■ كتبت: دينا توفيق تعتبر الحرب الدائرة بين الكيان الصهيوني والفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة، وكذلك مع حزب الله في لبنان، من أبرز التحديات التى تؤثر فى الاستقرار بالشرق الأوسط. شهدت هذه المناطق توترات مستمرة ومعارك عنيفة أسفرت عن دمار هائل وخسائر بشرية جسيمة، مما أدى لتأزم الوضع الإنسانى والاقتصادي. الحرب الإسرائيلية فى غزةولبنان لها تداعيات عميقة على الساحة الإقليمية، حيث أدت لتصعيد النزاعات القائمة وتأجيج الانقسامات السياسية، كما أن تأثيرات الحرب على الشرق الأوسط لم تقتصر على المستوى السياسى والعسكري، بل تمتد أيضًا إلى الاقتصاد والأمن الإنساني، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي. يجلس الشرق الأوسط على برميل بارود، وكل دقيقة تمر تؤدى إلى تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى، والسبب فى الحرب الوشيكة هو رفض جيش الاحتلال وقف إطلاق النار فى غزة، واستمراره فى ارتكاب الإبادة الجماعية. ووفقًا لوكالة «رويترز»، عاد المبعوث الأمريكى الخاص عاموس هوشستاين الذى تم إرساله مؤخرًا لإسرائيل ولبنان على أمل تجنب الحرب بين تل أبيب وحزب الله، خالى الوفاض. ومن قبل كان هوشستاين قد نجح فى التفاوض بين إسرائيل ولبنان عام 2022 حول الحدود البحرية، لكنه هذه المرة لم يكن يتفاوض مع الحكومة اللبنانية وحدها، بل مع حزب الله أيضًا. يتفق معظم الخبراء على أن القوة العسكرية لحزب الله وإسرائيل متشابهة تمامًا على العديد من المستويات، لكن إسرائيل تتمتع بالتفوق الجوى، وفقًا لرويترز. والسبب الجذرى لجميع الصراعات فى الشرق الأوسط ينبع من الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، الذى جرد حوالى ستة ملايين فلسطينى من جميع حقوق الإنسان والحقوق المدنية. وبحسب وكالة «فرانس برس»، أخبر الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتونى بلينكن المسئولين الإسرائيليين مرارًا وتكرارًا أن الولاياتالمتحدة لا تريد رؤية حرب أوسع فى الشرق الأوسط، حيث يمكن أن تتورط دول أخرى إذا واجه لبنان الدمار. وقال بلينكن خلال جولة فى الشرق الأوسط، إن وقف إطلاق النار فى غزة أفضل وسيلة لإنهاء العنف بين حزب الله وإسرائيل، ودفع الرئيس بايدن من أجل اقتراح وقف إطلاق النار لإنهاء المعاناة فى غزة، فيما حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن إسرائيل «ستحول بيروت إلى غزة» فى حالة نشوب حرب. ويتفق الخبراء على أن بايدن سيواصل دعم إسرائيل حتى فى مواجهة الحرب على حزب الله. لقد عارض المجتمع الدولى إسرائيل والإبادة الجماعية التى ترتكبها فى غزة، لكن بايدن يواصل دعم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التى ترتكبها إسرائيل. وقد تبنى بايدن خطة لوقف إطلاق النار، لكن إسرائيل رفضتها، ويشير الخبراء إلى أن خطة بايدن لم تكن مصممة من قبل واشنطن لتحقيق النجاح، ولكن تمت صياغتها فقط كتمرين لكسب نتنياهو مزيداً من الوقت. وينقسم الرأى العام والجيش الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة، ويطالب الكثيرون إسرائيل بوقف الحرب وإخراج الرهائن بعد حوالى 9 أشهر من الأسر، فيما يؤيد آخرون الحرب على غزة كجزء من الخطة الصهيونية للسيطرة على القطاع. ووفقًا لموقع «دويتش فيله»، أعلن جيش الاحتلال فى 18 يونيو أنه تمت الموافقة على خطط لشن هجوم فى جنوبلبنان وتم اتخاذ خطوات «لتسريع الاستعداد في الميدان». وهدد وزير الخارجية الإسرائيلى، إسرائيل كاتس، حزب الله بأنه يواجه «الدمار» وسط «حرب شاملة» على الحدود الإسرائيلية اللبنانية. ◄ اقرأ أيضًا | 28 شهيدًا و125 جريحًا حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة في 24 ساعة وجاء تهديد كاتس بعد أن نشر حزب الله مقطع فيديو للمراقبة التقطته طائرة بدون طيار فوق العديد من المنشآت العسكرية والبنية التحتية والمدنية الإسرائيلية. وكتب كاتس على موقع «إكس»: «فى حرب شاملة، سيتم تدمير حزب الله وسيتعرض لبنان لضربة شديدة». وفى لقاء مع مسئولين إسرائيليين زائرين فى واشنطن، أكد بلينكن أهمية تجنب المزيد من التصعيد فى لبنان والتوصل إلى حل دبلوماسى يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى ديارها. وشنت إسرائيل ما يقرب من أربعة أضعاف الهجمات التى شنها حزب الله على مدار الصراع، وفقًا لمشروع بيانات موقع النزاع المسلح وأحداثه، وهى مجموعة بحثية مقرها ولاية «ويسكونسن» متخصصة فى تحليل بيانات الصراع. وفى الأسبوع الماضى، قامت إسرائيل بأعمق هجوم لها حتى الآن داخل لبنان، حيث ضربت مسافة 75 ميلاً شمال الحدود، وفقًا لصحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية. وحذّر مسئولو الأممالمتحدة من احتمال حدوث «سوء تقدير» على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ما قد يؤدى إلى اندلاع حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل، ومن المحتمل أن يفتح صراعًا إقليميًا أوسع قد يكون نهاية إسرائيل. وفى الأسبوع الماضي، رفض وزير الدفاع الإسرائيلى، يوآف جالانت، اقتراحًا فرنسيًا يدعو إسرائيل وفرنسا والولاياتالمتحدة إلى تشكيل مجموعة عمل للمساعدة فى تجنب الحرب على الحدود اللبنانية. ويمثل جالانت أولئك الذين يؤيدون الإبادة الكاملة للفلسطينيين فى غزة كهدف وحيد. ومن الناحية الأخرى، كان للاحتجاجات العالمية ضد الإبادة الجماعية فى غزة تأثير هائل على حشد الدعوة لإنهاء احتلال فلسطين، والمطالبة بقرار الأممالمتحدة الذى يدعو إلى حل الدولتين للصراع المستمر منذ 70 عامًا. واتهمت الأممالمتحدة وآخرون إسرائيل بارتكاب جرائم الفصل العنصرى وجرائم الحرب والإبادة الجماعية. ومع ذلك، استمر بايدن فى إرسال الأسلحة والأموال إلى إسرائيل فى تعارض مباشر مع لوائح وزارة الخارجية الأمريكية التى تمنع إرسال الأسلحة الأمريكية إلى دول من المحتمل أن تنتهك القوانين الإنسانية.