قال الدكتور مصطفى حجازي، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، إن قضية الإرهاب قضية ثقافية بالدرجة الأولى وليست سياسية. وأضاف حجازي، خلال حواره ببرنامج "الحدث المصري" المُذاع عبر شاشة "العربية الحدث"، مساء الأحد، أن زيادة توتر الإرهاب من علامات زواله. وأوضح المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، أن الإرهاب زال في التسعينيات بدعاء الأمهات والآباء وليس بسبب قبضة الأمن، لافتا إلى أن مصر أمام إرهاب يضعف وتوتره يزيده شراسة. وأشار مصطفى حجازي، إلى أن قرار الحكومة باعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية قرار عملي ومنطقي جدا، مشددا على أن ما كان يحدث في ميدان رابعة العدوية من قبل اعتصام أنصار جماعة الإخوان ليس إرهابا ولكنها بقاع كانت تنتج الإرهاب. وأكد "حجازي"، أن رئاسة الوزراء استخدمت حقها في اعتبار "الإخوان" كمنظمة إرهابية، منوها في الوقت نفسه بأن هناك قوى خارجية ترى الوضع المصري وفقا لمصالحها الشخصية. وقال إن مصر أكثر معرفة ودراية من القوى الخارجية بواقع ما تشهده. وأكد أنه من المقرر أن تكون هناك زاوية قانونية لتدعيم قرار الحكومة باعتبار "الإخوان" منظمة إرهابية، بالإضافة إلى زاوية شعبية راسخة تؤكد وتدعم قرار اعتبار الجماعة "إرهابية". وأوضح المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، أن ما تشهده مصر من تفجيرات وأعمال عنف يندرج تحت مظلة الإرهاب، مطالبا بضرورة معرفة الفرق بين حق المتظاهر والتعبير عن الرأي وحق المجتمع في الأمن. وأكد الدكتور مصطفى حجازي، أن تحقيق العدل بالمجتمع لا يعني بالضرورة تقييده وتنظيم الحريات يحافظ عليها ولا ينتقص منها، منوها إلى أن الحرية بها ضيق وسعة في نفس الوقت رغم أنف الجميع. وطالب حجازي، بضرورة ردع من يتاجر بإنسانية البشر، لافتا إلى أن منتحلي النبل السياسي في حالة من النفاق المجتمعي، مشددا على أن الرئيس المؤقت عدلي منصور كان حريصا على تمثيل جميع فئات المجتمع في جلسات الحوار الوطني. وتابع: "قطاع الشباب كان ممثلا وبقوة ضمن جلسات الحوار الوطني، ومؤسسة الرئاسة لم تتدخل في فرض وجهة نظر معينة خلال جلسات الحوار الوطني والشعب هو صاحب القرار، وسيكون هناك إعلان رئاسي ملزم يعقب عملية الاستفتاء على مشروع الدستور". وقال مصطفى حجازي، إن المصريين يكتبون كتاب الثورة وحق المكلية الفكرية والوطنية تعود للشعب وحده وليس لقطاع بعينه. وأوضح أن من بارك الثورة كان له الدور الأكبر في نجاحها دون تقليل من المشاركين فيها، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الصراع في مصر ليس صراعا سياسيا وإنما صراع الماضي مع المستقبل. وأشار الدكتور مصطفى حجازي، إلى أن من يتصور أنه يمتلك حق الوصايا على المجتمع فهو "سارق" لحلم هذا الشعب بقصد أو بدون قصد، وأن أي شخص يعتقد أنه يمكنه الحكم بالإدارة دون إرادة الشعب فهو "مخطئ". وتابع: "جميع الشباب الذين ظهروا على الساحة منذ 25 يناير وحتى 30 يونيو لابد أن يجمعهم إطارا فكريا وطنيا، ونعاني فكريا منذ حرب 1967 بسبب العبث الفكري بعقول الشباب، والهوية الدينية تشتت الوطن والعبث بهوية أي وطن ينتهي إلى كائنات ممسوخة". وشدد مصطفى حجازي علي إن منصبه في الدولة يمعنه من الإدلاء بآرائه الشخصية. وأوضح أن هناك ثفافة حاكمة للمؤسسات الإعلامية لكن هناك من يخرج عنها. وقال المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، أن مصر شهدت فترة طويلة في ظل ما يعرف باسم "الديمقراطية الممسرحة"، حيث كان هناك نظام مستبد ينفرد بأدوار البطولة وخلق أحزاب كارتونية خادمة لمصلحته. وأكد الدكتور مصطفى حجازي، أن الهدف من الديمقراطية هو التعبيرعن الشعب ب"صدق"، لافتا إلى أن لقاء جمعه مع شباب حركة تمرد قبيل ثورة 30 يونيو طالبهم فيها بأن يتركوا التاريخ يحكم ولا ينسبوا الفضل لأنفسهم.