السيسي: «النيل» يشكل المصدر الرئيسي للمياه في بلادنا بنسبة تتجاوز 98%    استقرار أسعار الخضروات في سوق العبور اليوم الأحد 13 أكتوبر    استقرار أسعار اللحوم اليوم الأحد 13 أكتوبر    وزير الإسكان يتابع أعمال تطوير المناطق الصناعيةبمدن العبور والعاشر وبدر    السعودية تستنكر قرار إسرائيل بمصادرة مقر للأونروا في القدس    حادث قطار المنيا..«الصحة»: لا يمكن الجزم بالوضع الصحي الدقيق للمصابين    إنفوجراف| حالة الطقس المتوقعة غدًا الإثتين 14 أكتوبر    فى إطار المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان القومى للمرأة ينظم المحاكاة البنكية «تحويشة فى بنك» بقرى كفر الشيخ    رسائل تفتيش الحرب المهمة وتحية لأبطال القوات الجوية    فى حضور نخبة من الخبراء.. نحلل: قراءة استراتيجية لخريطة الصراع فى المنطقة    العرابي: دول إفريقيا تثق في جهود مصر من أجل تعزيز السلم والأمن    سلطات الاحتلال الإسرائيلي تشدد من إجراءاته العسكرية في الضفة    الزمالك يواجه إيسترن كومباني وفريق زد ودياً اليوم    وكيل القندوسي يكشف تطورات أزمة اللاعب في الأهلي وحقيقة عرض الزمالك    مواعيد مباريات الأحد 13 أكتوبر 2024.. إنجلترا في دوري الأمم ومنافس مصر    من الميلاد حتى الاستشهاد.. السادات أشجع الشجعان بطل الحرب والسلام.. للسادات وجوه كثيرة    خبير لإكسترا نيوز: محطة قطارات بشتيل تأتى ضمن تنمية الصعيد    تشريح جثامين زوجين وأبنائهم الثلاثة المتوفين في حادث تسرب غاز بالعاشر من رمضان    رئيس جامعة القاهرة يصدر قرارات لشغل عدد من المناصب القيادية الأكاديمية    موعد مباراة إنجلترا وفنلندا في دوري الأمم الأوروبية والقناة الناقلة    مواعيد مباريات اليوم الأحد 13 - 10 - 2024    إصابة 5 أشخاص فى تصادم ميكروباص مع سيارة نقل بطريق رأس غارب    مصرع سيدة وإصابة 14 آخرين إثر انقلاب ميكروباص فى حدائق أكتوبر    الفريق أسامة ربيع يتابع مستجدات استراتيجية تطوير المناطق الاقتصادية بالسعودية    لأول مرة .. تامر عاشور وأحمد سعد وعزيز مرقة نجوم تشارك بمهرجان الموسيقى العربية    لهذا السبب.. جان رامز يتصدر تريند "جوجل"    إعلام إسرائيلي: نقل 11 جنديا من المنطقة الحدودية مع لبنان إلى المستشفيات    الصحة: الدفع ب23 سيارة إسعاف إلى موقع حادث قطار المنيا ورفع درجة التأهب الطبي    أسعار الأسمنت اليوم الأحد 13-10-2024 في محافظة البحيرة    إسرائيل تحت وابل من 320 صاروخًا خلال "عيد الغفران"    إيقاف حركة القطارات على خط الصعيد    الأوراق المطلوبة لاستخراج القيد العائلي وخطواته إلكترونيًا لعام 2024    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الأحد 13-10-2024 في محافظة البحيرة    الخارجية الروسية: بريكس لن تكون أبدا تحالفا عسكريا    القرآن الكريم| نماذج من البلاغة في كتاب الله    عالم أزهري: إعصار ميلتون هو جند من جنود الله ضرب أمريكا    خبير أمن معلومات يكشف أسباب انتشار تطبيقات المراهنات في مصر (فيديو)    خمسة لطفلك| أمراض الخريف الشائعة للأطفال وطرق الوقاية منها    خالد الغندور يكشف كواليس فشل مفاوضات الزمالك لضم محمود ممدوح من حرس الحدود    خالد الغندور يكشف حقيقة مفاوضات الأهلي مع عدي الدباغ    سكان فلوريدا يعيدون بناء حياتهم بعد ميلتون    اقتربت من هدفك.. حظ برج الجوزاء اليوم 13-10-2024    مقتطفات من حفل سيارا وباستا وميسي أليوت بالسعودية (صور)    تامر عاشور يوجه رسالة لجمهوره بعد حفله في الإمارات    اللهم آمين| من دعاء الصالحين ل «الفرج والرزق والشفاء»    الاحتلال يستخدم روبوتات لتفجير منازل في غزة    قد تؤدي إلى التسمم.. 5 أطعمة ممنوع حفظها في باب الثلاجة    إلهام شاهين: سعيدة جدًا بلقب نجمة العرب عن مجمل أعمالي (فيديو)    الدبوماسي محمد غنيم يسلم أوراق اعتماده كسفيراً لمصر في فنلندا    «الأزهر»: نسعى لإدخال الروبوتات الجراحية وتقنيات الذكاء الاصطناعي ل«المستشفيات»    نجم الأهلي السابق: عمر كمال أفضل من لاعب منتخب مصر    إنفوجراف.. حصاد جامعة أسيوط خلال أسبوع في الفترة من 4 حتى 10 أكتوبر 2024    استعدادًا لفصل الشتاء.. «المصري اليوم» ترصد مخرات السيول في القاهرة والجيزة    «الأزهر»: إنسانية الغرب قد «ماتت»    الصحة تكشف تفاصيل المرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل    بحضور وزير الأوقاف.. "القومي للمرأة" ينظم ورشة عمل "القادة الدينين وبداية جديدة لبناء الإنسان"    تحديد محاكمة المتهمين بسرقة 1179 تابلت مملوكين لوزارة التربية والتعليم    تصل ل 9100 جنيه.. تفاصيل زيادة أسعار الانتقال بسيارات الإسعاف والفئات المعفاة منها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نافذة على الصحافة العالمية..
أطفال اللاجئين .. والعلاج بالقراءة
نشر في الأهرام اليومي يوم 17 - 06 - 2019

بعد أن سلبتهم رحى الحرب براءتهم وحرمتهم من أن يعيشوا حياة هادئة أجبروا خلالها على تجرع آلام الجوع ومعاناة النزوح من مكان إلى آخر وفقد أقاربهم وأحبائهم وحرمانهم من حقوقهم الأساسية كالتعليم وتلقى الخدمات الصحية اللازمة لهم، بات أطفال اللاجئين يعانون ندوبا وأمراضا نفسية قد تستغرق سنوات، وربما عقودا للشفاء منها، مثل صعوبات النطق ،والسلوك العدوانى، والقلق الاجتماعى،والاكتئاب، والانتحار، وهو الأمر الذى دفع العديد من المنظمات الإنسانية إلى القيام بتجربة جديدة للحد من الأضرار النفسية التى ألمت بهؤلاء الأطفال من خلال علاجهم بالقراءة، ومساعدتهم على مواجهة الصدمات التى تعرضوا لها.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تقوم فيه العديد من المنظمات الإنسانية بمهام شاقة مثل توفير الغذاء والمأوى والإغاثات الطبية للملايين من اللاجئين وهى خدمات تعد بمثابة شريان الحياة بالنسبة لهم. غير أن العاملين في المجال الإنسانى لم يكتفوا بذلك، بل بذلوا المزيد من الجهود لمعالجة المشكلات المتعلقة بالصحة النفسية لللاجئين وخاصة أبناءهم، فهؤلاء الأطفال خاضوا غمار هذه الحرب القاسية رغما عن أنفهم، ولذلك فقد كشفت التجارب المؤلمة للعديد منهم عن مدى تأثيرها على صحتهم البدنية والنفسية، كما كشفت عدد كبير من الأبحاث أن الأحداث الصادمة والمتكررة التى يتعرض إليها الأطفال فى وقت مبكر من عمرهم وشعورهم بعدم إمكانية استعادة الهدوء مرة أخرى لحياتهم، تتسبب فى عدم نمو عقولهم بصورة صحيحة وهو ما يعرف فسيولوجيا باسم «الإجهاد السام».
أحد الكتب التى تخصصها المنظمة لمساعدة اطفال اللاجئين
وقد سلط تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الضوء على منظمة «نحن نحب القراءة» وهى منظمة غير ربحية مقرها الأردن تعمل على علاج اللاجئين السوريين المقيمين فى مخيم الزعترى، من خلال برنامج يعتمد على القراءة بصوت عال فى الأماكن العامة المخصصة لها، كما أنها توفر الكتب المكتوبة خصيصا لهذا السياق التى سيتم قراءتها لهم فيه.
ويعد العلاج بالقراءة من أهم الأساليب العلاجية الحديثة التى عرفت مؤخرا، والتى تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية لدى هؤلاء الأطفال، ويمكن استخدامها كعلاج رئيسي لحالات الاضطرابات النفسية، علاوة على ذلك، فإنها تعتبر خيارا منخفض التكلفة ويأتى بنتائج مثمرة.
ويشير التقرير إلى تلقى منظمة « نحن نحب القراءة» منحا من كل من منظمتى «اليونيسيف» و»الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية»، لاعتماد برنامج تجريبي للقراءة لأطفال اللاجئين السوريين فى مخيم الزعترى بالأردن ،بالإضافة إلى كافة مخيمات اللاجئين السوريين الأخرى، إلى جانب ذلك أيضا تطبق منظمة «اليونسيف» برامج تعمل على الربط بين التعليم والصحة النفسية والاجتماعية لدى الأطفال، مما يدل على زيادة الوعى بمخاطر ما يعرف ب «الإجهاد السام» الذى أصاب العديد من أطفال اللاجئين وتأثيره على صحتهم العقلية والنفسية.
على الجانب الآخر، أشاد المتخصصون فى مجال العلاج النفسى للأطفال ببرنامج العلاج بالقراءة، فتقول ألكسندرا تشين، إخصائية مجال الصدمات النفسية بجامعة هارفارد الأمريكية، إن هذا البرنامج يوفر مساحة للتعليم في البيئات المهملة نظرا للطريقة التي تم تصميمه بها ويعمل على تعزيز العلاقة الصحية بين الآباء وأطفالهم من خلال القراءة معا، مما يحسن العلاقة بينهما، كما يساعد على إمكانية التكيف مع الثقافات المختلفة والاستجابة لاحتياجات الأطفال الخاصة».
أما ديما آمسو عالمة الأعصاب في جامعة براون فترى أن برنامج «نحن نحب القراءة» يعمل على تحفيز الوظيفة الإدراكية للأطفال والقدرة على تنظيم عواطفهم، والتى كان لها أكبر تأثير على الأطفال الذين تعرضوا لصدمات عديدة، وأن من بين أهم الفوائد التي تم تحديدها ليست معرفة القراءة والكتابة فحسب بل تأثيرها على الصحة العقلية لديهم، خاصة فيما يتعلق بالقلق والتعامل مع الغضب.
ومن جانبها، ترى رنا دجانى مؤسسة منظمة «نحن نحب القراءة» أن رواية هذه القصص للأطفال تجعلهم يتعلمون كيفية التعامل مع التحديات التى تواجههم، كما تؤكد أن قراءة الكتب تكون باللغة الأم التى تعد أمرا ضروريا لبناء الثقة والشعور بالهوية، وهي صفات مهمة للتطور الصحى لأى شخص، وأنها ذات أهمية قصوى لبناء القدرة على صمود الأطفال الذين يتعاملون مع الصدمات.
وتضيف دجانى أن غرس حب القراءة هو أمر مهم للغاية للصحة النفسية والاجتماعية، فعندما تعرف من أنت لن تضيع، كما أن القراءة تخلق علاقة صحية بين الاطفال ومقدمى الرعاية.
وتعد رشا المصري - 30 عاما - وهي سفيرة لمنظمة «نحن نحب القراءة» - والتى فرت من سوريا عام 2014 نموذجا للمعلم الذى يعالج الأطفال بالقراءة.
فقبل بضعة أشهر، بدأت رشا في عرض القصص على الأطفال مرتين فى الأسبوع فى إحدى المراكز الاجتماعية القريبة من مخيم الزعترى فى الأردن، وقد لاحظت بالفعل حدوث تغييرات للأطفال الذين يواظبون على الحضور باستمرار وتجاوزهم المخاوف الناجمة عن الأحداث اليومية التى يعيشونها والآثار المتبقية من الصراع.
وتقول رشا: «كان يوجد طفل يبلل فراشه ليلاً لأنه كان يخشى الذهاب إلى الحمام بمفرده، ولم يكن والداه يعرفان سبب ذلك، ولكن بعد عدة جلسات من القراءة توقف عن ذلك، فالمشكلة الجذرية هى عدم التحدث بصراحة وهو ما ساعدته جلسات القراءة فى التغلب عليه.
وتضيف رشا: «إن الأطفال لم يتمكنوا من التحدث عن مخاوفهم، إلا بعد أن تمت قراءة هذه القصص لهم».
ولم يقتصر الأمر على منظمة «نحن نحب القراءة» لمساعدة أطفال اللاجئين السوريين نفسيا، قفد قامت منظمة « ميرسى كوربس« وهى منظمة إنسانية تعمل منذ عام 1979 على مساعدة المحتاجين فى الأماكن التي تتعرض للأزمات باعتماد برنامج مخصص للمراهقين المتأثرين بالأزمة السورية الهدف منه تعزيز التنشئة الاجتماعية الصحية في أماكن آمنة ، من خلال أنشطة مثل الرياضة والشطرنج، والتعليم أو التدريب على مهارات مثل التكنولوجيا والنجارة ، لمساعدتهم على تحقيق أحلامهم والاستعداد لمستقبلهم.
كما تعمل لجنة الإنقاذ الدولية أيضا على توفير التعليم فى مرحلة الطفولة المبكرة للاجئين فى سوريا والعراق ولبنان والأردن، بالإضافة إلى إقامة شراكة مع «شارع السمسم» وهى سلسلة تليفزيونية أمريكية تهدف إلى تعليم هؤلاء الأطفال الألوان والأرقام والحروف بطريقة ممتعة ومفيدة. وسوف يركز الموسم الأول على «الأبجديات الإنجليزية» لمساعدة الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية ،بالإضافة إلى توفير الأدوات التعليمية الخاصة بهذه الأنشطة.
وأخيرا يمكن القول إن الجهود المبذولة لتحقيق هذه الأهداف تسير ببطء، فالتدخل الإنسانى لم يفعل ما يكفى بعد لبناء قدرة الأطفال على مواجهة ظروفهم الصعبة، وهو ما يتطلب مزيدا من تضافر جهود المنظمات الإنسانية لتوفير الدعم النفسي والاجتماعى لهؤلاء الأطفال، واعتماد برامج ذات جودة عالية تتم تحت إشراف أكاديمى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.