أن أكون جزءا من أول25 عاما في عمر الأهرام المسائي حلم تصورته صعب المنال بعد أول فترة تدريب قضيتها هنا أثناء دراستي في قسم الصحافة بكلية الإعلام,9 سنوات أمضيتها بين جنبات هذا البيت وصرت بفضل أساتذتي وزملائي أحد أعضاء أسرته.. يصعب علي الإنسان أن يكتب عن بيته الذي تربي وتعلم فيه, حيث تتزاحم الأفكار وتختلج في الذات المشاعر والمواقف التي عشتها بداخله. 25 عاما مرت علي صدور جريدتنا الغراء المكان الذي التحقت به بعد تخرجي في كلية الإعلام بجامعة القاهرة وجئتها وأنا أتحسس الخطي أملا في نقطة نور داخل مؤسسة يصبو إليها كثيرون, منذ أن عرفت أن الصحافة هي الأهرام. تحقق الحلم وكان علي إثبات جدارتي به, أنا الآن محرر تحت التدريب وهذا يعني أنني أمسكت فقط بأول الخيط, الاستمرار في مدرسة الأهرام ليس سهلا, لحظات اليأس والإحباط لم تكن قليلة, فالتدرب في قسم الحوادث شاق وصعب, ومازلت أذكر كيف عانيت في كتابة أول خبر. لن أنسي أبدا الأيدي الحانية التي مدها إلي أساتذتي وزملائي لأنهل من خبراتهم وكتاباتهم, ولا أتصور بعد مضي9 سنوات أن بوسعي الاستغناء عن تلك الأيدي, العمل في مدرسة الأهرام يدفعك دائما لأن تكون حريصا علي التعلم باستمرار والاستفادة من خبرات الجميع.. أساتذتك وأقرانك وحتي المتدربين الجدد فذلك هو شرط الجدارة بحلم كبير كهذا, والاعتزاز بأن أكون أحد جنود الأهرام المسائي في بلاط صاحبة الجلالة.. كنت شاهدا علي أحداث ثورتين مجيدتين25 يناير و30 يونيو من خلال تغطية ما كان يجري في ميدان التحرير الذي يبعد عن مقر الجريدة بضع خطوات, وهنا كان الاختبار الحقيقي لصحفي تربي في مدرسة الأهرام, فقد كانت لي آرائي وانحيازاتي, ومع ذلك كان الحياد المهني في نقل الحدث والخبر النهج الذي عملت في إطاره دون خروج علي نصه, وفي المقابل كنت أرقب تراجع المهنة فيما تسمي بالصحافة الخاصة حيث كان الرأي يغلف عناوين الأخبار ومتونها.. كل عام يمر في عمر الأهرام المسائي سيكون إضافة إلي ذلك التراكم من المهنية والخبرة النوعية التي تشكلت في الربع قرن الماضي, وكل رجائي أن أظل تلميذا نجيبا في مدرسة الأهرام قادرا علي استعياب المتغيرات التي يمر بها وطننا الحبيب وتقديم الجديد.