فى محاولة لتهدئة عاصفة المعارضة التى باتت تهدد مستقبلها السياسي، تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى بإجراء المزيد من المفاوضات حول اتفاق الخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى «بريكست»، محذرة معارضيها من أن تغيير القيادة سيعرض البلاد لخطر تأجيل المفاوضات و البريكست، وذلك فى الوقت الذى أكدت فيه تقاير إخبارية أن عدد الخطابات المطلوبة لسحب الثقة من ماى أوشك على الاكتمال وسط توقعات بالتصويت على إقالة رئيسة الوزراء خلال الأسبوع الحالي. وأكدت ماى فى لقاء مع شبكة «سكاى نيوز» البريطانية أنها ستذهب إلى بروكسل ،وستلتقى برئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، مؤكدة أن المفاوضات مازالت مستمرة، وقالت إنها لن تقبل باتفاق الانسحاب حتى تحصل على ما حددته من نقاط بشأن العلاقات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبى .وأكدت رئيسة الوزراء البريطانية أن الأيام السبعة المقبلة فى عملية خروج البلاد من الاتحاد الأوروبى ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل بريطانيا. وتابعت أنها لاتريد أن ينتهى الموقف بتأجيل البريكست أو أن يحاول الناس منعه من الحدوث. وحول مساعى المحافظين لسحب الثقة من حكومتها، أوضحت ماى أنها على حد علمها أن عدد الخطابات المقدمة حتى الآن للجنة كبار المحافظين والمعروفة باسم «لجنة 1922»، لم يصل بعد إلى الرقم المطلوب وهو 48 خطابا ، وحذرت فى الوقت نفسه من أن تغيير رئيس الحكومة سيجعل المفاوضات أكثر صعوبة. وفى الوقت نفسه ذكرت صحيفة « صنداى إكسبريس» البريطانية أن كبار «المحافظين» المؤيدين للخروج « الخشن» والمعارضين لاتفاق ماى الأخير مع الاتحاد الأوروبى ، يعقدون حاليا اجتماعات سرية لتحديد المرشح المناسب لخلافة ماى فى رئاسة الحزب. وقالت مصادر مطلعة للصحيفة إن العديد من أعضاء الحزب المحافظ يخشون من أن عدم تغيير قيادة الحزب سيفتح الباب أمام جيمى كوربين زعيم حزب العمال اليسارى لرئاسة الحكومة ومن ثم فإن الإطاحة بماى و إحلالها بمرشح من داخل الحزب ضرورة من أجل احتفاظ المحافظين برئاسة الحكومة. وأشارت» صنداى إكسبريس» إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد الخطابات التى قدمها النواب لسحب الثقة من ماي، إلى الرقم المطلوب اليوم الاثنين، وسط توقعات بأن يجرى الاقتراع أواخر الأسبوع الحالي. وفى سياق متصل، أكد جيريمى كوربين زعيم حزب العمال المعارض إن إجراء استفتاء ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى خيار للمستقبل وليس للوقت الحالي. وقال كوربين لشبكة سكاى نيوز «إنه خيار للمستقبل وليس خيارا للوقت الراهن لأننا إذا أجرينا استفتاء غدا فعلى أى شيء سيكون؟ ماذا سيكون السؤال المطروح»؟.