عرضت في السابق ما قامت به الدول الغربية المتحالفة مع الصهيونية العالمية بإتباع خطة خداع استراتيجي للعرب والفلسطينيين وذلك بإعلان وعد بلفور واقتطاع فلسطين من الشام وفرض الانتداب البريطاني عليها ومع استمرار انتهاج الحكومات الغربية والصهيونية السياسية سياسة الخداع والغش وإصدارهم من الوعود والتصريحات التي تطمئن العرب علي حقوقهم وخاصة في ارض فلسطين. وبذلك فقد التزم الحلفاء صراحة وعلنا بتأييد استقلال فلسطين, وإنشاء حكومة وطنية فيها يختارها شعب فلسطين العربي وهذا ما تمسك به العرب منذ البداية علي لسان فيصل بن الحسين أمام مؤتمر السلم بفرساي في القرارات التي أصدرها المؤتمر السوري العام1919 أي أن حق فلسطين في الاستقلال التام حق ثابت قانونيا. لكن الحلفاء تجاهلوا وتعاملوا وتغاضوا عن هذه الحقيقة الواضحة لان اغراضهم الحقيقية كانت عكس ما وعدوا به العرب.. كانت أغراضهم الحقيقية هي الحلول محل الاحتلال العثماني.. واقتسام مناطق نفوذه فيما بينهم.. وتهيئة فلسطين العربية لتكون دولة الحركة الصهيونية الموعودة وتكشفت نواياهم في اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة عام1916 وحين قرروا وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني لتحقيق أهدافهم كان ذلك لخدمة الصهيونية العالمية وتحقيقا لمطالب المفكرين اليهود والمتمثلة في خطط وافكار الصهيونية السياسية حيث اتفق جميع المفكرين اليهود علي العناصر والأفكار الأساسية المكونة لمشروعاتهم وان اختلفت في أسبقيات التنفيذ والتي استطاع هرتزل تجميعها في كتابه الدولة اليهودية ويضعها موضع التنفيذ حيث جعل المشكلة اليهودية مشكلة دولية/ يهودية وليست يهودية فحسب وخطا بكتابة خطوات جادة لتفعيل الصهيونية السياسية الذي يعتبر هو رائدها الحديث وتطويرها في المجال السياسي الدولي( الصهيونية الدبلوماسية) لا بحالها النظري كالسابقين من المفكرين والباحثين اليهود وغير اليهود( صهيونية غير اليهود) لذا يعد دوره هو الأكثر فاعلية حقيقية علي أرض الواقع وأصبحت هذه الخطوات هي منهاج العمل في المؤتمر الصهيوني الأول( الكنيست الأول) في بازل عام1897 وكانت تقوم علي الأسس الآتية:ان أرض اليهود التاريخية موجودة ولا تزال فارغة من السكان( علي حد زعمه) ويقصد أرض الآباء الأوائل أرض الميعاد( فلسطين).. ان المتطلبات لإقامة الدولة متوافرة في اليهودحيث انهم هم الشعب المختار وهو شعب مميز وهم المادة البشرية المنتشرة في العالم وان أزمة الاستيطان وتوفير أرض يقيم عليها الشعب هي فلسطين أرض الميعاد وهي واقع ملموس, وايضا وجود القوة الدافعة لإقامة الدولة من واقع المأساة التي يعيشها اليهود. ان العالم الغربي في حاجة إلي قيام الدولة اليهودية ولذا فعليه أن يساعد في إقامتها.. التضخيم من مسألة عداء اليهود( اللاسامية) وهو قدر هم الأزلي.. قيام الدولة اليهودية لن يكون ضارا باليهود المندمجين( صهيوني التوطين).. محاولات الاستيطان الأول لا يمكن أن تحقق قيام الدولة اليهودية لأن الاستيطان الغير منظم( الصهيونية الاستيطانية) وغير المرتبط بسياسة محددة لا يقيم دولة يجب تدريب اليهود( المستوطنين) علي العمل اليدوي الشاق.ان هجرة اليهود من أوروبا ستنعش اقتصاديتها لأنها تبدأ بهجر الفقراء أولا.. ضرورة أن يتحول اليهود إلي قوة ضاغطة ومؤثرة في المجتمع الدولي, وأن الأمة التي لا تملك القوة أمة بلا روح.. ضرورة إنشاء مؤسستين لتنفيذ ما سبق وهما الشركة اليهودية التي توفر الموارد المالية اللازمة وكذا تجميع وإنشاء مجتمع اليهود.. أن يقبل اليهود في المفاوضات السياسية أي أرض تمنح لهم( فلسطين أو الأرجنتين أو العريش). ومع بداية عام1923 واعتمادا علي حجم اليهود المهاجرين(3 دفعات من الهجرة) وبدء إنشاء المستعمرات الدفاعية وشديدة الحراسة استطاعت الصهيونية السياسية إنشاء أول مستعمرة دفاعية ووضع حجر الأساس للجامعة العبرية1923 وافتتاحها في احتفال عالمي عام..1925 وإلي تفاصيل أخري.