إننا اليوم اكثر اصرارا مما كنا علي تقديم خدمة صحفية تتناسب والحالة السياسية الدقيقة التي تمر بها مصر, وهو العهد الذي عاهدت عليه زملائي ممن شاركتهم تأسيس تلك الجريدة يحتفل الأهرام المسائي اليوم بعيده الحادي والعشرين. بينما تحتفل مصر بعد ايام بالعيد الأول لثورة الخامس والعشرين من يناير, وربما يكون من المفيد في هذا اليوم ان نتذكر جميعا ان صدور الأهرام المسائي كان في عام1991 فيما كان الشرق الأوسط يشهد حالة من الضبابية الشديدة بشأن المستقبل, عقب حرب الخليج الثانية, بل ان الحاجة الصحفية لمتابعة الأخبار أول بأول وتقديم تحليل واف كانت المحرك الرئيس لتأسيس جريدة مسائية تقدم خدمة صحفية مميزة لقارئ الأهرام العزيز, من خلال مجموعة من شباب الصحفيين راهن عليهم آنذاك الاستاذ مرسي عطا الله. وكان لي شرف المشاركة مع المجموعة الأولي التي حملت عبء تأسيس تلك الجريدة وهو ما يشعرني دائما بالفخر, فها هي الجريدة التي حلمنا بها تثبت اقدامها عاما بعد الآخر في ظل منافسة صحفية احتدمت خلال السنوات العشر الأخيرة, وجاء تقدير جريدة فوربس لعام2011 ليكون شهادة دولية تؤكد مكانة الأهرام المسائي ضمن افضل42 جريدة عربية. واليوم تستقبل الجريدة عامها الثاني والعشرين, بينما مصر والمنطقة تتقاذفها امواج كثيرة بشأن مستقبل الثورة المصرية, والربيع العربي, وكان الأمل يحدونا جميعا في1991 ان نقدم خدمة صحفية تتناسب والحالة السياسية, التي تمر بها المنطقة. إننا اليوم اكثر اصرارا مما كنا علي تقديم خدمة صحفية تتناسب والحالة السياسية الدقيقة التي تمر بها مصر, وهو العهد الذي عاهدت عليه زملائي ممن شاركتهم تأسيس تلك الجريدة, ومن الزهور الشابة التي اينعت في ظلالها فمنذ توليت مسئولية رئاسة تحرير الجريدة في ابريل من العام الماضي, وانا اسعي جاهدا مع زملائي لتحتل صحيفتنا المكانة التي تستحقها بين الصحف الأخري فالامكانات المادية أو البشرية التي لاتبخل بها مؤسسة الأهرام, والتي تزخر بها الجريدة من صحفيين متميزين لايمكن معها إلا ان تكون الجريدة في مصاف الصحف الأولي في السوق المصرية. واذا كنت عاهدت القراء الاعزاء منذ اللحظة الأولي علي تقديم الحقيقة بمهنية وموضوعية فانني وزملائي اليوم نجدد ذلك العهد احتراما, أولا لقراء الأهرام المسائي الاعزاء وثانيا احتراما لمهنة طالما حلمنا بان نلتحق ببلاطها المقدس, وثالثا احتراما وتقديرا منا لحساسية المرحلة التي تمر بها مصر حاليا ورابعا: احتراما وتقديسا منا لامانة المهنة والكلمة. دامت مصر بأبنائها عفية مستقرة وكل عام وانتم بخير وأسأل الله لي ولزملائي التوفيق وان يجعل العام الجديد لصحيفتنا الغراء عاما يسجله لنا الأهرام المسائي وهو يحتفل كل عام بعيده. [email protected]