«مع المجازر التى ارتكبها نظام بشار الأسد فى محافظة درعا (مهد الثورة - جنوب) لقمع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظامه، حمل السوريون السلاح للدفاع عن أنفسهم ضد النظام، وشكلوا الجيش السورى الحر». تلك «الصورة المعارضة»، التى بثتها وسائل إعلام ووسائل التواصل الاجتماعى، ألهبت حماس الكثيرين داخل العالم الإسلامى وخارجه، فتوافدوا على سوريا للمشاركة فى القتال ضد النظام، سواء فى صفوف «الجيش الحر» أو «جماعات جهادية». ولا توجد إحصائيات رسمية دقيقة بشأن أعداد المقاتلين الأجانب، أو من يعرفون ب«المهاجرين»، فبينما قدر مدير المخابرات الأمريكية، جيمس كلابر، عددهم بسبعة آلاف جاءوا من نحو 50 بلدا، قال رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية الجنرال أفيف كوخافى إن 30 ألف جهادى يقاتلون بسوريا، وقد أيد أحدث تقرير لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى التقدير الأمريكى. وبحسب خبراء، فإن وجود المقاتلين الأجانب يخدم أهداف النظام السورى الذى يردد أنه يحارب جماعات تكفيرية إرهابية، بينما يغض الطرف عن الجماعات الشيعية، التى تقاتل بجانبه، والقادمة من العراق وإيران ولبنان واليمن، وغيرها. رغم ذلك فثمة إجماع على أن سوريا صارت نقطة جذب وساحة الجهاد المفضلة لعدد كبير من الجهاديين القادمين من عدد كبير من الدول العربية والإسلامية، فضلا على دول غربية، ما دعا وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى القول إن سوريا «تحولت إلى مغناطيس للإرهاب». ووفقا لمعهد واشنطن، تحتل الأردن المرتبة الأولى بين أكبر الدول المصدرة للجهاديين فى سوريا، ب2089 مقاتلا، تليها السعودية ب1016، فتونس 970، ولبنان 890، وليبيا 556، ومصر 375. بينما يتراوح عدد مقاتلى أوروبا بين 396 و1935. معظم هؤلاء انضموا إلى «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية فى العراق والشام» (داعش)، وهما جماعتان معارضتان متشددتان قريبتان من تنظيم القاعدة، ويعتبرهما الغرب أخطر الجماعات المتشددة بسوريا. التزايد المستمر فى أعداد الجهاديين زاد من مخاوف أجهزة المخابرات حول العالم من تكرار التجربة الأفغانية عند عودة هؤلاء إلى بلادهم، وقد ما يترتب عليه من مخاطر، لاسيما وأن بعض المجموعات الجهادية لا تستبعد إمكانية الجهاد فى بلدانها، ومن ثم فإن عودة هؤلاء المهاجرين تعد بمثابة قنبلة موقوتة.