الظاهر والأزبكية هي إحدي دوائر الحسابات والمناورات الحزبية المعقدة وتحديدا بين الحزب الوطني وحزب الوفد, فقواعد اللعبة تحتم علي الحزب الوطني أن يسعي للحصول علي أغلبية كاسحة. والوفد يسعي بقوة لاقتناص أكبر عدد من المقاعد من حزب الأغلبية تحت القبة, حتي يثبت الوفد بعد أن هبت عليه رياح التغيير والتطوير أنه ند قوي لحزب الاغلبية في الشارع المصري. وقد جاء التنازل المفاجيء عن الترشيح للدكتور هاني سرور ليزيد المعركة الانتخابية في الظاهر اشتعالا علي مقعد الفئات, وبعد أن كان حزب الأغلبية في مأزق كبير ويدرس عدة سيناريوهات لهذه الدائرة أولها وأهمها الدفع بنائبه القبطي خالد الاسيوطي الذي حصل علي المقعد من خلال إنتخابات تكميلية قبل بضعة أشهر خاصة وأن الحزب لا يفرق بين مسلم او قبطي من أبنائه. وأن الفيصل بينهما القدرة علي حشد أصوات الناخبين بصرف النظر عن ديانته, إلا أن حزب الأغلبية كان يفكر في سيناريو آخر فرضه عليه حزب الوفد حينما أعلن عن مرشح من العيار الثقيل وهو نائب الدائرة السابق ورجل الأعمال العائد طوعا إلي مصر رامي لكح والذي سبق له في انتخابات مجلس الشعب2000 تسجيل رقم قياسي جديد لم تشهده دوائر القاهرة كافة حينما حصل علي ثمانية آلاف وخمسمائة صوت من أصل12 ألف ناخب ذهبوا الي صناديق الاقتراع, في هذا الوقت وكان الدكتور هاني سرور قد تقدم للترشيح في المجمع الانتخابي فكر حزب الاغلبية في الدفع به في مواجهة لكح, ولكن تنازله عن الترشيح أعفي الحزب الوطني من حسبة برما واستقر علي خالد الاسيوطي كمرشح للدائرة وسيقف خلفه بكل ثقله بما يعطي التنافس علي هذا المقعد قمة الإثارة والمتعة لأن المتنافسين في النهاية قبطيان ومن يفوز فيهما تدعيم للديمقراطية من الحزبين الكبيرين, لذلك فسوف تشهد هذه الدائرة حرب تكسير عظام بين الأسيوطي ولكح والتي تحكمها عدة مشاهد, الأول حدث قبل عدة أشهر في مطار القاهرة من تدفق آلاف المواطنين الذين جاء معظمهم من أهالي الظاهر لاستقبال رامي لكح عند عودته من الخارج والثاني والذي جاء في نفس التزامن تقريبا عندما رشح الحزب الوطني خالد الاسيوطي كمرشح قبطي شاب في إنتخابات الدائرة التكميلية ونجح بدعم الحزب في الحصول علي المقعد, أما المشهد الثالث والأخير هو أن الانتخابات الحالية علي هذا المقعد سوف يتحكم فيها كبرياء المال وإرادة الناخبين الذين سوف يفاضلون بين مرشحين قبطيين وهذا هو الأهم لأن الفائز الحقيقي في هذا التنافس هو الديمقراطية وتأكيد روح الوحدة الوطنية بين شقي الأمة بشكل واقعي وبعيد عن الشعارات والجمل الطنانة.