فوجئ العالم مؤخرا بخبر أن صاروخا بالستيا «فرط صوتي» أطلقه الحوثيون من اليمن أصاب تل أبيب ، الصاروخ أحدث دويا دوليا أضعاف ما كبده للكيان من خسائر ليست بالغة ، والسبب أنها ثالث عملية نوعية يهدد بها الحوثيون قلب إسرائيل ، بعد قصف إيلات واستهداف تل أبيب بعدة مسيرات ، وكعادة كل عملية للحوثى بالعمق الإسرائيلي تخلق علامات استفهام نفشل فى فك طلاسمها ، ولعلها أكثر غموضا حول عملية الصاروخ الفرط صوتى. بداية نتعرف بشكل مبسط على الصاروخ الفرط صوتى ، هو صاروخ ينطلق بسرعة تفوق سرعة الصوت بين 5 و25 ضعفاً ،مستخدما تقنية متطورة لا تمتلكها دول كثيرة ، وتتصدر روسيا والصين وأمريكا الدول المالكة لتلك التقنية ، مع محاولات إيران وكوريا الشمالية لامتلاك تلك الأسلحة ، إذن يصبح سهلا معرفة من أين حصل الحوثى على تلك الأسلحة ، لكن إذا كان الحوثى ومن خلفه قادرا على تشغيل هذا الصاروخ بتلك الدقة ألم يكن قادرا على إحداث إصابات تهز تل أبيب هزا ؟ لنصل إلى سؤال مهم وغريب : هل الحوثى ومن خلفه معنيون فى المقام الأول بالقضية الفلسطينية وضحايا الإبادة الهمجية فى غزة ؟!، فلو كان هذا صحيحا لكان لتلك الهجمة الفرط صوتية خسائر تدفع مجرمى الحرب الصهاينة لحلحلة الموقف من الحرب ،ليبقى السؤال: هل هذه الهجمة جاءت ثأرا ومساندة للفلسطينيين أم رسالة تحذير لتل أبيب ألا تقترب من حزب الله التابع لطهران فى أتون حرب بمخاضها الأخير ؟! ونصل للسؤال المحير: كيف وصل صاروخ الحوثى لقرب تل أبيب ولم يتم رصده ، أين أقمار التجسس الإسرائيلية والأمريكية التى تعربد فى سماء المنطقة ، وأين أحدث الرادارات بالقطع البحرية الأمريكية والغربية بمياه البحر الأحمر، وأين أحدث الرادارات بالأراضى الإسرائيلية خاصة بصحراء النقب والذى يقولون إنه يرصد «دبة النملة» كيف فشل كهذا فى رصد صاروخ الحوثى منذ إطلاقه لحين وصوله للأراضى الإسرائيلية مع فشل اعتراضه؟! تساؤلات كانت وستظل حائرة، ولا عزاء لدماء شهداء غزة الأبرار ضحايا حسابات إقليمية وداخلية لا ذنب لهم فيها.