قال لي النائب الشاب الذي يعجبني كثيرا لأنه متهور غالبا متزن أحيانا: »أنصح كل نائب في البرلمان يفوز في الانتخابات القادمة لمجلس الشعب.. أن يبدأ ممارسته لدوره البرلماني بقراءة مضابط مجلس الشعب الماضية.. فمن خلال تلك المضابط التي سجلت كل كلمة نطق بها نائب.. وكل موقف اتخذه تحت القبة يستطيع أن يوفر لنفسه حصيلة من المعلومات والثقافة البرلمانية التي يفتقدها بعض نوابنا.. كما يمكنه أي النائب أن يتخذ من هذه الثقافة البرلمانية خلفية لازمة وهو يمارس دوره التشريعي والرقابي في البرلمان. النائب الشاب مستمر في كلامه: »واركز علي مضابط مجلس النواب »اسم مجلس الشعب قديما«.. ففي هذه المضابط تبرز قصة نائب بارز ينتمي لحزب كبير من أحزاب قبل الثورة.. وقف تحت القبة يدفع اتهاما له بأنه لا يعرف القراءة والكتابة قائلا: » نسبة الأمية في مصر أكثر من 08٪.. أنا أمثل هؤلاء الأميين إذا صح اتهامي بالأمية..« وليس هذا الدفاع هو ما يهمني.. ولكن ما أريد أن أصل إليه أن هذا النائب رحمه الله جسد المعني الذي يغيب في كثير من الأحيان عن نوابنا.. وهو أن النائب بمجرد نجاحه في الانتخابات وحلفه اليمين القانونية يصبح نائبا عن الأمة كلها وليس عن الدائرة الانتخابية التي رشح نفسه فيها فقط..«. وسكت النائب الشاب قليلا ثم أكمل قائلا: »وأوصي أيضا عند الرجوع إلي المضابط القديمة باستعراض بعض الاستجوابات التي قدمها نواب محترمون للحكومة لا بقصد تصفية حسابات ولكن من أجل صالح المواطنين.. هؤلاء النواب كانوا يمثلون معارضة وطنية هدفها الوصول إلي حلول.. وليست مجرد كلمات مرسلة لا دليل عليها.. وقد تنتهي بشكر الحكومة في كثير من الأحيان! ولاشك ان الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب والمستشار سامي مهران أمين عام مجلس الشعب قد اهتما كثيرا بتلك المضابط القديمة وأخضعاها لوسائل العصر إلكترونيا ويدويا لتكون في متناول كل من يطلبها من النواب الجدد..«. واختتم النائب الشاب كلامه قائلا: »ليس معني كلامي ان المجالس المنتهية خلت من النواب الذين لديهم تلك الثقافة البرلمانية المطلوبة.. فهناك مجموعة من النواب المحترمين أدركوا جيدا ان النائب يمثل الأمة كلها لا دائرة انتخابية بعينها.. ومنهم وللانصاف دكتور زكريا عزمي الذي أراه دائما يمسك باللائحة وهو يتكلم تحت القبة.. رغم انني أعلم انه ملم بها إلماما كبيرا.. وأيضا البرلماني المخضرم كمال الشاذلي كما أتوقع ان يكون الدكتور مفيد شهاب من بين هذه المجموعة الواعية بالدور الحقيقي للنائب وأيضا مجموعة الوزراء والوزراء السابقين الذين تقدموا للترشيح ليصبحوا وزراء سياسيين وهذا هو المطلوب. فكروا في هذا الاقتراح.. ونفذوه إذا أعجبكم..