شهدت محطة مصر علي جميع خطوط السكة الحديد قبلي وبحري حالة من الهرج والمرج أمس بعد إضراب سائقي القطارات عن العمل للمطالبة بزيادة المرتبات والحوافز وذلك عقب تصاعد وتيرة الخلافات بسبب تعنت المسئولين وعدم تحقيق مطالب السائقين الأمر الذي أثر بالسلب علي مصلحة المواطنين الذين أصبحوا ضحية, خاصة أن كثيرا منهم يعتمد علي خطوط السكة الحديد في الحضور للعمل كل يوم من وإلي القاهرة. وكشفت جولة ل الأهرام المسائي داخل المحطة تكدس الركاب وجلوسهم علي الأرض وهم يحملون أمتعتهم وقد سيطرت عليهم حالةمن الغضب واليأس والملل بعد قضاء ساعات علي الأرصفة في انتظار السفر. في البداية تقول سعدية محمد ربة منزل إنها حضرت إلي المحطة عقب صلاة الظهر مباشرة لاستقلال القطارللسفر إلي أهلها في الصعيد الذين أصروا علي عودتها بعد حضور حفل زفاف أحد أقاربها في القاهرة خوفاعليهابعد وقوع أعمال عنف في إطار أحداث دار القضاء العالي, لافتة إلي أنها ستسافر بمفردها لذلك تخشي أن يأتي عليها الليل وهي جالسة في المحطة في انتظار الفرج. وأوضح جمال بشري طبيب بيطري أنه أتي إلي المحطة منذ الساعة1 ظهرا للسفر إلي المنيا حيث مقر عمله, بعد أن انتهي من إتمام مأموريته بالقاهرة, مشيرا إلي أنه يمكنه الانتظار حتي التاسعة مساء وفي حال استمرار الإضراب سوف يضطر إلي استخدام أي وسيلة مواصلات أخري. وقاطعته زوجته مني عبد الهادي قائلة: حاولنا أن نستعطف سائقي القطارات وتذللنا إليهم كي يتراجعوا عن قرار الإضراب في سبيل إنقاذ الركاب الذين لاذنب لهم فيمايجري من مراراة الانتظار إلا أنهم أكدوا لنا أن الإضراب هو السبيل الوحيد للحصول علي حقوقهم الضائعة. وفي السياق ذاته أكد محمد خلف الله طالب دراسات عليا إنه في طريقه إلي سوهاج لاستكمال محاضراته في الجامعة, معربا عن استيائه الشديد من قضاء ما يقرب من4 ساعات بالمحطة دون وجود نية لإنهاء الإضراب, وقال: لدي اجتماع هام غدا في الكلية ولو الوضع استمر كدا هضطر أركب أي مواصلة خاصة وبأي ثمن لأنني لست مستعدا لقضاء ليلة أخري في المحطة. وأضاف: اعتدت أن أقضي8 ساعات في كل مرة أسافر فيها إلي بلدي فإن لم يكن هناك إضراب أجد المظاهرات وقطع الطرق.. الوضع أصبح صعبا. وبنظرات بائسة وبنبرة صوت يسيطر عليها الملل, قالت نادية محمود التي تعتزم السفر هي وأخواتها وطفليها إلي سوهاج: قاعدين من8 صباحا كنا جايين القاهرة لزيارة أحد أقاربنا مصاب بمرض السرطان في مستشفي57357 ولم تستغرق الزيارة سوي ساعتين وبقالنا في المحطة أكتر من9 ساعات.. لو مفيش فايدة هنركب أي مواصلة تانية عشان خاطر الأطفال دول ملهمش ذنب وزهقوا من كتر الانتظار. وأضافت: هنشتكي لمين بس ياربي.. هنشتكي الحكومة لأهلها؟!.. ربنا يعوض علينا ويجازينا خير علي الصبر ده..والله الناس تعبت من اللي بيحصل في البلد!. حسبي الله ونعم الوكيل.. بهذه الكلمات بدأ عبده محمد مجندكلامه معلقا علي إضراب سائقي القطارات, مشيرا إلي أنه في انتظار وصول القطار من الساعة6 صباحا للسفر إلي أسيوط للعودةالي معسكره بعدانتهاءاجازته, قائلا: قطعت تذكرة وقاعد مستني مش في إيدي حاجة أعملها, القطار كان المفروض يتحرك2 ظهرا كان زماني وصلت بلدي, ليس أمامي سوي الانتظار ولو استغرق الأمر أيام لأني ليس لدي أقارب في القاهرة ولا أملك سكنا كما أنني أخشي السفر بسيارات خاصة في ظل حالة الانفلات الأمني وانتشار البلطجية وحالة الفوضي المسيطرة علي الطرق. ومن جانبه أبدي أحمد محمد موظف تعجبه الشديد من عدم الإفصاح من قبل المسئولين عن أسباب الإضراب الحقيقية وما إذا كانت هناك نية لانهاء الإضراب والاستجابة إلي مطالب السائقين, قائلا: أعتزم السفر إلي الاسكندرية لقضاء الأجازة مع أقاربي وقضيت ما يقرب من ساعتين بالمحطة دون أن يفكر أحد في إخطارنا بحقيقة الأوضاع ومدة الإضراب.. سايبين الناس كدة عشان يجننوها علي الأقل حد من المسئولين يطلع يفهمنا الاضراب مستمر ولا لأ عشان الناس تعرف راسها من رجليها. وتقول مدام ماري إنها وصلت المحطة منذ الساعة11 صباحا بصحبة والدتها وزوجها للسفر إلي الصعيد, بعد أن تلقت والدتها العلاج اللازم لها بإحدي مستشفيات القاهرة حيث أنها تعاني من أنيميا حادة ونقص في الصفائح الدموية, لافتة إلي أن جلوس والدتها في هذا الجو الحار انتظارا للقطار يمثل خطورة كبيرة عليها, خاصة بعد أن أوصي الطبيب بضرورة توفيرالراحة التامة لها, وأوضحت أن زوجها خرج للبحث عن أي وسيلة مواصلات أخري للتخلص من عناء الانتظار. وأضافت: كما أن الناس يستغلون أي ظرف لترويج الشائعات فتارة نسمع عن ضرب نار وتارة أخري نسمع عن إضرابات ومشاجرات مع سائقي القطارات وبعيون تكاد تبكي من كثرة ما تتحمله من آلام أعربت مديحة متولي ربة منزل عن أسفها الشديد بعد أن أرهقها الانتظار لمدة4 ساعات داخل المحطة للسفر إلي أسوان, قائلة: حضرت إلي القاهرة مع زوجي وابنتي لإجراء عملية في قدمي بإحدي المستشفيات.. رجليا وجعتني قوي ومش قادرة أتحمل وخايفة أمشي القطار يتحرك.. ربنا عالم بحالي أنا مش حاسة برجلي والله مش عارفين نعمل ايه وكل أقاربي في اسوان فكرت أركب تاكسي قالي الأجرة2500 جنيه وصعب عليا أدفع المبلغ دا كله. وناشدت المسئولين بالنظر إلي المواطنين الأبرياء بعين الرحمة وإجبارالسائقين علي العمل, قائلة: أنا إيه ذنبي أتعطل وأتعب وأنا لسة عاملة عملية.. المواطن البسيط أصبح الضحية الأولي والأخيرة!. رابط دائم :