لدينا في مصر- بكل أسف- خبراء في التضليل والخداع وكانت لهم سوق رائجة في السنوات الأخيرة عندما ورطوا كل الأطراف سواء النظام السابق حين أوهموه بمتانة بنيانه ورسوخ أقدامه إلا أنه انهار وتبخر بأسرع مما كان يتخيل أحد, كذلك الحال مع الرأي العام في الداخل فأشاعوا روايات التنمية الشاملة والرؤية المستقبلية ومصطلحات كثيرة ثبت زيفها وبطلانها بعد أن تكشفت قضايا الفساد الهائلة وسرقة أموال الشعب علي نحو لم نسمع عنه في أساطير الأولين. في الأيام القادمة تضع مصر حجر الأساس للمستقبل وللدولة المدنية الحديثة, وذلك عند اختيارها لأول رئيس منتخب, بإرادة شعبية حرة في تاريخها علي الإطلاق. وهذا المستقبل المنشود يتطلب بداية وقبل كل شئ مطاردة هؤلاء الخبراء المزيفين الذين يحاولون البقاء علي الساحة بارتداء أقنعة جديدة, ولغة مختلفة لإخفاء هويتهم ومهنتهم الفاسدة, وهذا يفسر تلك الإحصائيات واستطلاعات الرأي حول الانتخابات الرئاسية والموجهة كلها لخدمة أهداف معينة وأشخاص محددين بعيدة عن أي معايير مهنية أو موضوعية وسعيا لترويج احساس كاذب بقوة مرشح معين مما قد يدفع عددا كبيرا من الناخبين للعدول عن الإدلاء بأصواتهم. ونقول: إن هذه الأساليب البالية والقديمة لن تفلح في تشويه تجربة مصرية سوف تذهل العالم عندما يصطف الملايين أمام صناديق الاقتراع ليختاروا الرئيس القادم علي قيادة مصر نحو الأهداف الكبري التي قامت ثورة يناير من أجلها. النتيجة الحقيقية ستظل حبيسة في صدور المصريين حتي يأتي يوم الحسم.