كل سنة وأنت طيب.. المولد النبوي الشريف .. حلاوة المولد.. يعنى استهلاك آلاف الأطنان من السكر والمكسرات.. كل سنة وأنت طيب.. عيد الفطر المبارك .. يعنى استهلاك آلاف الأطنان من الدقيق والسمن والسكر.. كل سنة وأنت طيب شم النسيم .. يعنى استهلاك آلاف الأطنان من الأسماك المملحة ..كل سنة وأنت طيب .. شهر رمضان المبارك ..يعنى استهلاك آلاف الأطنان من الياميش والدقيق وخلافه .. كل سنة وأنت طيب.. رأس السنة الميلادية .. يعنى شراء زينة وبابا نويل ..عادات مكتسبة ولها مذاقها الخاص وتشعرنا جميعاً بالفرحة والبهجة ولكن هل الزمن يسمح بمواصلة الاحتفالات بالمناسبات بنفس القدر من الإنفاق على سلع المواسم..اعتقد أنه حان الوقت لتغيير الثقافات خاصة أن معظم سلع المواسم مستوردة من الخارج وهو ما يجعلنا جميعاً نقف مع أنفسنا لنعيد تقييم ثقافة الاستهلاك ونركز فقط على الأساسيات.. حجم الإنفاق والاستهلاك فى المواسم كبير جداً .. من الممكن الحفاظ على العادات فى المواسم ولكن من الممكن أيضا أن نركز على تخفيض حجم الاستهلاك لتكون كميات الاستهلاك قليلة ولا ترهق الأسرة قبل الدولة.. أسعار حلاوة المولد هذا العام كانت فلكية والغالبية العظمى تقوم بالشراء وهى تشتكى من غلاء الأسعار .. لا أريد أن أتحدث عن مقاطعة شراء سلع المواسم ولكن أطالب فقط بترشيد الاستهلاك للتخفيف عن الحكومة من زيادة حجم الاستهلاك على سلع أساسية مثل السكّر والزيوت والدقيق.. نستطيع ترشيد الاستهلاك ونستطيع تغيير ثقافة بعض المواسم لأنها عادات موروثة..الحقيقة التى يجب أن نتوقف عندها هى أن أسعار السلع على مستوى العالم أصبحت مرتفعة .. والمتابع لحركة البيع والشراء بالأسواق الخارجية سيكتشف أن التقارير الصادرة من جهات رسمية دولية تؤكد أن حركة الاستهلاك بمعظم دول العالم فى تراجع نتيجة لارتفاع الأسعار وقلة الإنتاج والمعروض وهو ما يفرض علينا أن نعيد الحسابات فى عملية الاستهلاك لاستعادة توازن حركة البيع والشراء مع الحفاظ على مستوى الأسعار.. تعديل ثقافة الشراء خاصة فى المواسم سيساعد على عدم حدوث أزمات فى السلع ويساعد أيضا على استقرار الأسعار وكل عام والجميع بخير.. وتحيا مصر.