قال لي النائب الشاب الذي يعجبني كثيرا لأنه متهور غالبا متزن أحيانا: »- الانتخابات البرلمانية القادمة.. ستكون امتحانا للأحزاب كل الأحزاب الشرعية بكل ما في الامتحانات من قياس لدرجة التحصيل وكفاءة التعليم.. فهي أشبه بامتحانات الثانوية العامة التي تحدد نتائجها مستقبل الطالب: إما ان يدخل الجامعة من أبواب كليات القمة.. أو ينخرط مضطرا في الكليات المرفوضة أو المعاهد حتي ولو كانت عليا!«. قلت للنائب الشاب: »- تحدثت عن التحصيل والتعليم.. فماذا تقصد؟« أجاب النائب الشاب قائلا: »- كل حزب لاشك أنه قضي السنوات الخمس الماضية وهو يعد لهذه الانتخابات القادمة.. وهذا الإعداد يشمل تجهيز الكوادر السياسية والوجوه الصالحة للترشيح في الانتخابات من خلال حركة نشطة وسط الجماهير ودراسة مشاكل المواطنين واقتراح الحلول التي يراها الحزب كفيلة بوضع الحلول لها.. وهذا هو التحصيل.. أما التعليم فإن قيادة كل حزب وهذا هو المفروض لابد وأنها خلال هذه الفترة السابقة أمدت كوادرها ومرشحيها القادمين بكل ما يجعلها قادرة علي خوض الانتخابات والتقدم للناخبين ببرامج انتخابية مدروسة متفقة مع سياسات الحزب وبرامجه في وعد يعقد بينهم وبين الناخبين بتنفيذ هذه البرامج وتبنيها والدفاع عنها تحت القبة..« قاطعت النائب الشاب قائلا: »- أراك تحلق في الخيال! وفي رأيي أن ما تطلبه لا يتفق مع الواقع.. فقد انصرفت بعض الأحزاب إلي قضايا فرعية لا تمت إلي مشاكل المواطنين بصلة.. واتخذ هؤلاء من بعض الفضائيات مراكز لقيادتهم.. ومن بعض الصحف المستقلة منابر لهم.. وابتعدوا تماما عن الناخبين وقد سيطرت عليهم أوهام الزعامات وظنوا أنهم يكسبون الغاضبين بهذه الخزعبلات التي يرفضها المواطنون من ألفها ليائها!« قال النائب الشاب: »- هؤلاء الذين تتحدث عنهم سيجدون أنفسهم وقت الانتخابات يقفون بلا ساتر أمام الناخبين.. فكل ما مضي من سنوات أحدث تغييرات عدة في الدوائر الانتخابية.. فأصبح الناخب في سنة 0102 غير الناخب في 5002 فقد ازداد معرفة وثقافة ووعيا.. وأمسي قادرا علي فرز الطيب من الخبيث.. والصالح من الطالح.. والنائب الذي يستحق أن يمثله.. من ذلك الذي يسعي فقط لمصلحته الشخصية.«