لعلنا لا نتعدي حدود الواقع إذا ما قلنا أن ما يشغل فكر وعقل عموم الناس في مصر الآن ومنذ ثورة الثلاثين من يونيو وما تلاها من أحداث ووقائع بطول الاربعة شهور الماضية، هو إمكانية أن نري قريبا انفراجة اقتصادية، تفتح الباب للخروج بمصر من الضائقة التي فرضت نفسها علينا في الآونة الأخيرة، وضاقت حلقاتها خلال سيطرة المعزول علي السلطة والحكم هو وجماعته. ولعلي لا ابالغ اذا ما قلت بوضوح، أن هذا يمكن أن يتحقق، ونراه ماثلا أمام أعيننا علي أرض الواقع، اذا ما توافرت جميع العوامل والاسباب المؤدية اليه، والتي يصعب بل يستحيل في غيبتها وجود الامل في احداث انتعاش اقتصادي حقيقي، ينهي الضائقة الحالية ويتغلب عليها. أول هذه العوامل واكثرها أهمية علي الاطلاق، هو ضرورة تحقيق الامن والامان في ربوع البلاد، وان يصبح حقيقة واقعة يدركها ويحسها كل مواطن في جميع قري ومدن ومحافظات مصر، وعلي كل طرقها، وفي جميع مرافقها الحيوية سواء كانت انتاجية أو خدمية.وفي ذلك لابد أن يرسخ في ذهننا جميعا، الحقيقة التي يدركها ويؤمن بها كل مخلوق في هذا العالم، وهي انه، لا عمل، ولا انتاج، ولا استثمار، ولا رواج، ولا انتعاش اقتصاديا في أي دولة من الدول دون توافر الأمن والامان، ودون القضاء التام علي الفوضي والانفلات والخروج علي القانون. وانطلاقا من ذلك يصبح تحقيق الامن ونشر الاحساس بالأمان، ضرورة لابد منها لتهيئة المناخ اللازم لمعالجة الازمة الاقتصادية والخروج منها، علي ان يكون ذلك في اطار رؤية شاملة وخطوة واضحة وخطوات محددة، وعمل جاد ومكثف، يقوم في اساسه علي التحرك الجاد لوقف حالة التسيب والتراخي، وعودة دولاب العمل وعجلة الانتاج للدوران بكل طاقتها. وفي هذا الاطار لابد أن تكون دعوتنا لكل المصريين الآن، هي الدعوة للعمل، وان يكون نداؤنا لكل المواطنين من الآن، هو نداء الانتاج، وان نؤمن باليقين ان مصر لن تبنيها سوي سواعد وهمم ابنائها، وانها لن تعيش علي المساعدات والهبات من الاخوة والاشقاء والاصدقاء، رغم احترامنا واعتزازنا بهم جميعا،..، ولكنها لابد أن تعيش وتزدهر وتنمو بعمل مواطنيها وعرق كل المصريين. »وللحديث بقية«