تمر هذه الأيام الذكرى السبعون لقيام دولة إسرائيل على خلفية سياسية إمبريالية تحت ستار الدين، وقد بدأ التسلل اليهودى مبكرا إلى فلسطين أيام الحكم العثمانى باستغلال فساد هذا الحكم عن طريق دفع الرشاوى للمسئولين العثمانيين نظير الالتفاف حول قرار السلطان عبد الحميد بمنع الاستيطان اليهودى فى إسرائيل، كما استعان هؤلاء المهاجرون بدعم قناصل الدول الأوروبية. وقد بدأت الهجرة الصهيونية الأولى عام 1882 على يد جماعة اسمها حركة بيلو التى استطاعت إقامة اثنتى عشرة مستوطنة، ثم انطلقت الموجة المعروفة باسم «أحباء صهيون 1882 1903» من روسيا بعد اغتيال الكسندر الثانى واتهام اليهود بالمشاركة فى اغتياله، ثم استمرت الهجرات بعد ذلك كلا منها مرتبط بتغييرات اقتصادية وسياسية وعسكرية فى أوروبا بلغت ست هجرات حتى الحرب العالمية الثانية واستمرت حتى قيام الدولة عام 1948، ثم الهجرة السابعة بعد ذلك. وحتى هذه الأثناء بدأت الشخصيات الصهيونية فى الظهور وتكاتفت لإثراء الفكرة الصهيونية بأوروبا والتى تبلورت حتى أصبحت مشروعا استيطانيا هدفه إقامة كيان يهودى داخل فلسطين، ومن بين هؤلاء تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية العالمية الذى تنبأ عام 1897 بقيام دولة إسرائيل بعد خمسين عاما وتحقق ذلك وقال اليهود عنه انه (المسيح المنتظر) الذى سيعيد اليهود لأرض الميعاد، وأسس هرتزل جمعية لتنظيم وتشجيع المهاجرين وشراء الأراضى والاستيطان فى فلسطين، وقسم المستوطنين إلى فئات وحدد ساعات العمل بسبع ساعات على دفعتين. أما الشخصية الثانية فهى (ترودو) الذى كان يبشر بأن الصهيونية هى اليهودية، وأن فلسطين تستطيع استيعاب جميع اليهود حتى 15 مليونا وسيكون هؤلاء المهاجرون حملة المدنية والتحضر لتصل إلى نهر الفرات ويعتبر ترودو ضمن الذين ساهموا فى بناء ودفع الحركة الصهيونية. أما «جابوسنكى» فكانت أفكاره توسعية، ويرى أن الدولة اليهودية لاحدود لها ويأسف لكون الحدود الشمالية لأرض إسرائيل لم تجد الحل المرضي، أما عن الحدود الشرقية فهو يرى أن شرق الأردن الذى أوجده الانتداب البريطانى غير قانونى، ويجب تصفيته لأنه جزء متمم لأرض إسرائيل، وكان يعلن أنه يتحالف مع الشيطان لتحقيق قيام الدولة اليهودية على ضفتى الأردن ضمن الحدود التوراتية القديمة، وهذا لايتحقق إلا بحد السيف. أما مهندس دولة اليهود فهو حاييم وإيزمان الذى حث المجتمع اليهودى على التريث وممارسة سياسة هادئة على خطوات تحقق الممكن .. وكان رأيه البدء بدولة صغيرة تعيش فى سلام مع جيرانها حتى يمكن أن تضمن الحركة الصهيونية قيام دولة يهودية لها حدود واضحة معترف بها دوليا، وكان تصوره فى عام 1919 لحدود الدولة هو امتدادها من جبل لبنان إلى الحدود المصرية، ومن البحر إلى الخط الحديدى للحجاز، وبالإعلام المرتب استطاع التأثير على القيادة البريطانية لإعلان وعد بلفور. أما الشخصية التالية فهو «ديفيد بن جوريون» وهو أخطر وأعتى وأنشط وأصلب رواد الصهيونية على الإطلاق، وكانت عقيدته أن دولة يهوذا قد قضى عليها بالنار والحديد والدم ولابد أن تعود للحياة بالنار والحديد والدم، كان مبدأه هو الغاية تبرر الوسيلة، وأقام دولة إسرائيل واستقطب اليهود من الشتات، وبالرغم من وفاته مازالت إسرائيل تسير على وصاياه التى يمكن ان نطلق عليها الوصايا العشر الثانية، أما جولدا مائير فكانت زعيمة لحزب الهستدروت عام 1940 ودعت لقيام دولة إسرائيل واشتركت فى المفاوضات مع بريطانيا حتى قيام الدولة، وأصبحت رئيسة لوزراء إسرائيل بعد وفاة ليفى أشكول. د. عادل وديع فلسطين تمر هذه الأيام الذكرى السبعون لقيام دولة إسرائيل على خلفية سياسية إمبريالية تحت ستار الدين، وقد بدأ التسلل اليهودى مبكرا إلى فلسطين أيام الحكم العثمانى باستغلال فساد هذا الحكم عن طريق دفع الرشاوى للمسئولين العثمانيين نظير الالتفاف حول قرار السلطان عبد الحميد بمنع الاستيطان اليهودى فى إسرائيل، كما استعان هؤلاء المهاجرون بدعم قناصل الدول الأوروبية. وقد بدأت الهجرة الصهيونية الأولى عام 1882 على يد جماعة اسمها حركة بيلو التى استطاعت إقامة اثنتى عشرة مستوطنة، ثم انطلقت الموجة المعروفة باسم «أحباء صهيون 1882 1903» من روسيا بعد اغتيال الكسندر الثانى واتهام اليهود بالمشاركة فى اغتياله، ثم استمرت الهجرات بعد ذلك كلا منها مرتبط بتغييرات اقتصادية وسياسية وعسكرية فى أوروبا بلغت ست هجرات حتى الحرب العالمية الثانية واستمرت حتى قيام الدولة عام 1948، ثم الهجرة السابعة بعد ذلك. وحتى هذه الأثناء بدأت الشخصيات الصهيونية فى الظهور وتكاتفت لإثراء الفكرة الصهيونية بأوروبا والتى تبلورت حتى أصبحت مشروعا استيطانيا هدفه إقامة كيان يهودى داخل فلسطين، ومن بين هؤلاء تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية العالمية الذى تنبأ عام 1897 بقيام دولة إسرائيل بعد خمسين عاما وتحقق ذلك وقال اليهود عنه انه (المسيح المنتظر) الذى سيعيد اليهود لأرض الميعاد، وأسس هرتزل جمعية لتنظيم وتشجيع المهاجرين وشراء الأراضى والاستيطان فى فلسطين، وقسم المستوطنين إلى فئات وحدد ساعات العمل بسبع ساعات على دفعتين. أما الشخصية الثانية فهى (ترودو) الذى كان يبشر بأن الصهيونية هى اليهودية، وأن فلسطين تستطيع استيعاب جميع اليهود حتى 15 مليونا وسيكون هؤلاء المهاجرون حملة المدنية والتحضر لتصل إلى نهر الفرات ويعتبر ترودو ضمن الذين ساهموا فى بناء ودفع الحركة الصهيونية. أما «جابوسنكى» فكانت أفكاره توسعية، ويرى أن الدولة اليهودية لاحدود لها ويأسف لكون الحدود الشمالية لأرض إسرائيل لم تجد الحل المرضي، أما عن الحدود الشرقية فهو يرى أن شرق الأردن الذى أوجده الانتداب البريطانى غير قانونى، ويجب تصفيته لأنه جزء متمم لأرض إسرائيل، وكان يعلن أنه يتحالف مع الشيطان لتحقيق قيام الدولة اليهودية على ضفتى الأردن ضمن الحدود التوراتية القديمة، وهذا لايتحقق إلا بحد السيف. أما مهندس دولة اليهود فهو حاييم وإيزمان الذى حث المجتمع اليهودى على التريث وممارسة سياسة هادئة على خطوات تحقق الممكن .. وكان رأيه البدء بدولة صغيرة تعيش فى سلام مع جيرانها حتى يمكن أن تضمن الحركة الصهيونية قيام دولة يهودية لها حدود واضحة معترف بها دوليا، وكان تصوره فى عام 1919 لحدود الدولة هو امتدادها من جبل لبنان إلى الحدود المصرية، ومن البحر إلى الخط الحديدى للحجاز، وبالإعلام المرتب استطاع التأثير على القيادة البريطانية لإعلان وعد بلفور. أما الشخصية التالية فهو «ديفيد بن جوريون» وهو أخطر وأعتى وأنشط وأصلب رواد الصهيونية على الإطلاق، وكانت عقيدته أن دولة يهوذا قد قضى عليها بالنار والحديد والدم ولابد أن تعود للحياة بالنار والحديد والدم، كان مبدأه هو الغاية تبرر الوسيلة، وأقام دولة إسرائيل واستقطب اليهود من الشتات، وبالرغم من وفاته مازالت إسرائيل تسير على وصاياه التى يمكن ان نطلق عليها الوصايا العشر الثانية، أما جولدا مائير فكانت زعيمة لحزب الهستدروت عام 1940 ودعت لقيام دولة إسرائيل واشتركت فى المفاوضات مع بريطانيا حتى قيام الدولة، وأصبحت رئيسة لوزراء إسرائيل بعد وفاة ليفى أشكول. د. عادل وديع فلسطين