قد يكون الظهير الأيسر خوردي البا سجل بداياته الدولية مع المنتخب الإسباني منذ عام وحسب، لكن اللاعب البالغ من العمر 23 عاما اظهر انه خير خلف لخوان كابديفيا الذي كان من الركائز الأساسية في تشكيلة "لا فوريا روخيا" التي فازت بكأس أوروبا 2008 وكأس العالم 2010. إذا كانت هناك أي شكوك قبل انطلاق كأس أوروبا الحالية التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا حتى الاول من الشهر المقبل، حول قدرة المنتخب الإسباني على ايجاد البديل المناسب لكابديفيا، ابن الرابعة والثلاثين الذي يدافع عن ألوان بنفيكا البرتغالي منذ الصيف الماضي، فان البا قد بددها تماما بالعروض التي قدمها مع منتخب المدرب فيسنتي دل بوسكي. لعب البا دورا حاسما في تأهل إسبانيا إلى الدور نصف النهائي من البطولة القارية امس السبت، بتمريره كرة الهدف الأول أمام فرنسا والذي سجله تشابي الونسو (2-صفر)، كما تألق في الدورين الهجومي والدفاعي على الجهة اليسرى للملعب. "رأيت تشابي بمفرده على القائم البعيد فلعبت العرضية وتلقفها بالشكل الصحيح"، هذا ما قاله البا المرجح ان يترك فالنسيا للانتقال الى العملاق برشلونة بعد انتهاء البطولة القارية. وكان البا اللاعب الوحيد في التشكيلة الأساسية لمباراة الأمس الذي لم يكن في المنتخب الذي توج بلقب مونديال جنوب افريقيا قبل عامين على حساب هولندا. أما بالنسبة لكابديفيا فهو كان من الركائز الأساسية للتشكيلتين اللتين توجتا في كأس أوروبا 2008 ومونديال 2010 لكنه عانى من جلوسه على مقاعد الاحتياط في فريقه الجديد بنفيكا الذي فضل عليه البرازيلي ايمرسون، ولم يتمكن بسبب ذلك من ان يثبت لمدرب المنتخب دل بوسكي ان يامكانه السفر مع "لا فوريا روخا" الى نهائيات بولندا وأوكرانيا. يذكر انه في مونديال 2010 كان كابديفيا اللاعب الأساسي الوحيد في تشكيلة المنتخب الاساسية الذي لم يدافع عن الوان العملاقين برشلونة وريال مدريد، لكن مع وصوله الى الرابعة والثلاثين من عمره كان من الطبيعي ان يختار دل بوسكي الشباب لخوض غمار كأس أوروبا 2012 كون البا يصغره ب11 عاما. سجل البا بدايته الدولية في 11 أكتوبر 2011 في مباراة فاز بها الإسبان على الاسكتلنديين في التصفيات المؤهلة الى البطولة القارية الحالية، وقد قطع شوطا كبيرا منذ حينها اذ نجح خلال فترة وجيزة في ان يحتكر مركز الظهير الايسر في تشكيلة ابطال اوروبا والعالم. "منذ اليوم الذي اتينا به إلى هنا كان شعوري رائعا وأنا استمتع بوقتي"، هذا ما قاله البا عن مغامرته القارية، مضيفا "الاجواء الرائعة وكل شيء يسير على ما يرام في غرفة الملابس - الجميع يعاملني كفرد منهم. امل ان اتمكن من لعب عدد كبير من المباريات مع المنتخب" ويبدو ان الاداء الذي قدمه البا مع فالنسيا ويقدمه حاليا مع المنتخب جعله محور صراع بين برشلونة وغريمه ريال مدريد الساعيين للحصول على خدماته لكن الافضلية ستكون للنادي الكتالوني بحسب بعض التقارير شرط ان يدفع مبلغ ال15 مليون يورو الذي يطالب به فالنسيا للتخلي عنه. سجل البا بدايته مع فالنسيا في اوائل موسم 2009-2010 ونجح منذ حينها في فرض نفسه في "ميستايا" حيث يطلق عليه لقب "ال اينانو" اي القزم، نظرا الى ان طوله لا يتجاوز 170 سنتم وهو العامل الذي دفع برشلونة إلى الاعتقاد بانه لن يتمكن من اللعب في دوري الأضواء لان على المدافع او الظهير ان يتمتع بالطول والبنية البدنية القوية. ومن المؤكد ان برشلونة نادم على القرار الذي اتخذه لأنه سيضطر الآن إلى دفع مبلغ طائل من الأموال من اجل اعادته للفريق بعد ان تمكن البا من فرض نفسه على أعلى مستويات اللعبة، ليس فقط في الدوري الإسباني بل على صعيد المنتخب الوطني.