يبدو أن النادي الأهلي لن يعرف طريق الهدوء علي المدي القريب مطلقاً خاصة بعد أن قضي عددا من الأيام المشتعلة منذ تصريحات الإسباني خوان كارلوس جاريدو المدير الفني السابق التي أنتقد فيها مسئولي الأحمر بشدة وقبلها نتيجة مواجهة الإسماعيلي ثم الخسارة من المقاولون والتي قللت من فرص الفريق في الحفاظ علي لقب مسابقة الدوري وبعدها الخروج من دوري الأبطال الأفريقي علي يد المغرب التطواني بركلات الجزاء الترجيحية وما تبع ذلك من إقالة المدرب الإسباني جاريدو . ودخل مسئولو الأهلي علي مدي الساعات الماضية في اجتماعات متوالية للتوصل لمدير فني يقود الفريق، ودارت مفاوضات مكثفة مع حسام البدري المدير الفني للمنتخب الإوليمبي ولكنها فشلت في اللحظات الأخيرة بسبب إصرار إتحاد الكرة علي توقيع البدري علي إقرار بموافقته علي عدم تدريب المنتخبات الوطنية مستقبلاً وهو ما رفضه المدرب ليعلن إستمراره ورفض العمل بالأهلي ، ودخل رئيس النادي محمود طاهر إجتماع المجلس باحثاً عن حل لأزمة المدير الفني حتي أن طاهر الشيخ عضو المجلس طرح أسم العميد حسام حسن خلال الجلسة مما أصاب زملاءه بصدمة وأكتفوا بإبتسامه عابرة وتخطي الأمر ليتم الإستقرار في النهاية علي رجل المحطات الصعبة فتحي مبروك رغم أنه الإختيار الذي تريده الجماهير الحمراء من البداية. ورغم توقع الجماهير عودة الهدوء ، لكن تصاعدت الاحداث بصورة لافتة حيث يصل خلال ساعات المحامي الخاص للإسباني جاريدو للقاهرة لعقد إجتماع مع علاء عبدالصادق المشرف العام علي الكرة ومحمود طاهر رئيس النادي للتوصل لحلول لأزمة العقد مع القلعة الحمراء ، وكشفت مصادر أن تعاقد الأهلي مع جاريدو ينص علي مفاجأة من العيار الثقيل هي» أن البند رقم 9 ينص علي أن العقد لمدة موسمين بدءاً من يوليو 2014 وحتي يوليو 2016 وفي حالة رغبة أحد في فسخ التعاقد يقوم بدفع باقي المدة كاملة للطرف الأخر «، وبذلك يحق للمدير الفني السابق الحصول علي 15 شهر ا كاملة دون نقصان أي 630 ألفا دولار حيث أن راتبه يوازي 32 ألفا ومساعده خورخي سيمو مدرب الأحمال 10 آلاف دولار . كما أن الأزمة التي يواجهها مجلس الإدارة لا تتوقف عند هذا الحد بل تمتد إلي ما هو أبعد حيث أن العقد يقول أنه يجب دفع تلك المستحقات خلال 15 يوماً علي أقصي تقدير وإلا فسيتم اللجوء للفيفا لشكوي الطرف الأخر وما قد يخلفه ذلك من عقوبات إضافية قد تصل لخصم نقاط من فريق الكرة وغرامات مالية دون شك . ويبذل علاء عبدالصادق المشرف العام علي الكرة بتكليف من إدارة النادي جهداً كبيراً في محاولة لتقريب وجهات النظر مع جاريدو لإنهاء تلك الأزمة ومنحه ثلاثة أشهر هي قيمة المدة الباقية في العام الأول علي أن يتم فسخ التعاقد بشكل ودي ، وقالت مصادر أن مسئولي الأهلي كانوا قد أستاجروا فيلا للمدير الفني بالتجمع الخامس تصل قيمتها الإيجارية ل35 ألف جنيه شهرياً علماً بأن جوزيه كان يكلف الفريق الأحمر ما يقارب المليون جنيه سنوياً كتكلفة لإقامته في أحد فنادق حي الزمالك . وعلي جانب أخر ، طالبت جماهير الأهلي وأعضاء الجمعية العمومية مسئولي القلعة الحمراء بإبرام تعاقد مع فتحي مبروك لمدة عام ونصف كما كان سيتم مع غيره سواء كان مصريا أو أجنبيا ومنحه الفرصة كاملة للتعبير عن قدراته وإمكانياته خاصة أنه أحد أبناء النادي الأوفياء الذي لم يتأخر يوماً عن تلبية النداء . وكان فتحي مبروك قد صرح بأنه لم يكن يتوقع اختياره لتدريب الفريق خلفاً لجاريدو، حيث كان في رحلة صيد بالغردقة ولم يكن يضع الأمر في حساباته ، وقال مبروك أنه أحد أبناء النادي القادرين علي تلبية النداء في وقت الشدة ، مضيفاً أن هذه الولاية ستكون مختلفة بالنسبة له عن المرات السابقة، خاصة وأنه تم منحه الفرصة والثقة كاملة لبناء فريق جديد ، وأضاف أنه لن يواجه أية صعوبات في مواجهة النصر المقرر له اليوم في ظل إستمرار الجهاز الفني الحالي بالكامل وسيستعين بهم في كافة الأمور . وأوضح المدير الفني أن فريقه يمتلك عددا كبيرا من اللاعبين المميزين القادرين علي الدفاع عن أسمه وهناك وفرة في جميع المراكز علي عكس ولايته السابقة والتي عاني فيها من الإصابات والغيابات، وتابع أن المنافسة علي بطولة الدوري مازالت قائمة رغم فارق النقاط مع المنافسين ، والأمل ما زال موجوداً في تعويض الفارق والحصول علي اللقب، خصوصاً وأن الأهلي لا يعرف المستحيل وسبق له أن حصل علي اللقب بعد تأخره بالكثير من النقاط أمام المنافس وهذه هي روح الفانلة الحمراء التي يسعي للاستعانة بها .