اليوم تبدأ الجولة الثانية في انتخابات الإعادة لرئاسة الجمهورية بين المرشحين د. محمد مرسي ود. أحمد شفيق حيث تستمر حتي الثامنة من مساء غد الأحد وكلنا مطالبون بالذهاب إلي صناديق الاقتراع لاختيار رئيس مصر الجديدة الذي يتولي قيادة مسيرة الأمة علي مدي أربع سنوات قادمة بعد أن تحررنا من فساد سياسي لازمنا ثلاثين عاما حتي قامت ثورة 52 يناير المجيدة لتسدل الستار علي تلك الحقبة السوداء في تاريخنا الوطني وتطوي صفحة من الماضي الأليم. واليوم ونحن نتطلع إلي آفاق المستقبل الجديد لابد أن نتوجه جميعا أولا إلي صناديق الاقتراع لأداء دورنا الوطني في اختيار رئيسنا المقبل بحرية تامة ودون ممارسة أية ضغوط ووفقا لما يرتضيه عقل وضمير كل منا فنحن الآن في لحظة تاريخية فارقة تتطلب الاستقرار وانهاء الفوضي واستعادة هيبة الدولة وبناء مؤسساتها علي أسس متينة وبالتالي يكون الامتناع عن التصويت جريمة وخيانة للأمانة ولترابنا الوطني. وإذا كانت الأمانة تقضي بأن يحرص كل منا علي الادلاء بصوته في هذه الانتخابات الرئاسية لحسم من سوف يجلس علي هذا المقعد الرفيع الشاغر منذ عام ونصف العام فالواجب يدفعنا أن يأتي اختيارنا لمن نعطيه صوتنا من خلال العقل وليس العاطفة فالعواطف النبيلة والمشاعر الجياشة لا تبني الأمم القوية إذا ما غاب التفكير المنطقي العقلاني الذي يحدد معايير الاختيار الصحيح بين المرشحين وهو ما نحن فيه اليوم حيث ينبغي المفاضلة بين د. مرسي ود. شفيق لتحمل قيادة سفينة الوطن. وكمواطن مصري أقول بكل الصدق والحب انني سوف أعطي صوتي في هذه الانتخابات للمرشح الذي يختاره عقلي بعد دراسة دقيقة وموضوعية لبرنامجه الانتخابي فإذا وجدته ملتزما بالمبادئ التي نادت بها ثورة 52 يناير من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وديمقراطية سوف أتقدم نحوه بقوة مستعرضا بقية عناصر ومكونات وبنود وفروع أجنداته الرئاسية التي علي أساسها يتولي حكم البلاد بقلب راض وضمير مستريح. وإذا جاءت بقية عناصر ومكونات برنامج مرشحي الرئاسي لتؤكد لعقلي عزمه علي السير قدما في تأسيس الدولة الديمقراطية علي أسس المساواة الكاملة في حقوق المواطنة وعدم التميز لا لجنس ولا لدين ولا لأية اعتبارات أخري تثير الفرقة وتشعل التنازع والفتن والضغائن بين نسيج الأمة الواحد بجانب رعاية حقوق الإنسان وكرامته وعدم المساس بها تحت أية مسميات تعصف بالسلام الاجتماعي في اطار الدولة المدنية الحديثة التي تتطلع إليها الأغلبية العظمي من هذا الشعب وهو الأمر الذي يجعلني ازداد قربا من هذا المرشح الذي بات ساكنا داخل عقلي ببرنامجه الواضح الذي جاء به ليكون خادما للشعب وليس ديكتاتورا طامعا في السلطة والنفوذ. وتتواصل قراءاتي لبرنامج مرشح الرئاسة الذي قطع شوطا كبيرا في اقناع عقلي به فإذا ما وجدت عزمه واصراره علي المساواة في تطبيق القوانين علي جميع المصريين دون استثناء أو تمييز مع ضمان الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، علاوة علي الالتزام بحرية الابداع والرأي والتعبير دون المساس بالغير أو الإساءة إليه بجانب اطلاق حرية العبادة والعقيدة لاتباع الأديان السماوية الثلاثة من المواطنين وهي الأشياء التي سبق ان عبرت عنها وثيقة الأزهر ولاقت قبولا واسعا بين كل القوي السياسية في المجتمع الذي نعمل جميعا علي تماسكه ولم شمله في اطار توافق وطني يقودنا لاستكمال مهام الثورة وبناء الدولة القوية الراسخة التي توحد ولا تفرق وتحمي ولا تبدد وتصون ولا تفرط وكلها أشياء يرتاح إليها العقل والضمير أمام صندوق الاقتراع. وأتصور إنني عند هذا الحد سوف يقودني عقلي لاعطاء صوتي للمرشح صاحب هذا البرنامج الذي استحوذ علي تفكيري وغاص في أعماقي وقدم رؤيته وتصوره لأدواته ومفرداته التي سوف يحكم بها البلاد خلال المرحلة المقبلة التي تزدحم بالملفات الخطيرة والمشاكل والأزمات الطاحنة التي أفرزتها سنوات الفساد السابقة وكانت سببا رئيسيا ومباشرا في حالة الارتباك التي عانت منها مصر علي مدي الشهور الماضية نتيجة للصورة الضبابية التي سيطرت علي المشهد السياسي إلي أن وصلنا اليوم للمرحلة الحاسمة نحو استقرار الدولة والوصول بها إلي بر الأمان بوجود رئيس للجمهورية يكون رئيسا لجميع المصريين الذين قالوا له نعم وأيضا للذين قالوا له لا فتلك هي الديمقراطية التي ترضي بحكم صناديق الاقتراع وإرادة الناخبين التي تعلي من قدر وقيمة الوطن الذي ينتظر منا اليوم أن نكون أوفياء له مجددين العهد علي استعادة ريادته وحضارته مرة أخري في حمل مشاعل التنوير للدنيا كلها التي انبهرت بثورة رائعة سوف يتوقف أمامها التاريخ طويلا احتراما واجلالا لصناعها العظام.