لماذا فشل وزراء التعليم خلال السنوات الماضية في تطوير التعليم في مصر؟ سؤال يطرح نفسه أمام كل المصريين من مثقفين ومتعلمين وأنصاف المتعلمين ولا يجدون الإجابة عليه. رغم أن الإجابة عليه هي الحل السحري لكل مشاكل مصر الاقتصادية والسياسية والعلمية والصناعية لكل القضايا الاجتماعية التي يعاني منها المصريون لأن بناء العقول هو الطريق السليم لبناء دولة حديثة. هذا السؤال يضع عبئا أكبر علي الرئيس محمد مرسي الذي جاء لبناء دولة حديثة وإن كنا نشفق عليه لتولي المهام في ظل دولة مهلهلة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأيضا فقدانها للكثير من قيمها التي حافظ عليها المصريون آلاف السنين فوجدنا من يتطاول علي من هو أكبر منه سنا واختفي الاحترام بيننا حتي وصل الأمر إلي رئيس الجمهورية مع أن احترامنا له ليس معناه عدم نقده وتقديم النصح له وعلينا أن ندرك أن هناك فرقا بين النقد والتطاول لأن التطاول ليس من شيم المصريين ولكنها من شيم أصحاب الأبواق العالية فالصوت العالي هو العنصر الوحيد للتعبير عن الذات وأن السبب الحقيقي في ذلك هو عدم وجود تعليم جيد يبني العقول والقدرة علي الحوار والنقد لأننا للأسف الشديد اعتمدنا في تعليمنا علي الحفظ والتلقين الذي يلغي التفكير نهائيا من الدارسين فكانت النتيجة ما رأيناه من اعراض مرضية اصابت المصريين خلال الأشهر القليلة الماضية. ومن خبرتي التعليمية لأكثر من عشرين عاما أتقدم باقتراح للقائمين علي الدولة المصرية أن يعيدوا النظر في سياستنا التعليمية وأسباب انهيارها وأن يتم اختيار وزير التربية والتعليم بعناية شديدة بغض النظر عن انتماءاته السياسية وانما يكون الهدف في الاختيار هو الفكر والعلم والقدرة علي اتخاذ القرار لا وزيرا منفذا لأوامر الغير وينبغي أن تكون لديه مشروعات علمية واستراتيجيات لتطوير التعليم المصري ووضع روشتة لعلاج المرض المعروفة اعراضه جيدا ولكنه يحتاج إلي مشرط جراح ماهر يستأصل الورم وهذا الجراح هو الوزير المتمكن من أدواته. وأتمني من الدكتور مرسي أن يضع هذا السؤال أمامه كمصري وأستاذ جامعي قبل أن يكون رئيسا لمصر ويحاول أن يجيب عليه والإجابة عليه هي رؤية السياسة المصرية خلال المرحلة المقبلة وأن يكون أول أولوياته بعد مشروع المائة يوم هو مشروع قومي للتعليم يشارك فيه كل المصريين وتلتف حوله كل الأحزاب والأطياف والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني وأن يتم وضع برنامج زمني لتنفيذ المشروع واتمني أن ينسي المصريون خلافاتهم وانتماءاتهم أمام هذا المشروع الأمل الوحيد في مصر حديثه.