ما أعجب ما رأيناه في مصر وكيف أنها قد كانت بالفعل محل مخطط تأمري إرهابي لحرقها والقضاء عليها ولم يكن مايحدث وتشهد عليه ألسنة اللهب التي تصاعدت في سماء القاهرة كصوت نواح علي مصر وعلي مقدراتها التي تحرق بالنيران. الا دليل علي ذلك المخطط كانت بالفعل حالة من العدوان والارهاب وليست حالة تعبير عن خلاف مابين أبناء وطن واحد من المفترض أنهم أشقاء حتي ولو تغربوا عن انفسهم ووصلت بهم المقادير الي حد العداء الأسود لقد رأينا الفتنة التي كنا نسمع عنها أو نقرأ عن ويلاتها وقد حلت بوادي النيل كنا ننظر ما يحدث ونحن غير مصدقين والكثير منا قد ادرك علي الفور أن من يقومون بهذه الافعال والجرائم الشنعاء ليسوا بمصريين ولا حتي أبناء وطن واحد أو حتي عقيدة او دين لكن قد رأينا ما حدث وكيف احرقت مصر لكنها ليس كما كانوا يريدون أو ما كانوا ينوون ويبغون أن تحرق ويفرق شعبها شعبا وأحزابا ويتقاتل أهلها ويشوه تاريخها لكن الواثقون فقط والعارفون ببواطن الأمور وغير الموترين والمرتابين والذين تربوا علي الاصالة والعراقه والذين تعلموا الصبر من نيل مصر كانوا يدركون أن مصر أكبر من ذلك بكثير وان احلام المراهقين من السياسيين والمغامرين والمقامرين والمتاجرين بالدين لا يمكن أنه تقهر دولة بمجد مصر وتجذرها في التاريخ وصناعة حضارة اشرقت علي العالم كله ولا يعرفون مقدار ذلك الشعب الفريد الذي قد ضل البعض منه وأنقلب علي بلده ووطنه ونفر من الحضن الذي تربي فيه لن يجد الدف بعيدا عنه لقد كانوا يتربصون بمصر وينتظرون لحظة الانقضاض عليها ليحققوا احلامهم القديمة أي احلام غيرهم بالقطع وما هم الا أدوات سواء كانوا يعلمون ذلك أم لا يعلمون وقد اخذتهم نشوة الحلم التي طوحت بهم في النهاية الي تلك الحالة الانتحارية التي قضت عليهم قضاء مبرما بالفعل لقد خسروا كل شيء حتي انفسهم لم تكن الكسرة للتنظيم الإخواني داخل مصر فقط بل علي المستوي العالمي ولعل ذلك هو ما يفسر تلك المحاولات المستميتة للاستقواء بالخارج واستعدائه علي مصر علي نحو متناقض وقد تفوح منه رائحة صفقة عفنة قد فضحت الكل وأن موقف أوباما سوف يشكل فضيحة ليس له بل ولأمريكا ككل وليس فقط كإدارة لكن كشعب ايضا وسوف تؤكد تلك الحقائق السياسية الواضحة التي تعلمناها عن السياسة الخارجية الأمريكية هي أنها سياسة هشة وتتسم بالسطحية وعدم العمق وأن الفشل يهرع اليها دائما علي عجل وان السطحية التي هي سمتها ولها النصيب الاكبر منها هي التي يجعلها دائما تمسك بالفتات وترضي به وحتي ذلك الفتات سرعان ما يلتقط من يدها مرة اخري أمريكا.. في هذه العبارة السياسية منذ ان قامت اسرائيل عام1948 حتي ما قبل ذلك هي دائما معبر ووسيلة وليست كما تظهر وتبدو للعالم دولة عالمية ودولة قطب وحيد تتزعم العالم وتقع علي رأسه وان من خلالها لابد وان تفرض السياسة الدولية وانها هي التي يجب ان ترسم وتحدد ملامح النظام الدولي ذلك كله ما يبدو ظاهريا وامام العيان لكن الصانع الحقيقي والمخطط هي اسرائيل التي تجري الآن كل الاحداث والتطورات في المنطقة لصالحها وأنها هي صاحبة الحصاد وليس أمريكا أو الإخوان وكذلك الأوروبيين الذين تعودوا منذ انتهاء الحرب الباردة علي ان يكونوا في ذيل أمريكا وينجرفوا وراءها حتي لو وصلوا إلي حافة الجرف السحيق, ومن المؤكد أنهم سرعان ما سيجدون انفسهم مندفعين وبقوة نحو السفح ذلك هو المشهد النهائي للمخطط المتأصل والذي قد كان الإخوان بالفعل أحد الادوات أو قطع الشطرنج التي يتم تحريكها للحصول علي ما يريدونه وقد عقد أوباما صفقة مع الإخوان بوازع من إسرائيل فقد جعل من حل قضية النزاع الإسرائيلي أحد أولويات أهدافه عندما وصل البيت الابيض وقبل ذلك أي اثناء الحملة الانتخابية وكيف انه قد وعد بحلها وهو حل الدولتين وقد صدقة العرب وهللوا له عندما أتي وفرح العالم كله عندما انتصر علي ماكين ورأوا أن هناك أملا في ذلك الرجل ذي الاصول الأفريقية والذي أتي ليجلس علي رأس الدولة القوية في العالم التي تتحكم في قواعد اللعبة السياسية وقد صرح وقتها بالعديد من التصريحات المسئولة وزار مصر وزار مسجد الملك الحسن وتحدث بلياقة ولباقة عن الإسلام مستشهدا بالعديد من الآيات القرآنية التي وجدت تعاطف كبيرا لدي المصريين لكن سرعان ما انقلب وبدأت تتبدد تصريحاته لأنه قد اصطدم بذلك الحائط أو السور المحصن وهو الوجه الصهيوني لذلك تغيرت لهجته وذلك عندما سئل عن موقفه من القضية الفلسطينية فقال إنه متعاطف مع الشعب الفلسطيني لكنه يقف بقوة وحسم إلي جانب شعب إسرائيل حينئذ انكشف الوجه الحقيقي الذي يخفيه وأن أوباما ليس أفضل من ماكين أو خيرا منه فقد رضعوا الصهيونية مع لبن الأم ورأينا ان قضية الإرهاب وهزيمة بوش في العراق وسوء الصورة الأمريكية امام العالم كانت تحديات قد وعد أوباما بأنه سوف يحلها لكن لم يستطيع لذلك عندما وجد أن هناك فرصا للحل أيا كان ثمنها وأيا كانت الأرضية التي تتم عليها فهو كان لابد وان يقبل وان يرتدي قناعا آخر وهنا ادرك قوة التيار الإسلامي المتشدد الذي كان يتصاعد في الدول العربية في مصر وعلينا الا ننسي ان مغازلة الإخوان قد بدأت بالضغط علي مبارك منذ الانتخابات البرلمانية في عام2005 وكان الشعب قد سأم حكم مبارك فعندما نزلوا الي الانتخابات حصدوا العديد من الاصوات لم يكن ذلك حبا في الإخوان او عن قناعة بهم لكن نكاية في نظام مبارك وأسرع مبارك في المحاولة الثانية للانتخابات إلي توقيفهم بالطرق المعتادة وفي عام2010 ازاحهم تماما وكانت هذه هي الأخطاء التي أدت الي ثورة يناير وكره نظام مبارك لقد رأوا أن الفرصة أتيحت أمامهم لكن ليست بتلك الصورة التي بدت عليها بعد ثورة25 يناير فهم كانوا ومازالوا جماعة محظورة لكنها بعد ثورة يناير أطلق عليها الجماعة المحظوظة وخاضت الانتخابات وأجلت الدستور واستخدم عامل الدين وكان له الدور البارز والحاسم في هذه المعركه ولاسيما لدي البسطاء من الناس وجاء الإخوان إلي الحكم مستغلين كل ما لديهم ورأي الأمريكان والإسرائيلون أن هناك فرصة لعقد صفقة تحل كل مشاكلهم رأوا فيهم فرصة لتصدير الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وإيجاد وطن بديل للفلسطينيين ولاسيما الحمساويين وبذلك يحل ذلك الصراع أو يتحول إلي صراع وخلاف عربي- عربي وفي الوقت نفسه رأي أوباما انه بمساندته لهم وايجاد سبل للالتقاء معهم يمكن ان يجنب أمريكا ومصالحها ويلات عدائهم وما يقومون به من عمليات إرهابية لذلك كان الإخوان بمثابة الكارت الرابح لكنهم في هذه المحاولة كلها قد اغفلوا شيئا واحدا وهي طبيعة مصر كدولة وأيضا شعبها وأنها من الصعب ان تكون كقندهار أو تورابورا حتي وان بدت كذلك في بعض المشاهد التي جرت بعد فض الاعتصامين بميدان رابعة العدوية والنهضة.. أوباما لا يعرف تاريخ شعب مصر وأنه شعب لايمكن إملاء أي آراء عليه وانه يصنع مصيره بيده.. لم يدرك تفرد ذلك الشعب في تركيبته وعاداته وانه شعب هادئ وبسيط وسلسل ومتسامح لكن عندما يغضب ويثور يصيح كالطوفان الجارف رأينا ذلك في25 يناير و30يونيو والأيام التي تلتها وكيف رأي العالم أكبر تسونامي بشري غاضب يخرج لمقاومة ورفض رئيس وجماعة فشلت وكان لابد وان يكون الفشل نصيبها وأرادت ان تفرض نفسها علي شعب ذي إرادة حرة وهو الذي أتي بها لكن سرعان ما اكتشف اهدافها وميولها وان لا مكان للوطن لديها ولا للشعب ولا الموروث وان الدين لديها له معني آخر مختلف جماعة ارادت ان تفرض وصايتها علي شعب حر فخرج عليها بكل مؤسساته وبكل ما يمتلك من موروث ثقافي وديني عريق واكتسحتها لكنها قد لجأت إلي العنف والإرهاب وانقلبوا علي أعقابهم وزوروا الحقائق الواضحة وضوح الشمس وتحدوا ارادة الشعب والجيش وصموا آذانهم لم يسمعو الا لصوتهم وتخاريف بعض من صاروا عبيدا للمال والسلطان لذلك غلظت رقابهم وتصلبت وراحوا يحرقون ذلك الشعب ويقتلونه لكن لم يكن يدركون ولعلهم قد ادركو الان ان مآلهم الي الزوال وانهم لو استمعوا لصوت العقل ما وصلنا الي ما وصل عليه الحال الآن لقد خسر أوباما الصفقة ومعه إسرائيل وكذلك الحمساويون وذلك ما يفسر لنا موقفه المهين ومحاولة إرجاع ما ذهب وقضي عليه وهو يشاهد بين رأسه ما يحدث الآن لقد سالت دماء وحرقت ممتلكات ومقدرات لكن تلك ضريبة نعلمها وندفعها ونحن راضون غير متذمرين لأن مصر فوق الجميع بقيت وستبقي إلي يوم الدين هي وشعبها في رباط لقد خسر أوباما الرهان وفشل المشروع الأمريكي الصهيوإخواني وانتحر الإخوان بين شقي رحي الخديعة والهوان. دكتوراه في العلوم السياسية [email protected] رابط دائم :