قالت مصادر رئاسية وعسكرية وأمنية لوكالة"الأناضول" للأنباء، في تصريحات متطابقة، إن الجيش سيتولى تأمين محافظة بورسعيد الاستراتيجية المضطربة خلال الساعات المقبلة. وقال محمد فؤاد جاد الله، مستشار الرئاسة المصرية للشؤون القانونية، لمراسلة "الأناضول"، إن "الرئاسة تتجه لتحميل القوات المسلحة مسئولية تأمين محافظة بورسعيد، بشكل أكبر من الوضع الحالي". ويتواجد الجيش في بورسعيد وبقية مدن قناة السويس، السويس والإسماعيلية، منذ اندلاع العنف الاحتجاجي بين الشرطة ومحتجين في تلك المدن يناير الماضي، ولكن مهامه تقتصر على تأمين المنشآت العامة ومجرى قناة السويس. ولم يوضح المستشار القانوني طبيعة المهام الجديدة التي قد توكل للجيش ليمارس دورًا أكبر في المحافظة. وأوضح جاد الله أن الرئاسة ناقشت عدة سيناريوهات للخروج من الأزمة القائمة في بورسعيد، وأن الرئيس محمد مرسي يتابع تطورات الأحداث لحظة بلحظة عبر تقارير أمنية، فضلاً عن تقارير دورية علي مدار اليوم من الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، عن الوضع في المجرى الملاحي العالمي المهم. ولفت جاد الله إلي أن السيناريو الأقرب للتنفيذ هو أن تتولي القوات المسلحة مسؤولية تأمين محافظة بورسعيد خاصة، وأن الرئيس أعطى الجيش حق الضبطية القضائية منذ الاستفتاء على الدستور ديسمبر الماضي، وتستمر حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية المقررة إبريل المقبل. في الوقت ذاته، قال العميد أيمن حلمي، مدير المركز الإعلامي بوزارة الداخلية، إن القوات المسلحة ستتولي تأمين بورسعيد بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة. وأضاف ل"الأناضول" أن الوزارة ستصدر خلال أيام قليلة خطة أمنية لتأمين كافة المنشآت العامة وضبط الأمن في الشارع؛ استعدادًا لفتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية المقرر لها يوم 22 أبريل المقبل. في الوقت ذاته، قال مسؤول عسكري، لمراسلة "الأناضول"، إن هناك احتياطيًّا من القوات موجود على مداخل المحافظة جاهز للتحرك إلى الشوارع حين صدور الأوامر لها بذلك. وعقد الرئيس المصري، مساء الإثنين، اجتماعًا موسعًا مع محمد إبراهيم وزير الداخلية، وقيادات أجهزة أمنية وعسكرية لبحث آخر تطورات الأوضاع بالمناطق التي تشهد عنفًا احتجاجيًّا بين معارضين للرئيس والشرطة، خاصة في محافظة بورسعيد ومحافظة الدقهلية الواقعة شمال مصر، ومحيط ميدان التحرير بقلب القاهرة. وقالت مصادر رئاسية إن الرئيس طالب وزير الداخلية بأن تلتزم قوات الشرطة بضبط النفس لأقصى درجة وعدم استخدام العنف حتى لا تتفاقم الأمور. ويشهد محيط مديرية أمن بورسعيد منذ صباح اليوم تجدد المواجهات بين قوات الشرطة ومئات المحتجين؛ حيث يلقي المتظاهرون عليها الحجارة والمولوتوف، فيما تلقي الشرطة قنابل مسيرة للدموع وتطلق أعيرة مطاطية وطلقات خرطوش بحسب مراسل "الأناضول" بالمحافظة.