قال لي النائب الشاب الذي يعجبني كثيرا لأنه متهور غالبا متزن احيانا: »لا يعجبني ما يردده البعض عن الانتخابات القادمة لمجلس الشعب.. تارة يقولون: التزوير قادم في هذه الانتخابات.. وتارة اخري يزعمون ان الحزب الوطني استعد للفوز بكل المقاعد.. ولن يسمح لاحد أو لحزب ان تكون له مقاعد.. ولهذا يدعو فريق منهم الي مقاطعة هذه الانتخابات القادمة.. وعدم الترشيح فيها.. ويؤكدون ان المقاطعة ستحرج الحزب الوطني.. عندما يجد نفسه وسط منافسة بين اعضائه.. اي عندما يلاعب نفسه في الانتخابات«. قلت للنائب الشاب: »ولكن ليس كل احزاب المعارضة تؤيد هذا الاتجاه السلبي الذي يدل علي الضعف والخوف الشديد من المنافسة؟«. رد النائب الشاب قائلا: »تقصد احزاب الوفد والتجمع وبعض المستقلين وغيرهم من الاحزاب التي لم تعلن عن موقفها بعد.. نعم اعرف ذلك.. لهذا قلت ان »البعض« يردد هذه النغمة النشاز في عرف الديمقراطية التي ترفض الاحكام المسبقة.. ولا تعترف الا بأصوات الناخبين حكما بين المرشحين سواء المنتمون للاحزاب او المستقلون.. وقد قرأت ان حزب الوفد بدأ فعلا في اعداد قائمة بمرشحين في انتخابات الشعب القادمة.. كما ان حزب التجمع أعد فعلا قائمة بمرشحيه الرجال والنساء. صحيح ان الحزبين لن يقوما بترشيح ممثلين لهما في كل الدوائر كما يفعل الحزب الوطني دائما لوفرة كوادره المنتشرين في كل انحاء الجمهورية.. ولكنهما يدخلان الانتخابات بما يملكان من مرشحين في بعض الدوائر التي يجدان فيها انصارا يأملان منهم ان يحملوا مرشحيهما للمقاعد البرلمانية«. وسكت النائب الشاب قليلا ثم اكمل قائلا: »المهم ان الدعوة المرفوضة لمقاطعة الانتخابات.. اسفرت عن حقيقتها المخفية.. وهي انها عبارة عن محاولة هروب اصحابها من المواجهة.. لعدم الثقة في النفس.. وتوقع رفض الناخبين لهم.. فنحن لم نسمع في اي بلد متقدم عن طعن مسبق في انتخابات قادمة.. والمنطقي والمعتاد في كل البلاد الديمقراطية ان الطعن بالتزوير في اية انتخابات يأتي بعد اجراء تلك الانتخابات والعثور علي ادلة لاثباتها أثناء اجرائها ولا يأتي لمجرد توقعات في كلام مرسل لا يسانده اي دليل«. واختتم النائب الشاب كلامه قائلا: »من المضحك ان نحاكم بريئا بحجة انه بعد شهرين سيقتل فلانا.. أو سيضربه.. او سيسرق امواله.. من السخرية ان نحاكم النية قبل ان يحدث الفعل!«.