طرحت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، اليوم الأثنين، تساؤلاً حول ما إذا كان الربيع العربي يستحق ما دفعته الشعوب العربية من ثمن، وما عانته من أجل الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية المترسخة منذ عقود طويلة، والتي كان يظن أصحابها أنهم خلقوا ليسودوا وأن السلطة لن تزول من أيديهم أبدا. واعتبرت المجلة الأمريكية، في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني، أن الثمن الذي قد يدفع لتذوق طعم الحرية قد لا يعد ولا يحصى، ولكنه يبدو من الصعب تحديد الثمن الحقيقي لثورات الربيع العربي، التي اندلعت في العام الماضي، والذي يتمثل في أعداد القتلى بشكل يومي والتدهور الاقتصادي، وتدهور مستوى المعيشة، وتفشي الجريمة وغيرها من الأشياءالتي قد تكون جزءا بسيطاً من الثمن الذي يدفع من أجل نيل الحرية. وأشارت المجلة إلى أن كل بلد سيقيم علي طريقته حصيلة خسائره الثورية، فعلى سبيل المثال في ليبيا نرى تزايد أعداد القتلى نتيجة الحرب الأهلية، وفي مصر تتفاقم التوترات السياسية بين الفصائل المختلفة، كما أن اليمن كان في طريقه إلى الفشل والتدهور الاقتصادي قبل الربيع العربي،أما في سوريا الثمن الذي ما زال يدفع حتى الآن والذي لن يأتى بفوائده في الوقت الراهن ولكن على المدى طويل هو الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من النازحين، إضافة إلى الانهيار الاقتصادي الوشيك. وأوضحت المجلة أن فوائد ثورات الربيع العربي، كافة لن تشعر بها أى دولة إلا على المدى الطويل، وقالت: حتى الآن لم تظهر أى نتائج ملموسة. وأعربت المجلة عن اعتقادها بأن البعض يرى أن الربيع العربي لم يكن ليستحق كل هذا على الأقل حتى الآن، نظرا لحنين البعض في ليبيا إلى العقيد الراحل معمر القذافي بسبب استمرار أعمال القتل هناك كما تقول المجلة، الأمر نفسه الذي ينطبق على مصر. وأشارت المجلة إلى أن الإجابة عن السؤال المطروح سلفا تعد إجابته أكثر تعقيدا في اليمن حيث الأزمات التي اندلعت في اليمن عقب الربيع العربي من القتال ضد تنظيم القاعدة، والصراع في السلطة مابين الرئيس اليمنى الجديد عبد ربه منصور، هادى وفلول أو بقايا النظام السابق من أجل السيطرة على السلطة، كل ذلك يجعل إنهاء هذه الفوضى صعب ويضع البعض في ترقب لكيفية انتهاء هذا الصراع. وأكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية - في ختام تعليقها - أن الأمر أو حتى مجرد الإجابة عن السؤال لن يكون بمثل هذه السهولة في سوريا، حيث تعتقد أن الإجابة ستكون لا، نظرا لما دفعه الشعب السوري من ثمن باهظ نتيجة للحملة القمعية الوحشية التي شنها الرئيس السوري بشار الأسد وقواته على الشعب السوري، والتي لن تتوقف حتى تنهى كل شىء.