فى الوقت الذى نجحت فيه واشنطن فى توسيع نطاق التحالف الدولى فى حربها ضد الإرهاب، كشفت صحيفة «واشنطن تايمز» أمس عن مخاوف أمريكية من احتمال وصول مواد أو أسلحة نووية وإشعاعية إلى أيدى إرهابيى تنظيم «داعش». ونقلت الصحيفة عن مصادر فى وزارة الخارجية الأمريكية،قلقها من التهديدات التى يمثلها وصول مثل هذه الأسلحة إلى أيدى الإرهابيين، فى وقت أبرمت، اتفاقا مع الجانب العراقى لتعقب وإعادة هذه الأسلحة الحساسة قبل وصولها إلى أيدى الإرهابيين. يأتى ذلك فى الوقت الذى عبرت فيه المخابرات الأمريكية، عن مخاوفها من إمكانية استيلاء مسلحى "داعش" على منصات إطلاق صواريخ مضادة للطائرات المقاتلة محمولة على الكتف، فى أعقاب هجوم عناصر التنظيم على مطار «طبقا» العسكرى الواقع فى منطقة الرقة بشمال سوريا. وعلى صعيد التحالف الدولي، كشف الرئيس الأمريكى باراك أوباما، عن إدراج تسع دول حليفة على الأقل على قوائم الدول المشاركة فى الحرب على الإرهاب. ووضعت الإدارة الأمريكية الخطوط العريضة للتنسيق العسكرى فى مواجهة عناصر التنظيم الإرهابي. ومن ناحيتها، أكدت مارى هارف نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الائتلاف الدولى الذى تحاول واشنطن تشكيله ضد داعش لا يمت بصلة الى التحالف الذى قادته الولاياتالمتحدة، لاجتياح العراق فى عهد الرئيس السابق جورج بوش فى 2003، والذى تعرض لانتقادات شديدة آنذاك. وقالت هارف: "عندما نتحدث عما نسعى إليه اليوم، نحن لا نريد أن يكون مشابها بأى شكل من الأشكال لما حدث فى 2003 خلال عملية غزو العراق". وتزامنت تصريحات هارف مع ورود أنباء متضاربة حول تعاون سورى أمريكى فيما يتعلق بالتنسيق العسكرى لمواجهة "داعش" على الأراضى السورية، وذلك على الرغم من تصاعد العداء المستحكم بين واشنطن ودمشق. وفى هذا الإطار، أشارت تقارير إعلامية غربية إلى عمليات الاستطلاع الجوى التى تقوم بها طائرات أمريكية بدون طيار فى الأجواء السورية، وما تنتجه تلك العمليات من تجميع للمعلومات والصور عن تحركات مقاتلى "داعش" تتم مبادلتها مع المخابرات السورية. ونقلت التقارير عن مصادر أمريكية مسئولة إشارتها إلى أن ذلك يتم بتنسيق غير مباشر بين جهازى المخابرات الأمريكى والسورى عبر قنوات اتصال عراقية وروسية. وعلى صعيد التصدى للمواطنين الغربيين الذين يقاتلون فى صفوف التنظيم الإرهابي، حذرت مصادر أمنية أمريكية من أن حملة جوازات السفر الأوروبيين الذين يقاتلون فى صفوف الدولة الإسلامية فى العراقوسوريا يشكلون خطرا «داهما» على الدول التى ينحدرون منها. وقالت المصادر، إنه بالنظر إلى ارتفاع العدد، فإن المقاتلين الأوروبيين هم أكثر خطرا من المقاتلين الأمريكيين الذين لا يتجاوزالعشرة فى صفوف "الدولة الإسلامية". وفى موسكو، صرح جينادى جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، بأن روسيا تدعم مشروع قرار قدمته الولاياتالمتحدة إلى مجلس الأمن الدولى بشأن الإرهابيين والمرتزقة الأجانب.