سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبد الحميد الثاني | السلطان العثماني الذي منع اليهود من دخول فلسطين.. وتحدى رئيس الوكالة اليهودية القصة الكاملة لصراع السلطان عبد الحميد الثاني مع الصهيونية
- كيف أكرمت الدولة العثمانية اليهود.. وكيف خانوها ؟! - لماذا منع السلطان ، اليهود من دخول فلسطين ؟! - هل تعرف وثيقة رفض السلطان عبدالحميد الثاني بيع فلسطين ؟! كانت اللحظة التي حسمت فيها المعركة لصالح السلطان العثماني "سليم الأول" في شمال حلب عام 1516 ، بدء تاريخ جديد ، دخلت به غرب آسيا جميعها بما فيها بلاد الشام بفلسطينها وقدسها في نطاق الإمبراطورية العثمانية واستمر ذلك حتى نهاية الحرب العالمية الأولى ، حيث حملت الدولة العثمانية على عاتقها هم القدس الشريف ، وما يحوم حوله من مخاطر. ومثلما أخذ السلطان "سليمان القانوني" يوجه اهتماماً مميزاً للمدينة ، وبالرغم من أن مدينة القدس تحمل هويتها الثابتة بخصوصيات مدنية ونفسية نوعية، فيها الانفتاح والتعددية وذلك العتق الإيماني المرابط. ، فعمرها ، وشيد فيها الأسوار والمبانى والقلاع ، كان للسلطان عبد الحميد الثاني ، نصيب الأسد ، فى مواجهة الصهيونية. ولقد كان للسلطان "عبد الحميد الثاني" الفضل الأكبر فى محاربة الصهيونية من أبناء الدولة العثمانيه ، حث أنه لم يثر الجدل حول شخصية عالمية بمثل ما ثار حول شخصية السلطان عبد الحميد الثاني. ومن الأمور المعروفة بشكل كبير في الوطن العربي هي قصة رفض السلطان عبدالحميد الثاني بيع فلسطين لرئيس الوكالة اليهودية "ثيودور هرتزل" الذي حاول لقاء السلطان عبد الحميد الثاني في يونيو 1896 لإقناعه بالسماح لليهود الهجرة إلى فلسطين مقابل سداد ديون الدولة العثمانية بشكل كامل ، وكيف كان رد السلطان عليه. لذا ، تحاول جريدة "الشعب" فى هذا التقرير أن نستعيد ما فعله السلطان العثمانى ، كى يبقى محافظًا على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من التهويد. القائد المحنك الذي أخّر سقوط الدولة العثمانية وجعل الإسلام جُل همه فقد اتصف الرجل بصفات قيادية فذة أهلته لأن يجعل من قضية الإسلام همه الأول ومن إنقاذ الدولة العثمانية في عهدها الأخير من براثن الأعداء في الخارج ومن المتغربين في الداخل شغله الشاغل، وكان هذا سر الحملة الظاهرة التي شنها الأعداء لتشويه صورته وتدمير قيادته التي كانت بمثابة خلافة المسلمين. لقد برهن السلطان عبد الحميد الثاني أنه قادر على إدارة دفة الدولة في مرحلة من أخطر المراحل التي مرت بها الدولة العثمانية، وقد أظهر هذا الرجل حنكة جعلته الرجل الذي أخّر سقوط الدولة العثمانية ربع قرن في وقت كان سقوطها أُمنية عالمية بدءًا باليهود والأقليات الحاقدة والدول الاستعمارية وانتهاء بالمنظمات والشخصيات التي تغلغلت في جسد الدولة العثمانية وأصابت منها مقتلاً. ولقد تمت مبايعة السلطان "عبد الحميد الثاني" للخلافة في 9 من شعبان 1293ه/ 31 من أغسطس 1876م، وكان في الرابعة والثلاثين من عمره، وتولى العرش مع اقتراب حرب عثمانية روسية جديدة، وظروف دولية معقدة، واضطرابات في بعض أجزاء الدولة، خاص في البلقان. وكانت الأطماع الأوروبية على أشدها بالإضافة إلى الأطماع اليهودية في فلسطين وكان عليه مواجهة هذه الأطماع، ويلاحظ بوضوح المؤمرات اليهودية الأوربية التي تتستر باسم الصليب والتي تهدف إلى القضاء على الخلافة العثمانية وتمزيقها والسيطرة عليها عسكريًا واقتصاديًا والعمل على إقامة دولة يهودية على أراضي فلسطين . اليهود في فلسطين.. أكرمتهم الدولة العثمانية فخانوها ! لقد تمتع اليهود في فلسطين التي كانت خاضعة للحكم العثماني، وفي أماكن أخرى بقسط وافر من الحرية الدينية،لم تكن من نصيبهم في أي بلد أوربي، ففي خلال الحكم العثماني لم تتخذ أي إجراءات رسمية تستحق الذكر تناهض اليهود أو تميز بينهم وبين السكان، بعكس ما ذاقوه من ألوان العذاب في معظم الدول الأوربية. وتبدأ علاقة اليهود بالدولة العثمانية عندما أهدى تتار بلاد القرم للسلطان سليمان القانوني في القرن الخامس عشر الميلادي فتاة يهودية روسية كانوا قد سبوها في إحدى غزواتهم، فتزوجها السلطان سليمان القانوني وأنجبت له بنتا، فما أن كبرت تلك البنت حتى سعت أمها اليهودية لتزويجها من رستم باشا، ثم إمعانًا منها في الغدر تمكنت من قتل الصدر الأعظم إبراهيم باشا ونصبت صهرها بدلاً منه، ثم قامت بتدبير مؤامرة أخرى استطاعت بها أن تتخلص من ولي العهد مصطفى ابن السلطان سليمان من زوجته الأولى ونصبت ابنها سليم الثاني وليًا للعهد. في ذلك الزمن كان اليهود قد تعرضوا للاضطهاد في الأندلس وروسيا وتشرد الكثير منهم هربًا من محاكم التفتيش، فتقدمت تلك اليهودية من السلطان وسعت لديه بالحصول على إذن لهم بالهجرة إلى البلاد، وبالفعل استقر قسم منهم في أزمير، ومنطقة أدرنة، ومدينة بورصا والمناطق الشمالية والغربية من الأناضول، وبعد استقرارهم في الدولة العثمانية، طبقت الحكومة عليهم أحكام الشريعة الإسلامية حيث تمتعوا في ظلها بقدر كبير من الاستقلال الذاتي وفي الواقع أن يهود أسبانيا لم يجدوا المأوى فقط في تركيا العثمانية بل وجدوا الرفاهية والحرية التامة بحيث أصبح لهم التسلسل الهرمي في الدولة إذ تغلغلوا في المراكز الحساسة منها مثل دون جوزيف ناسي، وغيره وتمتع يهود أسبانيا بقدر كبير من الاستقلال وأصبح رئيس الحاخامات مخولاً له السلطة في الشئون الدينية والحقوق المدنية، حيث إن مراسم وقرارات هذا الحاخام كانت تصدق من قبل الحكومة إلى درجة تحولت إلى قانون يخص اليهود. لقد تمتع اليهود بكل الامتيازات والحصانات بموجب قوانين رعايا الدولة، ووجدوا السلم والأمان وحرية الوجود الكامل في الدولة العثمانية ، لكنهم استغلوا عطف الدولة العثمانية عليهم فانتهزوا الأوضاع التي كانت تمر بها الدولة العثمانية للضغط على السلطان عبد الحميد لإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، حيث كانت ديون الدولة حوالي 252 مليون قطعة ذهبية، وهو مبلغ كبير بمقياس ذلك العصر، وبرغم ذلك كان السلطان حريصًا طوال عهده على عدم الاستدانة من الخارج إلا في أضيق الحدود. ووقف السلطان عبد الحميد الثاني ضد هذه الهجرات اليهودية بالمرصاد، وحاول منعها بكل ما أوتي من قوة، وكان قرارًا جريئًا منه في فترة كانت الدولة العثمانية يطلق عليها رجل أوروبا المريض، ورغم ذلك رفض كل الضغوط الدولية، والإغراءات اليهودية للسماح لهم بالهجرة إلى فلسطين. الرجل الشجاع الذي رفض دخزل اليهود لفلسطين قام اليهود ببعض الهجرات إلى أرض فلسطين في عام 1881 و1882م - 1896م، واستطاعوا تنظيم بعض المستعمرات ، حينئذ شعر السلطان عبد الحميد الثاني بهذا الخطر، فأبلغ المبعوث اليهودي "أوليفانت" أن باستطاعة اليهود العيش بسلام في أية بقعة من أراضي الدولة العثمانية إلا فلسطين. وأرسل السلطان مذكرة إلى متصرف القدس "رءوف باشا" يطلب منه أن يمنع اليهود الذين يحملون الجنسيات الروسية والرومانية والبلغارية من الدخول إلى القدس، كما أبلغ قناصل الدول الأوروبية في اسطانبول بقرار الحكومة العثمانية بمنع اليهود الروس خاصةً من استيطان فلسطين . السلطان عبد الحميد وهرتزل أرسل "تيودور هرتزل" رسالة إلى السلطان عبد الحميد الثاني يعرض عليه قرضًا من اليهود يبلغ عشرين مليون جنيه إسترليني، في مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ومَنْح اليهود قطعة أرض يقيمون عليها حكمًا ذاتيًّا. ولعل العبارة الشهيرة للسلطان عبد الحميد الثاني التي يقول فيها "والله لو أعطيتموني كنوز الأرض ذهبًا لن أتنازل عن شبر واحد من فلسطين" ن قد اختصرت هذه الكلمة حجم الصراع المحتدم بين السلطان عبد الحميد والصهيونية التي لطالما حاولت إقناعه بشتى الأساليب والوسائل للحصول على إذنه للسماح لهم بالاستيطان في فلسطين، ولكنه رفض الموافقة على ذلك، الأمر الذي كلفه عرشه بفعل الاتفاق الذي تم بين الصهيونية وبعض رموز الدولة العثمانية. وقد رفض السلطان عبد الحميد الثاني هذا العرض رغم احتياج الدولة العثمانية إلى الأموال، ورد على "هرتزل" قائلاً: "انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع ، إني لا أستطيع أن أتخلَّى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها، وروتها بدمائها، فليحتفظ اليهود بملاينيهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يومًا فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن ، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علىّ من أن أرى فلسطين قد بُتِرت من الدولة الإسلامية، وهذا أمر لا يكون ، إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة". التخطيط الصهيوني للاستيلاء على فلسطين تبين الوثائق والمصادر التاريخية أن عبد الحميد الثاني كان على علم تام بالخطط الصهيونية تجاه فلسطين منذ 1882 بعد بدء الجماعات اليهودية بعقد اجتماعات سرية في بعض الدول الأوروبية والقيصرية الروسية من أجل تأسيس دولة يهودية تجمعهم وتراثهم وثقافتهم ودينهم ولغتهم في فلسطين. وكان المحرك الأساسي لهذه المؤتمرات والاجتماعات المفكر اليهودي ثيودر هرتزل الذي كتب كتاب الدول اليهودية بتاريخ 14 فبراير 1896 وبين فيه أن "اليهود قومية بلا وطن، ولا تحل قضيتهم إلا من خلال وطن جامع لهم ولا بد أن يكون هذا الوطن في أرض الله الموعودة "فلسطين" وإن لم ننجح بأخذ فلسطين يمكن أن يكون وطننا في أوغندا أو الأرجنتين ولكن لا بد أن يكون موعدنا في فلسطين الأرض التي وهبنا إياها الرب". كما بين "ثيودور هرتزل" ضرورة بذل كل الجهود من أجل إنجاح خطة تأسيس دولة يهودية في فلسطين، ولتحويل خطته النظرية إلى عملية.
وقام "ثيودور هرتزل" بتاريخ 29 أغسطس 1897 بدعوة اليهود في جميع أنحاء العالم إلى الاجتماع في مدينة بال السويسرية لمناقشة قضية الوطن اليهودي وفي نهاية المؤتمر اتفق المجتمعون على ضرورة جعل فلسطين الوطن اليهودي الخالد والأبدي". ومن أجل تحقيق هذا الهدف اتخذ المؤتمر بعض القرارات مثل:- تشكيل المنظمة اليهودية العالمية بقيادة ثيودر هرتزل لتجميع اليهود في جميع أنحاء العالم تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين اتخاذ السبل وجميع التدابير اللازمة للحصول على تأييد دول العالم للهدف اليهودي وتبنيه تشكل الجهاز التنفيذي "الوكالة اليهودية" لمتابعة تنفيذ قرارات المؤتمر وفي ذلك الحين كان السلطان عبدالحميد الثاني ملما بكل الإجراءات التي يقوم بها "ثيودور هرتزل" وذلك لأن السلطان كان يملك أقوى جهاز استخباراتي في ذلك الوقت، ولحماية فلسطين من الهجرات اليهودية أصدر السلطان عبد الحميد الثاني عام 1876 مذكرة قانونية بعنوان "مذكرة الأراضي العثمانية" أو كما هي في اللغة العثمانية "عثمانلي أراضي قانوني" وحسب هذه المذكرة القانونية منع السلطان عبد الحميد الثاني بيع الأراضي العثمانية وخاصة الفلسطينية لليهود منعًا باتًا وجهز وحدة شرطة خاصة للقيام بهذا الأمر ومتابعته، كما خصص السلطان أوقاتًا محددة وقصيرة لليهود الراغبين في زيارة فلسطين. وثيقة رفض السلطان عبدالحميد الثاني بيع فلسطين رأى "هرتزل" أن السلطان عبد الحميد الثاني عائق كبير أمام الأهداف الصهيونية بفلسطين فقرر التحرك دبلوماسيًا والعمل على إقناع عبد الحميد الثاني بكل الوسائل للحصول على وطن في فلسطين، ومن أجل الحصول على فرصة للقاء السلطان عبد الحميد حاول إقناع صديقه نيوزلينسكي ذو العلاقة الحسنة والطيبة مع السلطان عبد الحميد الثاني بالتوسط له لدى السلطان للقائه، قبل عبد الحميد الثاني وساطة نيوزلينسكي وقدم وصديقه هرتزل في يونيو 1896 والتقوا بالسلطان عبد الحميد الثاني، وكان السلطان يحرص على توثيق جميع اجتماعاته ولقاءاته. بدأ هرتزل قوله بتعبيره عن خالص احترامه وتقديره للسلطان الكبير عبد الحميد الثاني ومن ثم تطرق إلى موضوع فلسطين قائلًا "إن الأمة اليهودية ومنذ زمن طويلة تتعرض لأقوى وأبشع أنواع الذل والاستحقار والإقصاء، ومن أجل تخليصها من أنواع العذاب الشرسة هذه، فإن كل ما نريده هو قبولكم لهجرتهم لفلسطين لا لشيء سوى إنقاذهم من التمييز البشع الذي يتعرضون له في أوروبا والقيصرية الروسية وأتعهد لكم في مقابل قبولكم هذا بسداد جميع ديون الدولة العثمانية وحتى تزويد الميزانية والخزينة العثمانية بفائض عن حاجتها". فرد عليه السلطان العثماني بالقول "لا أستطيع بيع حتى ولو شبر واحد من هذه الأرض، لأن هذه الأرض ليس ملك لشخصي بل هي ملك للدولة العثمانية، نحن ماأخذنا هذه الأراضي إلا بسكب الدماء والقوة ولن نسلمها لأحد إلا بسكب الدماء والقوة والله لإن قطعتم جسدي قطعة قطعة لن أتخلى عن شبرٍ واحد من فلسطين". ويقال بأن "هرتزل" قد زار إسطنبول مابين 1896 إلى 1902 أكثر مرة وأفنى كل مابوسعه من أجل الحصول على موافقة عثمانية بالسماح لليهود بالهجرة لفلسطين ولكن دون جدوى. ويقال ايضا ً بأن السلطان عبدالحميد أمر بتشديد الإجراءات الأمنية على فلسطين وأمر بتشديد الإجراءات الأمنية على تنفيذ قانون "الإرادة الثانية" الذي صدر عام 1883 والذي نص على جعل 80% من أراضي فلسطين أراضي وقف تابعة للدولة و20% أرض ملك خاص، ومن ضمن هذه الأراضي الخاصة كانت عائلة سرسق اللبنانية تمتلك 0,3% منها أي 0,3% من مساحة فلسطين كاملة وباعت عائلة سرسق هذه الأراضي لليهود بشكل غير مباشر وتمكن اليهود من الحصول على أول قطع أرض بشكل رسمي من خلال عائلة سرسق.