سلمان في رحاب الأزهر

العاهل السعودي يزور المشيخة ويتفقد ترميم الجامع ويناقش مع الطيب مواجهة الفكر الداعشي

في زيارة تعد الأولي من نوعها لعاهل سعودي إلي الأزهر يزور الملك سلمان بن عبد العزيز, الأزهر الشريف, حيث يستقبله فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف, ومن المقرر أن يقوم العاهل السعودي بتفقد الجامع الأزهر للوقوف علي أعمال الترميمات التي تجري به حاليا.
ومن المقرر أن يناقش العاهل السعودي مع شيخ الأزهر توحيد الفتاوي الدينية بين البلدين من أجل مواجهة الأفكار المتشددة التي تستغلها الجماعات الإرهابية في استقطاب الشباب وكيفية التصدي للأفكار المتطرفة من تطوير الخطاب الديني ومواجهة الأفكار المتشددة التي تصدر عن الجماعات الإرهابية وعلي رأسها تنظيم داعش الإرهابي, كما سيتناول اللقاء جهود الأزهر في هذه الشأن من خلال المذهب الوسطي للأزهر.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه علماء الأزهر سعادتهم وترحيبهم, بالزيارة, مشددين علي عمق العلاقات التي تربط بين الأزهر والمملكة العربية السعودية عبر العصور.
ومن جانبه, أكد الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي أن زيارة جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز بمثابة تقدير لدور الأزهر الشريف في ترسيخ الفكر الوسطي وحمل رسالة الإسلام بالفكر السديد إلي العالمين.
وأضاف أن زيارته للجامع الأزهر ومشيخته تأتي تقديرا لجهود هذه المؤسسة الرشيدة التي تجاوزت الألف عام وكل ما تقدم بها الزمان ازدادت شبابا وكلما التف العالم من حولها علاوة علي أن الزيارة رسالة إلي كل من يدعون أن الفكر الإسلامي في الأزهر ليس له قبول في المملكة العربية السعودية وأن المغرضين الذين ينقلون أمثال هذه الشائعات لا يدركون حقيقة الأمور وأن أكثر من80% ممن يدرسون العلوم الإسلامية والعربية بالسعودية من الأزهر الشريف بالإضافة إلي أن من أسس العلوم الإسلامية بالجامعات السعودية في خمسينيات القرن الماضي أزهريون.
وكشف الهدهد عن المشروعات والدعم الذي تقدمه السعودية, خاصة أن التاريخ يؤكد المواقف النبيلة والشريفة لملوك السعودية تجاه الأزهر والمصريين وأن الأزهر جامعا وجامعة يقدر الدعم المادي والمعنوي الذي يقدمه الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين له, وتحمل المملكة بالكامل تكاليف عملية ترميم جامعة الأزهر وبناء أربع كليات للبنات بالقاهرة والأقصر لطب الأسنان والصيدلة والذي من المقرر انتهاء العمل بها بداية العام المقبل.
وفي السياق نفسه, قررت جامعة الأزهر, تعطيل المحاضرات بفرع الدراسة غدا, بسبب زيارة خادم الحرمين الشريفين للجامع الأزهر.
ومن جانبه, أكد الدكتور محمد أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر أن الزيارة تأتي تأكيدا علي أواصر الروابط القديمة بين البلدين وعلي عمق ومتانة العلاقات المصرية- السعودية, مشددا علي أنها ضاربة في أعماق التاريخ, مشيرا إلي قدرة هذه العلاقات القوية والأخوية علي دحر الإرهاب ومواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالأمة العربية والإسلامية.
من جانبها, قالت الدكتورة مهجة غالب عضو مجلس النواب والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة بجامعة الأزهر إن زيارة خادم الحرمين الشريفين تؤكد مكانة الأزهر في قلوب العرب والمسلمين وعمق العلاقات المتميزة بين الأزهر والمملكة وبين علماء جامعة الأزهر وجامعات المملكة, مشيرة إلي أن الزيارة تدل علي التقدير لمؤسسة الأزهر العريقة ودوره العلمي والدعوي في خدمة الإسلام.
بينما أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين من شأنها تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق التام بين الدولتين الشقيقتين لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة العربية.
وأوضح أن اللقاء التاريخي بين الزعيمين من شأنه تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق التام بين القيادتين ونشر المزيد من الاستقرار والأمان في المنطقة العربية, كما أن العلاقات الآن في الجانب الديني توجت بتوقيع اتفاقيات; حيث تم توقيع اتفاقية بين دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف السعودية فحواها إنتاج خطاب إفتائي رصين وضبط الفتوي.
وثمن المواقف التاريخية والقوية للمملكة علي مر التاريخ ووقوفها دائما بجوار شقيقتها مصر خاصة في أوقات الشدائد والمحن, مؤكدا أن مصر لا تنسي مطلقا المواقف التاريخية لشقيقتها المملكة وخاصة عقب ثورة30 يونيو وإعلانها للجميع وقوفها بكل قوة وحزم لدعم شقيقتها مصر.
وقال: نقول لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.. أهلا وسهلا بك في بلدك مصر.. وإلي المزيد من التقدم والازدهار.
ومن جانبه, رحب رئيس المجلس الأعلي للطرق الصوفية وشيخ مشايخها الدكتور عبد الهادي القصبي عضو مجلس النواب بزيارة خادم الحرمين إلي القاهرة ووصفها بالتاريخية والتي تؤكد عمق العلاقات المصرية السعودية قيادة وشعبا.
وأضاف أن تلك الزيارة تعبر عن مدي احترام وتقدير السعودية للقاهرة, مشيرا إلي أن العلاقات الثنائية بين البلدين تعزز من قوة العالم العربي وإرساء الاستقرار والسلام بمنطقة الشرق الأوسط.
محمد ربيع غزالة