكثفة الاخيرة للمسئولين الامريكان للقاهرة، انتهاء بالرئيس كارتر، وانتقالهم لمقري المرشد العام للاخوان وحزب الحرية والعدالة، حيث المصالح العليا الامريكية رقدت هناك الآن، فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير في سيناريو الاغتيال؟ ام انه انسحاب تكتيكي من المعركة الحالية؟!.. الحقيقة انه بقدر احترامي وتقديري لدور الرجل الرائد في خلاص مصر من نظام مماليك مصر البائد، بقدر اسفي علي اغتياله السياسي، سواء من الاخوة الاعداء في مصر، ام ابناء العم سام وصحبهم، فنحمد الله انه نجا من الاغتيال الجسماني، وإلا كانت الفتنة الكبري، ويظهر علينا قميص عثمان من جديد، بنتائجه الكارثية علي مسيرة الدولة المصرية الديمقراطية الحديثة.