دخلت معركة الرئاسة الأمريكية أمس مرحلة جديدة من الحسم, حيث وقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني لأول مره وجها لوجهه في أول مناظرة تلفزيونية بينهما جرت فجر اليوم, وسط استطلاعات للرأي تؤكد تقدم أوباما في الولايات المتأرجحة التي ستحدد مصير الفائز في الانتخابات الرئاسية المقرره في6 نوفمبر المقبل. واعتبر محللون أمريكيون أن تلك المناظرة التي تأتي ضمن ثلاث مناظرات مقرره بين المرشحين بمثابة الفرصة الأخيرة للمرشح الجمهوري ميت رومني الذي تعرض لضغوط كبيره من قبل المعسكر الجمهوري ليقوم بأداء قوي خلال المناظرة لمحاولة إحداث تحول في حملته الانتخابيه التي شهدت عدة انتكاسات خلال الفترة الأخيرة كان أبرزها عندما وصف رومني, في فيديو مسرب نشر علي الانترنت,47% من الأمريكيين بأنهم ضحايا لا يدفعون الضرائب ويعيشون عالة علي الحكومة. كما تعتبر المناظرة فرصة لرومني لإزالة الصورة المتكونه عنه لدي بعض الأمريكيين علي أنه ذلك الرجل الثري الذي لا يشعر بهموم الطبقة الوسطي. وفي حادثة وصفها الجمهوريون بأنها ضربة لحملة المرشح الديمقراطي, خرج جو بايدن نائب الرئيس بتصريح فيه قدر كبير من إساءة التعبير عندما قال قبل ساعات من إجراء المناظرة إن الطبقة الوسطي الأمريكية دفنت علي مدي السنوات الأربع الأخيرة, وهو التصريح الذي تلقفه المعسكر الجمهوري واصفا إياه بأنه اعتراف مذهل من بايدن يدل علي أن سياسات أوباما اضرت بالاقتصاد. وكان بايدن قد صرح أمس الأول أمام تجمع انتخابي, تعليقا علي محاولات الجمهوريين زيادة الضرائب علي الطبقة الوسطي, هذا أمر شديد الأهمية. كيف يبررون زيادة الضرائب علي الطبقة الوسطي التي دفنت علي مدي السنوات الأربع الأخيرة؟ كيف بالله عليهم يمكنهم تبرير زيادة الضرائب عليها وتلك التخفيضات الضريبية؟ وحاولت حملة أوباما تبرير تصريح بايدن قائلة أنه كان يقصد سياسات الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش التي امتدت آثاره السلبية علي الاقتصاد خلال فاترة تولي أوباما, ولكن حملة رومني استغلت تلك السقطة معتبرة أنها اعتراف علي فشل أوباما في التعامل مع الملف الاقتصادي. ويشار إلي أن المناظرة استغرقت90 دقيقة وعقدت في جامعة دنفر بولاية كلورادو الساعة السابعة مساء بتوقيت الولاياتالمتحدة و الواحدة بتوقيت جرينتش, وشاهدها نحو60 مليون شخص. وفي غضون ذلك, بدأ أمس الناخبون الأمريكيون في ولاية أوهايو التصويت مبكرا في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.