رغم أن الحوار شىء اساسى بين الازواج للتفاهم، لكننا نجد ان الصمت بينهم اصبح من اكثر المشاكل وضوحا .... د.هبة العيسوى استاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس تقول: ان الصمت بين الأزواج قنبلة موقوتة، فهم لا يتكلمون لفترات طويلة لقناعتهم أن الصمت أفضل طريقة لتجنب الشجار، و لكن للاسف هذا الأعتقاد يأتى بنتائج عكسية، وأحياناً قد يكون خيار الصمت من طرف واحد أو بقرار ثنائى من الزوجين، و قد أثبتت الدراسات أن ترك المشكلة بدون حل او تأجيلها يؤدى إلى ظهور مشاكل أخرى، كما أنة يزيد الفجوة العاطفية بين الزوجين، وفى النهاية يجدوا أنفسهم أمام تراكمات لا تعد ولا تحصى من التفاصيل تنتهى بخلافات جديدة.
وتضيف د.هبه ان الأسباب المؤدية إلى الصمت تختلف باختلاف الأشخاص وطبيعة العلاقة بينهم، فهناك اسباب عامة بين الزوجين مثل الارهاق الشديد فى العمل الذى يجعل الزوج أو الزوجة يفضلوا الصمت و الراحة بدلا من الكلام، ونجد ايضا عدم وجود التوافق العاطفى او الثقافى بينهم منذ البداية أو بسبب فارق السن، ونشأة الزوج او الزوجة فى بيت يفتقد لغة الحوار فيصبحون تلقائيا يفضلون الصمت، كما ان الإنشغال بمشكلة ما يجعلهم ايضا ينشغلون فى التفكير بها رافضين التحوار. و من جانب اخر نجد ان اسباب صمت الزوج تكون اما برفضه للحوار مع زوجتة التى غالبا ما تتكلم عن المشاكل اليومية فيجد اقصر طريق هو الصمت او ان غالبا ما يبدأ الحديث أو ينتهى بطلبات مادية لا يستطيع أستيفائها، واحيانا تكون أنانية الزوج و عدم التفاتة لحديث زوجتة لانة مشغول بنفسة فقط او لأنة مهتم بقرأة الجرائد أو مشاهدة التليفزيون . اما الزوجة فهى ترفض الحوار اذا كانت كارهة للحياة معة و لكنها مضطرة الى ذلك لظروف اقتصادية أومعيشية، ولا نهمل عصبية الزوج فهى تجعل الزوجة تتجنب الحديث معة، اواذا كان يسخر أو يتفة من احاديثها فيشعرها بالاهانة و الدونية، او خوفا من غضب الزوج دون سبب واضح فتفضل تجنب العصبية الغير متوقعة منه. ولعلاج حالات الصمت بين الزوجين يجب أن يراجع كل منهما الاسباب والبعد تماما عن اتهام الطرف الاخر دون موضوعية، والزوجة قادرة على إلغاء الصمت من حياتها الزوجية حينما تعرف كيف تشارك زوجها فى ميوله وهواياته، والأحاديث التى تهمه، ولكن دون أن تتنازل عن هواياتها وما يهمها، وتستطيع أن تتجاوز عن الكثير من المشكلات التى تعترضها، من خلال تفهمها للأمور واستيعابها لحجم الضغط الذى يتعرض له زوجها خارج البيت، مع اختيار الحديث المناسب، وعلى الزوجين ان يعلما ان محاولة تغيير المواقف السلبية مسألة صعبة، لكن نتائجها أفضل من ترك الأمر، والاستسلام للصمت ، مع تفهم سيكولوجية الطرف الآخر، فالرجل اثناء الحوار مختلف عن المرأة. ولا ننسى ان تعلم فن الحوار باختيار الوقت المناسب، وعدم الانفعال، والبعد عن الجدل وحسن الإصغاء، وعدم المقاطعة جميعها أمور تحقق نجاح الحوار وتشجع على استمراره.