فيما اعتبر معزوفة حب للعلاقات المصرية الإماراتية وتأكيدا على حيويتها فى المرحلة الراهنة التى تشهدها المنطقة شهدت القاهرة لقاء إعلاميا ضم النخب والقيادات الإعلامية والصحفية من الجانبين بحضور المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء والدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الدولة رئيس المكتب التنسيقى للمشاريع التنموية الإماراتية و محمد بن نخيرة الظاهري، سفير الإمارات فى مصر ضمن فعالية نظمها وأشرف على ترتيباتها نادى دبى للصحافة بأحد فنادق القاهرة الكبرى متزامنة مع معرض باللوحات والصور التى تجسد حجم ما تحقق من مشروعات فى مختلف المحافظات المصرية فى قطاعات الصحة والإسكان والتعليم وغيرها من المجالات. وكان من أبرزالحضور من الجانب الإماراتى منى غانم المري، المدير العام للمكتب الإعلامى لحكومة دبى رئيسة نادى دبى للصحافة ومنى بوسمرة، مدير نادى دبى للصحافة ومحمد يوسف رئيس جمعية الصحفيين بالإمارات الى جانب عدد من رؤساء تحرير وكبار الكتاب بالصحف الإماراتية ولفيف من قيادات العمل الإعلامي، بينما تميز الحضور المصرى بكثافة وكان فى مقدمته ضياء رشوان نقيب الصحفيين ومحمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر ورؤساء تحرير الصحف وفى مقدمتهم محمد عبد الهادى رئيس تحرير الأهرام وياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ورئيس تحرير الأخبار وغيرهما وعدد من قيادات اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورؤساء القنوات ورئيس الإذاعة وعدد من مقدمى البرامج الشهيرة فى الفضائيات المصرية. وفى معرض إجابته عن الاسئلة التى وجهت اليه فى اللقاء أكد محلب ان العلاقات المصرية الإماراتية ليست وليدة اللحظة لكنها تعود الى مطلع سبيعينات القرن الماضى بعد إعلان قيام دولة الإمارات العربية بقيادة الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكانت مصر أول من اعترف بها وسارعت بتكثيف وجودها فيها فى ظل حرصه على تأسيس ركائز الدولة عبر رؤيته الاستشرافية فتكمن من إحداث تغيير واسع وتأسيس ركائز الدولة والتى كانت من اهمها البعد العربى وهو ما تجلى بعد ذلك بعامين فى وقفته القوية المساندة لمصرخلال حرب اكتوبر 1973 والتى أعلن فيها مقولته الشهيرة « الدم العربى أغلى من البترول» مشاركا بفعالية فى فرض الحظر البترولى على الغرب مرتكزا على مقولة أخرى وهي» أن مصر هى قلب العروبة النابض«، لافتا الى أن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين ظلت على مدى أكثر من أربعين عاما تشهد تطورا متناميا وتنهض على أساس الاحترام المتبادل والشعور بمدى احتياج كل طرف للآخر. وقال محلب: إن الشيخ زايد لم يبخل على مصر أثناء الحرب أو بعدها وهى الفترة التى شهدت مشاركة فعالة فى أعمال التعمير والتى تجسدت فى بناء مدينة الشيخ زايد فى الاسماعبلية وفى منطقة السادس من اكتوبرثم تطورت هذه العلاقات فأصبحت تجسد المصير الواحد لمصر والإمارات، وقال: إن شعب مصر لاينسى أبدا من يقف الى جانبه ولن ينسى مطلقا جميل الشيخ زايد وشعب وحكومة الإمارات. ولفت المهندس محلب الى ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى غير مرة من أن أمن الخليج جزء من الأمن القومى لمصر وتعتبره خطا أحمر وهويجسد البعد الاستراتيجى لعلاقات مصر مع دولة الإمارات وغيرها من دول منظومة مجلس التعاون الخليجي. وبدوره، لفت الدكتورسلطان أحمد الجابر، وزير الدولة الاماراتي، ورئيس المكتب التنسيقى للمشاريع التنموية الإماراتية فى مصر أن العلاقات بين الجانبين غنية عن التعريف ولاتنتظر أى تفسير فهى قامت على أسس متينة ودعائم صادقة من الاحترام المتبادل والمحبة الصادقة والاتفاق الواضح الصريح على المصير المشترك، مؤكدا أن مصر تحتل مكانة خاصة فى قلوب الإماراتيين. وأضاف انه لمس خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى بالوفد الإماراتى أمس الأول الروح الجديدة لمصر القائمة على الطموح والأمل المرتكز على العمل والبناء وقال إنه رصد طاقة إيجابية بناءة لدى القيادة المصرية وهى التى كانت الركيزة الأساسية لبناء دولة الإمارات فضلا عن الحب المتبادل بين البلدين والقيادتين والشعبين وشدد على ضرورة قيام المسئولين سواء عن الجانب التنفيذى أو على الصعيد الإعلامى بالتركيز على الدقة والموضوعية والفهم الصحيح والشامل لكل ما يجرى فى المنطقة العربية داعيا الإعلام، الذى يراه الرئيس السيسى جزءا أساسيا من النظام السياسى للدولة الى تجنب التحريض على التطرف والالتزام بالقواعد الأخلاقية والمهنية معربا عن ثقته بلاحدود فى قدرات البلدين وقال:« ليس أمامنا من طريق سوى تحقيق النجاح». وعن مدى مشاركة القطاع الخاص الإماراتى فى مشروعات التنمية بمصر أشار الجابر الى أن هناك شواهد بأن هذا القطاع يمارس دورا مهما فى التنمية بمصر وهناك فرص واعدة فى هذا المجال من خلال خطة التنمية التي أعادتها الحكومة المصرية والتى تم الإطلاع عليها مدعومة بالمحفزات والتيسيرات الاستثمارية موجها رسالة قوية للقطاع الخاص فى البلدين بأن يولى الأهمية القصوى وبناء شراكة قوية من أجل تعزيز التنمية فى مصر. وكانت منى غانم المري، رئيسة نادى دبى للصحافة قد تحدثت فى مستهل اللقاء الإعلامى معبرة عن امتنانها لتلبية القيادات والنخب الإعلامية المصرية دعوة المشاركة فيه فى رحاب قاهرة العرب ورأت أنه ينظم فى وقت تدخل فيه العلاقات بين الشعبين مرحلة جديدة تتوطد فيها دعائم الاستقرار وتترسخ ركائز انطلاقة جديدة نحو المستقبل بدعم قوى من قبل قيادتى البلدين مؤكدة على الدور المحورى للإعلام كاحد العناصر المهمة والمؤثرة فى ترسيخ التعاون بين الشعوب، بحسبانه أحد أهم القطاعات التى تلامس حياه الناس بصوره مباشرة وتسهم فى تحديد مدى إدراكهم للواقع المحيط بهم مع الالتزام بالقواعد المهنية المعروفة من حيادية الطرح ونزاهه التناول. وفى كلمته أمام اللقاء، لفت الدكتور ضياء رشوان نقيب الصحفيين الى أن دور الإعلام ،فى المرحلة الراهنة يتعين أن يكون فى إطار الدفع نحو العمل وتحقيق الاستقرار بعد أن كان له دور واضح وطليعى فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، للقضاء على الاستبداد القديم وحكم الفرد والطغيان وقال ينتظر الإعلام والصحافة دور شديد الحيوية فى ضوء ما تتعرض له المنطقة العربية من محاولات لإعادة تشكيل خارطتها ورسم صورة جديدة لتحالفات ومحاور والتى يأتى فى مقدمتها محور مصر وكل من الإمارات والسعودية والكويت والبحرين فى المشرق والجزائر والمملكة المغربية فى المغرب العربى وهو ما يشكل النواة الصلبة لاستمرار الأمة العربية وإلا تعرضت للضياع. من جهته عبر محمد يوسف رئيس جمعية الصحفيين بدولة الإمارات عن تقديره لجيل أساتذة الإعلام والصحافة فى مصر الذين ساهموا فى بناء منظومة الإعلام والصحافة بالإمارات وقال إن معدلات التحول السريع التى حققتها هذه المنظومة فى السنوات الأخيرة كانت بأيد مصرية وهو ما يجسد العلاقات القوية القائمة بين البلدين الشقيقين مشيدا بدور الإعلام المصرى الذى اعتبره واحدا من أهم خطوط المواجهة الأمامية من خلال صموده فى مواقفه ورفضه الانحياز لغير الوطن والذى انتصر فى النهاية. .. وأعضاء النادى فى ضيافة «الأهرام» استقبل الأستاذ محمد عبدالهادى علام رئيس تحرير الأهرام وفد نادى دبى للصحافة ، الذى ضم منى أبو سمرة مدير النادى ومهاب مازن مدير العلاقات الإعلامية وعلياء أحمد الديب مدير تطوير المحتوى . وتباحث الطرفان فى تنمية وتطوير العلاقات بين «الأهرام» ونادى دبى للصحافة وتناول الخبرات فى هذا الصدد بما يخدم مصالح الطرفين وريادتهما الصحفية على المستوى العربى والدولى.