■ كتب: أحمد جمال مع انقضاء نصف فترة امتحانات الثانوية العامة التى تستمر حتى 20 يوليو الجاري، يمكن القول إن الطلاب مروا بمجموعة من الصعوبات، فماراثون الامتحانات جاء هذا العام وسط موجة حر شديدة تعرضت لها البلاد، وانعكست على انقطاعات الكهرباء بعد زيادة فترات تخفيف الأحمال إلى ثلاث ساعات وأكثر، في ظل حاجة الطلاب لتوافر الظروف الملائمة التى تجعلهم فى حالة تركيز تام قبل خوض الامتحانات، ونهاية بمشكلات الاختبارات ذاتها إذ شهد امتحان الفيزياء أخطاء فى الأسئلة، بخلاف الشكوى من صعوبة امتحانات أخرى كاللغة العربية. ◄ الأهالي: معظم الامتحانات بحاجة لوقت إضافي رواد مواقع التواصل الاجتماعي وصفوا طلاب الثانوية العامة هذا العام ب«دفعة الشمعة»، في إشارة إلى اعتمادهم على الشموع أثناء المذاكرة خلال فترات تخفيف الأحمال، وللمرة الأولى تفتح المساجد والكنائس والمكتبات العامة وأماكن العمل الخاصة وبعض المطاعم والكافيهات أبوابها أمام الطلاب لمساعدتهم على المذاكرة، وسط إقبال واسع من الطلاب الذين بحثوا عن أماكن يمكن أن توفر لهم أجواءً مناسبة وتخفف عنهم ضغوط الامتحانات فى الوقت ذاته. ■ بكاء الطلاب بعد امتحان الفيزياء ◄ موقعة الفيزياء ووسط هذه الظروف جاء امتحان الفيزياء الذى خاضه الطلاب السبت الماضي، ليشهد قدرًا كبيرًا من المشكلات المرتبطة بجودة الامتحان، وشكك فى القدرة على وضع اختبار يتماشى مع المعايير العلمية للتقويم، إذ أجمع عدد من المعلمين والطلاب على وجود أخطاء فى ثلاث جزئيات بالامتحان، وعجز الطلاب عن إجابة تلك الأسئلة وسط شكاوى من طول الامتحان الذى لم يكفى الوقت المخصّص له للانتهاء منه، وانهمر الطلاب فى البكاء عقب انتهاء الامتحان، وبدت هناك حالة من الصدمة التى ضاعفت أوجاعهم مع اضطراب البيئة المحيطة بعملية الاستذكار بسبب أجواء الحر وانقطاعات الكهرباء. ووجهت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني رسالة طمأنة للطلاب، وأكدت أن الوزير رضا حجازي السابق، أصدر توجيهاته للجنة فنية متخصصة محايدة بسرعة إعداد تقريرها حول مدى مطابقة ورقة الأسئلة ونموذج الإجابة للمواصفات، والتأكد من عدم وجود أى أسئلة يشوبها خطأ أو تحتمل أكثر من إجابة فى أسئلة الاختيار من متعدد. ◄ ولية أمر: امتحان الفيزياء صدم الطلاب وقالت ميادة عبدالله، ولية أمر أحد الطلاب بالصف الثالث الثانوى، إن امتحان الفيزياء تحديدًا تسبّب فى صدمة للطلاب، إذ تضمن أخطاءً لا يمكن الوقوع بها فى امتحان قومى من المفترض أنه خضع لمراجعة أكثر من لجنة متخصصة قبل وصوله للطلاب، وأن عدم كتابة بعض البيانات الخاصة بالأسئلة جعل الطلاب لا يعرفون كيف يجيبون عنه، لدرجة أنهم شككوا فى إمكانية وجودها دون رؤيتها على ورقة الأسئلة. وأضافت أن أغلب الامتحانات بحاجة لوقت إضافى وتحديدًا امتحان الفيزياء الذى بحاجة لساعة إضافية إلى جانب ثلاث ساعات مقررة للامتحان، مشيرة إلى أن ابنها وصل إلى حل السؤال الرابع فقط بعد انقضاء نصف ساعة من الوقت فى حين يتكوّن الامتحان من 46 سؤالاً وهو ما أصابه بالتوتر، وسعى بكل الطرق للوصول لنهاية الأسئلة خلال الوقت المقرر. ■ طلاب يراجعون دروسهم على أضواء الشموع ◄ الانقطاع! وأضافت أن ابنها خرج من الامتحان منهارًا، ولم يكن على دراية ما إذا كان قد أجاب عن الأسئلة بصورة صحيحة من عدمه، رغم أن إمكانياته تجعله قادرًا على إجابة الأسئلة بشكل سليم، لكن وجود أسئلة ليس لها حلول وأخطاء فادحة فى ورقة الأسئلة بخلاف ضيق الوقت عوامل وضعته فى حالة ضغط، وأثنت على بعض المراقبين الذين استخدموا روح القانون ومنحوا الطلاب ربع ساعة إضافية لاستكمال الإجابة لأن هناك وقتًا يضيع عند توزيع أوراق «البابل شيت» وكتابة البيانات مع بدء وقت الامتحان. ولجأت ميادة عبدالله وابنها إلى الكافيهات وبعض أماكن العمل «الورك زون»، فى محاولة لتلافى انقطاعات الكهرباء فى منزلها، فهذه الأماكن مزوّدة بوحدات إمداد طاقة فى حال انقطاع الكهرباء، مشيرة إلى أن ليلة امتحان اللغة الأجنبية الثانية كانت مرهقة نفسيًا بشكل كبير وتنقلت ما بين النوادى والكافيهات بحثًا عن مكان مناسب لابنها، قائلة: «نحن كأولياء أمور نتقبل أى عارض قد يطرأ بشأن الكهرباء أو غيرها من المشكلات لكن ليس من المقبول أن تأتى الامتحانات متضمنة أسئلة تعجيزية وهو ما يقتل الأمل لدى الطلاب وكذلك أولياء أمورهم أيضَا». وعقب أداء امتحان مادتي الفيزياء والتاريخ دخل بعض الطلاب فى حالة من الانهيار والبكاء والصراخ بسبب عدم تمكنهم من الإجابة بشكل جيد وعدم وجود وقت للمراجعة، وانتاب عددا من أولياء الأمور حالة من الغضب عبر انهيار الطلاب، مؤكدين ضرورة محاسبة واضعي الامتحانات بشكل معقد وضياع مستقبل الطلاب وإهدار وقتهم وطاقتهم طوال العام الدراسى فى المراجعة وصدمتهم بأسئلة تعجيزية. ◄ اقرأ أيضًا | الدكتور محمد عبد اللطيف يُؤدي اليمين الدُستورية وزيرًا للتربية والتعليم والتعليم الفنى ◄ د.محمد فتح الله: التخصص في «القياس» شرط لمن يقوم بالتقويم ◄ الفلسفة! وقال الدكتور محمد فتح الله، أستاذ التقويم والقياس التربوى السابق بالمركز القومى للامتحانات، إن ضمان عدم تكرار أخطاء أسئلة الامتحانات بحاجة لأن تكون هناك فلسفة واضحة للتقويم بمعنى وجود أهداف واضحة من الامتحانات والتعرف ما إذا كانت وزارة التربية والتعليم تسعى لاختبار مهارات التفكير العليا أم أنها تستهدف تعذيبهم بوجود أسئلة صعبة، وأن هذه الفلسفة لابد أن تكون واضحة فى أذهان جميع المشاركين فى منظومة الامتحانات. وأضاف أن من يتصدى لأعمال التقويم لابد أن يكون متخصصًا فى مجال القياس والتقويم التربوى أو على الأقل حاصلا على مجموعة من الدورات التدريبية التخصصية من أهل الخبرة والاختصاص، بالإضافة لتوافر معايير فى كل من مراحل التقويم وفى مقدمتها إعداد الاختبارات التى يجب أن يتوافر فيها الحد الأدنى من المعايير اللازمة لجودة الاختبار، بجانب «َضبط الموقف الاختبارى» أو ما يُسمى بتطبيق الاختبار بمعنى تحديد عدد الأسئلة وفقًا لوقت الامتحان ونوعه ما إذا كان اختيارًا من متعدد أم أسئلة مقالية وكيفية عقد لجان الامتحان. وأشار إلى أن المرحلة التالية تتمثل فى أعمال تقدير الدرجات والتى تكون بحاجة لتدريب القائمين على عملية التصحيح بدرجة كافية، ووضع دليل للتقدير وليس نموذج إجابة، وهى مرحلة تأخذ جانبا أكبر من الإعداد بالنسبة للتصحيح الورقى وليس الإلكترونى الحالى، ثم مرحلة إعداد النتائج ودرجات النجاح، لافتا إلى أن كل مرحلة من هذه المراحل لابد أن تستوفى بها كافة المعايير لكى نضمن أننا أمام تقويم جيد، وفى حال اختلال أى معايير فإننا نكون أمام درجات يحصل عليها الطلاب لا تعبر عن مستواهم الحقيقى. وأكد على أن امتحان الفيزياء تضمن العديد من الفخاخ التى قصد من خلالها واضع الامتحان أن يقع الطالب فيها وكأنه دخل فى عداء معهم، وأن الاكتفاء بتوزيع درجات الأسئلة التى بها أخطاء فى الصياغة أمر فيه ظلم للطلاب تحديداً المتميزون، ولابد أن تضع الوزارة هذه الاسئلة أمام خبراء التقويم للتأكد أولاً من خطئها ثم تحديد الحل المناسب الذى يراعى حقوق الطلاب. ◄ عبدالعاطي الصياد: التعقيد يؤكد أن واضعيها بلا وعي كافٍ ◄ المشكلة! وأكد الدكتور عبدالعاطي الصياد، أستاذ القياس والتقويم بكلية التربية فى جامعة قناة السويس، أن أول نظارة للمعارف أنشئت فى مصر بالعام 1878 بما يشير إلى أن تاريخ الوزارة يمتد لأكثر من 146 عامًا ويبرهن ذلك على أن مصر من بين أقدم الدول فى العالم التى لديها نظام تعليمى منظم، وبالرغم من ذلك فإن هناك مشكلات مستمرة بشأن عقد الامتحانات القومية، مشيراً إلى أن المشكلة تتمثل فى واضعى الامتحانات الذين قد يجب محاسبتهم على الأخطاء والأسئلة التعجيزية. وأضاف أن وضع اختبارات معقدة للطلاب فى ظل مشكلات انقطاعات الكهرباء والأجواء الحارة الصعبة يبرهن على أن واضعى الامتحانات ليس لديهم الوعى الكافى للحفاظ على ثبات وهدوء الطلاب وأولياء أمورهم، كما أن هناك فارق بين قياس القدرات العقلية للطلاب وبين قصد المعلمين وضع ما يشبه بالفوازير التى لا يجيد حلها سوى من وضعها. ◄ الدقة والسرية! وبدأت وزارة التربية والتعليم أعمال تصحيح كراسات إجابة امتحانات الثانوية، وأشارت إلى أن جميع مراحل العمل تتم بدقة وسرية وبشكل إلكترونى، وأنه يتم تصوير كراسات الإجابة للطلاب والاحتفاظ بنسخة منها داخل الكنترولات وهذه النسخة تظهر إذا قام الطالب بالتظلم على نتيجة الثانوية العامة. وأوضحت الوزارة أن هناك فريقًا كاملًا فى كنترول التصحيح مهمته مراجعة وتدقيق وتنقية بيانات الطلاب بكراسة الإجابة، حيث يقوم بمراجعة اسم الطالب كاملا ورقم الجلوس وتظليله ورقم نموذج الأسئلة واسم اللجنة، مشددة على أن الطالب فى حالة كتابة بيانات خطأ سوف تصحح كراسة الإجابة الخاصة به ويحصل على درجته بكل دقة وشفافية وسرية، مؤكدة على أن الوزارة تطبق ما يحقق مصلحة الطلاب فى عملية تقدير الدرجات ولن يضار أى طالب قام بكتابة بياناته بشكل خاطئ.